رغم الصعوبات التى نواجهها أثناء نقل السكن من مكان لآخر، إلا أنه يبدو أمرا بسيطا للغاية، بالمقارنة مع نقل مدينة كاملة من مكانها، وهو ما يحدث حاليا مع مدينة "كيرونا" السويدية، والتى تقع فى أقصى شمال السويد، ويعيش فيها نحو 23 ألف شخص، حيث يتم نقل موقعها بالكامل بسبب عمليات الحفر فى منجم المدينة التى تسببت فى هبوط أرض المدينة.
المدينة تقوم حاليا بعمليات نقل نحو 40 مبنى على بعد 3 كيلومترات شرقًا وسيتم هدم باقى المبانى، حيث يتم بناء منازل جديدة فى المكان الجديد، وهو مشروع مثير للاهتمام، تناولته وسائل إعلام سويدية، وتداول صوره رواد مواقع التواصل الاجتماعى، ونشر حساب "السويد بالعربى"، بعضا من صوره، التى توضح كيف يتم النقل.
تأسست كيرونا نحو عام 1900 من قبل عمال المناجم، وتعتمد المدينة بشكل كبير على التعدين، وهى أكبر منجم لخام الحديد تحت الأرض فى العالم، وجاء قرار نقل بعض المبانى فى المدينة، بعد انهيار أجزاء من وسط المدينة ولم يعد مجلس المدينة قابلاً للإصلاح، بحسب ما نشر موقع Sargasso السويدى.
وفيما يتعلق بالكنيسة القديمة في المدينة، فقد تقرر نقلها، إلى جانب 38 مبنى آخر، بمركز كيرونا الجديد، كما تم بناء قاعة مدينة جديدة مستديرة لتكون مصدر جذب مركزى للمدينة الجديدة، ويقع برج الجرس القديم لمبنى البلدية السابق بجواره، وقد انتقل أكثر من 6 آلاف ساكن، أى نحو ثلث سكان المدينة القديمة، وسيستغرق المشروع 10 سنوات أخرى على الأقل قبل أن يتم نقل المنطقة المهددة بالكامل.
معظم سكان كيرونا لا يعارضون إعادة التوطين، فالعديد من السكان يعتمدون بشكل مباشر على التعدين، واعتادوا على الضوضاء المستمرة والانفجارات الليلية فى المنجم تحت الأرض، ففى مايو الماضى، كان هناك زلزال شديد الخطورة لدرجة أنه تم إغلاق المنجم مؤقتا.
تدفع شركة التعدين LKAB من حيث المبدأ جميع تكاليف النقل المقدرة بـ1.2 مليار دولار، وبالنظر إلى الطلب على خام الحديد، لا يزال العمل بالنسبة LKAB مربحًا بدرجة كافية، فهو منجم حديث بنظام طرق بطول 400 كيلومتر، وتدريبات يتم التحكم فيها بواسطة الكمبيوتر ويعمل به 2100 موظف، بمن فيهم النساء، وينتج منجم كيرونا كل يوم ما يكفى من الحديد لستة أبراج توازى برج إيفل، وهولندا هى واحدة من أكبر 4 عملاء.