يحلم كل مصرى بتمشية هادئة على كورنيش النيل بعيداً عن أصوات كلاكسات السيارات المزعجة، ليستمتع بالهواء الطلق والمناظر الطبيعية الخلابة ولحظة غروب الشمس، مع الاستماع لبعض المقاطع الموسيقية الهادئة، وهذا ما حلم بتنفيذه مجموعة من المعمارين المصريين الذين شاركوا فى تصميم جسر مشاة يصل بين المتحف المصرى وبرج القاهرة بشكل مباشر، مروراً بشجرة الزمالك التاريخية، دون أى عوائق بصرية.
وحصلت فكرة تصميم كوبرى المشاه، الذى شارك فى تصميمه فريق مكون من 5 أعضاء مصريين وهما على خالد عليوة، المدرس المساعد بقسم العمارة، كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، وابتسام الجيزاوى، المدرس بقسم العمارة، بنفس الكلية والجامعة، ومصطفى أحمد زكريا، المعيد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وشريف خالد عبد الخالق، المعيد بقسم العمارة، الأكاديمية البحرية، وهدى عصام عبد المولى، الباحثة بنفس الأكاديمية بقسم العمارة، بالإسكندرية، بالمركز الأول لجائزة رفعة الجادرجى الدولية للعمارة لعام 2020.
وقال على خالد عليوة، المدرس المساعد بقسم العمارة، بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، بجامعة حلوان، خلال حديثه لـ"اليوم السابع" "الهدف من فكرة تصميم كوبرى مشاة، هو تحسين جودة الحياة فى محافظة القاهرة التى تواجه مشكلة وهى أن نسبة المسطحات الخضراء بالنسبة للفرد أقل من النسبة العالمية، ونحن بهذا المشروع نحاول أن نساهم فى زيادة نسبة المسطحات الخضراء فى القاهرة، وتواجد مكان متنفس طبيعى للمواطنين، يستطيعون من خلاله الاستمتاع بالنيل والمناظر الطبيعية المحيطة به دون قيود أو محددات".
وتابع "كوبرى المشاة يتكون من ثلاثة طوابق، تحتوى على أنشطة اجتماعية وأنشطة ثقافية ومحلات تجارية ومطاعم بهوية مصرية ومعارض فنية، لتعريف السياح بعظمة وتاريخ مصر من خلال إبراز جمال القاهرة ومعالمها السياحية البارزة مثل برج القاهرة، والمتحف المصرى".
وأضاف "الهدف الأساسى هو ربط مسار مشاة يضم رحلة ثقافية طويلة تجمع بين برج القاهرة مروراً بالنيل حتى المتحف المصرى، وهذا المشروع سوف يساعد على تنشيط السياحة فى القاهرة".
وأشار على إلى أن تصميم المشروع كان ببداية من شهر فبراير عام 2020 حتى أول شهر نوفمبر، ونال مشروعهم تقديرا دوليا من جميع الجهات المتخصصة فى العالم والمهتمة بالعمارة والتخطيط، مؤكداً أن هذه أول مرة يحصل فيها معمارين مصريين على الجائزة.
وعن إمكانية تنفيذ المشروع على أرض الواقع، قال على "نأمل أن يصل المشروع للمسئولين لتنفيذه"، ويتكون الشكل النهائى لجسر المشاة الحائز على المركز الأول لجائزة رفعة الجادرجى لعام 2020، من مسار خطى رئيسى يصل بين المتحف المصرى وبرج القاهرة بشكل مباشر، مرورا بشجرة الزمالك التاريخية، بدون أى عوائق بصرية، ومسار يحتضن ضفتى النيل، الضفة الشرقية حيث الأرض التى كانت تضم الحزب الوطنى الديموقراطى السابق بالقرب من ميدان التحرير، والضفة الغربية التى تقع فى حديقة المسلة التابعة لحى الزمالك، وتصميم هذا المسار بحيث يكون محببا للمارة، ملىء بعناصر الجذب الثقافى والاجتماعى والاقتصادى.
ودمج كلا المسارين لتشكيل حديقة حضرية كبرى تمتد أعلى النيل لتصل وتربط جانبيه، وأسفل الحديقة يوجد طابقين أعلى النيل يحتويان على أنشطة ثقافية وترفيهية، اجتماعية، بالإضافة إلى المحلات التجارية والمطاعم التى تطل مباشرة على النيل، مع مراعاة الارتفاع بحيث يسمح بمرور الملاحة النهرية.
وصممت الأعمدة بشكل يسمح بالاتصال البصرى بين الفراغات الداخلية بطوابق الجسر وبين النيل والمعالم المعمارية المحيطة، كما تتيح القدر الكافى من التهوية والإضاءة الطبيعية، وأما بالنسبة للحديقة العلوية أعلى الجسر، سوف يتوفر بها أشجار الأكاسيا، لتوفير المساحات المظللة، كما يمكن نمو العشب بالأرضيات الخارجية، كما تم تصميم المسارات لتسمح لتدفق حركة المشاة فى الموقع.