تقف القضية الفلسطينية وحالة الصراع مع "إسرائيل" على رأس القضايا التي انعكست بشكل فاعل وكبير على حالة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط مُخلِّفة انعكاسات سلبية على الحالة الأمنية والسياسية والاقتصادية وخلقت اصطفافات إقليمية وفوضى خلاقة وتدخلات أمريكية و"إسرائيلية" من تحت الطاولة ومن فوقها خلطت كافة الأوراق وجعلت المنطقة تدخل مع نفسها في حالة "حيص بيص" ارهقتها و لم يخرج أحدًا منها منتصرا.
ووفقا لمعهد الدراسات الاستراتيجية IPS فإن السياسية الخارجية للإدارة الأمريكية الجديدة ستعمل على إعادة إرساء قواعد النظام العالمي الليبرالي الديمقراطي ووضع حلولا للكثير من القضايا و سيكون على رأس أولوياتها أمن "إسرائيل" والتدفق الحر للطاقة ومنع التحول النووي الإيراني والحرب ضد الإرهاب والسعي لخلق الاستقرار و حالة من التوازن بما يخص الحرية والأمن في المنطقة بدلا من إغراقها في المواجهات التي لا يمكن لأحد الخروج منها منتصرا وبالتالي ستسعى الإدارة الأمريكية إلى اعتماد الدبلوماسية وعدم التصعيد خاصة مع إيران إذا أعادت الأخيرة الالتزام التام بالاتفاق النووي والتوقف عن دعم الإرهاب وتطوير برامجها النووية ذات الأبعاد العسكرية والصاروخية.
ووفق الرؤية الأمريكية فإن وجود "إسرائيل" قوية في حدود آمنة إلى جانبها دولة فلسطينية قابلة للعيش هي مصلحة أمريكية وبالتالي فإن الإدارة الأمريكية ستعارض أي خطوات من طرف واحد كخطوة الضم وتوسيع المستوطنات وستستأنف العلاقة مع "م.ت.ف" من خلال إعادة فتح القنصلية الأمريكية في شرق القدس وفتح مكتب المنظمة في واشنطن وتوفير المساعدات الاقتصادية للسلطة ولغزة.
انطلقت دول مجلس التعاون الخليجي في قمتها ال41 من إعادة حساباتها وتنحية خلافاتها جانبا وإعادة العلاقات مع قطر، حيث خرج البيان الختامي لقمة العُلا بخارطة طريق خليجية عربية تحدثت عن المصير والعمل الخليجي المشترك في كافة المجالات وخاصة المجال العسكري والأمني تحت لواء القيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون.
وأكد البيان على ضرورة محاربة الإرهاب ولجم التدخل الإيراني في الشئون الداخلية للدول العربية وحدد موقفه من الجزر الإماراتية التي تحتلها إيران وكذلك دعم جهود المغرب ودعم استقرار و أمن مصر ودعم جهود المصالحة في ليبيا وإيجاد حلا سياسيا للأزمة السورية وتعزيز التنمية في لبنان والأردن والسودان،
والأهم فيما جاء به البيان الختامي للقمة الخليجية هو موقفها الثابت من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى ودعمها للسيادة الدائمة للشعب الفلسطيني على الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى حدود الرابع من حزيران 67 وتأسيس الدولة وضمان حقوق اللاجئين.
الثوابت والمتغيرات السياسية في المنطقة تُحتّم على القوى الفلسطينية استخلاص العبر من دروس الماضي والتسلح بموقف وطني فلسطيني صلب يوازي ما بين الثوابت والمتغيرات السياسية في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية والإيمان بالواقعية الوطنية التي تقود إلى تجديد الشرعيات والتخلي عن الإطصفافات الإقليمية الغير محمودة العواقب وبناء جسور الثقة والتعاون والتنسيق الكاملين مع الدول العربية وفي مقدمتها مصر والدول الخليجية مجتمعة علّنا نستطيع الوصول إلى الندية في التعامل مع "إسرائيل" وفرض رؤية فلسطينية على الإدارة الأمركية تنتهي من خلالها حالة الصراع وتؤسس لبناء المستقبل.