دعا القيادي بتيار الإصلاح في حركة فتح، سمير المشهراوي، الكل الوطني إلى تجاوز خلافات الماضي وبدء تأسيس نظام سياسي فلسطيني شفاف وسليم.
وقال المشهرواي في تدوينة له عبر حسابه بموقع "فيسبوك" اليوم الإثنين، لرثاء والدته التي توفت قبل أيام في مدينة غزّة: "في مشهد الحزن العميق على فراق والدتي العزيزة، لفت انتباهي وأنا أستعرض جموع المعزين تلك اللوحة الوطنية الرائعة والتي مثلت كل ألوان الطيف الفلسطيني، بين سلطة ومعارضة، بين فصائل المنظمة وفصائل إسلامية وشخصيات اعتبارية ومستقلين ونقابيين وأعضاء برلمان وقيادات فتحاوية كبيرة ومنهم من اختلفنا معهم ولا زلنا".
وتابع: "أخص بالذكر منهم أعضاء اللجنة المركزية والقيادات الذين بادروا لمشاركتنا عزائنا بالاتصال، ومنهم الأخوة ناصر القدوة وتوفيق الطيراوي وحسين الشيخ وروحي فتوح وماجد فرج"، مُردفاً: "وحدتنا أتراحنا وكم تمنيت ولا زلت أتمنى أنّ تُوحدنا أيضاً أفراحنا، وأنّ تُوحدنا الانتخابات القادمة، وحدة قائمة على أسس ومعايير وطنية وقانونية وأخلاقية، وحدة تُفضي لإعادة بناء نظام سياسي فلسطيني شفاف وسليم، يُرسي دعائم العدل والمساواة وتصليب الجبهة الفلسطينية في مواجهة التحديات الجسام والمخاطر التي تواجه قضيتنا".
وأردف: "هؤلاء الأخوة وباقي أعضاء اللجنة المركزية وعلى رأسهم الأخ أبو مازن مدعوين للعمل على تجاوز خلافات الماضي والعمل على تحقيق مصالحات فتحاوية تُوحد فتح ، لأنّ في وحدتها قوة لفلسطين وقوة للوحدة الوطنية وقوة للمنظمة".
واستدرك: "مع علمي ويقيني أنّ بعض مرضى النفوس والذين لا يعيشون ولا يستفيدون إلا في أجواء الخلافات، لن يُعجبهم ذلك وسيذهبون لتفسيرات ما أنزل الله بها من سلطان، وأعلم أيضاً أنّ جزء مهم من كوادر التيار لن يعجبهم أيضاً ذلك ويعتقدون أنّ الآخرين ربما يفسروه ضعفاً منا ولنا، إلا أنّني أعلنها مدوية للجميع، أنّ عفيفي الضمير، طاهري النفس، صادقي الانتماء، وكل الأصحاء وطنياً سيفهمون جيداً هذا الخطاب ويضعونه في موضعه الصحيح، وعلى هؤلاء دون غيرهم أنّ يبدأوا مسيرة الوحدة قبل فوات الأوان، اللهم إني قد بلغت".
وفي رثاء والدته، قال المشهراوي: "يا ويحنا بعد أمهاتنا ، من يدعو لنا تلك الدعوات الصادقات الصالحات، لم أكن أعلم أثر فقدان الأمهات على النفس، إلا يوم فقدتها، كنت أسمع من أصدقاء فقدوا أمهاتهم، تأثرت وشاركتهم أحزانهم ولكن أنّ تسمع ليس كما أنّ تُجرب، تلك التجربة التي تُعيدك طفلاً باكياً مهما بلغت من العمر والمكانة والجاه والمال".
واستدرك: "لا عيب أنّ يبكي الرجال أمهاتهم، خاصةً إذا احتلت تلك المساحة والمكانة التي احتلتها أمي في قلوبنا وقلوب كل من عرفوها، أماً للجميع، صاحبة القلب الكبير والوجه البشوش، الرقيقة مع الأبناء والأحبة، القوية أمام المحن والشدائد، الماجدة في مواجهة جبروت وغطرسة قوات الاحتلال الإسرائيلي".
يا ويحنا بعد أمهاتنا ،، من يدعو لنا تلك الدعوات الصادقات الصالحات لم أكن أعلم أثر فقدان الأمهات على النفس إلا يوم...
Posted by سمير المشهراوي samir Almashharawi on Monday, January 18, 2021