عصابة أولاد التلال .. دعاية انتخابية بالذخيرة الحية

حجم الخط

بقلم د. ناصر اللحام  

 

بالتناغم مع خطط حكومات الاحتلال لوضع اليد على ما تبقى من أراضي الضفة . تارة بحجة شق شبكة طرقات ضخمة ، وتارة بحجة محميات طبيعية ، وتارة بحجة تثبيت وتسمين نحو ثمانين مستوطنة جديدة .

شرع المستوطنون بموجة من الإرهاب المنظم ضد السكان الفلسطينيين مستغلين حل الكنيست وبدء الحملات الانتخابية . فاقتلعوا ألاف الأشجار وأحرقوا منازل وروّعوا بلدات وأغلقوا الشوارع وقطعوا الطرقات وأسالوا دماء الفلسطينيين دون أن نسمع كلمة واحدة من السفير الأمريكي الصهيوني فريدمان ، ولا أي شجب من جانب شرطة وجيش الاحتلال .

وقد لفت انتباهي تورط الإعلام الإسرائيلي بجريمة الصمت على جرائم عصابات المستوطنين من خلال عدم تغطية جرائم عصابة أولاد التلال إلا في حال رشق المستوطنون جنودهم بالحجارة . فحينها يتم نشر خبر صغير وتحت السيطرة .

تزامن هذه الجرائم مع موجة التطبيع يكشف مؤشرا خطيرا وانفصاما لا يمكن تفسيره . حيث أن الدول التي تورطت بصكوك التطبيع لا نسمع لها أي صوت أو حتى شجب خجول حيال هذه الجرائم . وهذا يدل على أن عواصم التطبيع لا تختلف سياسيا مع حماس أو فتح أو القوى التنظيمية الفلسطينية . وإنما صارت تقف مع المستوطنين ضد الشعب العربي الفلسطيني . فمنذ توقيع صكوك ترامب لا نسمع أي تصريح من عواصم التطبيع تجاه قضايا عادلة فيها نصوص واضحة وقرارات دولية مثل الأسرى أو هدم المنازل او مصادرة الأراضي آو فتح النار على المدنيين ولا حتى على جرائم المستوطنين .

الظروف كلها ليست في صالح القضية الفلسطينية . وهذا لا يجب أن يفرح الأحزاب الصهيونية التي تمارس دعايتها الانتخابية بالذخيرة الحية ضد سكان الأرض المحتلة .وأن سياسيين مرشحين صهاينة مثل زئيف ايلكين وغيره من اليمين سيساهمون بشكل اكبر في تحطيم المعادلة الراهنة وإشعال انتفاضة جديدة لا احد يعرف شكلها ولا قواها ولا قياداتها ولا مستوى الغضب فيها .

لكنها قادمة لا محالة . فالوضع الراهن لا يمكن احتماله لمدة أطول .