حذّر مدير عام الخدمات الطبية المساندة في وزارة الصحة، أسامة النجار، من الخطورة التي تتمتع بها الفيروسات وتطورها وقدرتها على إحداث سلالات أخرى جديدة.
وأكّد النجار خلال حديثه في برنامج "كورونا وقاية وإجراءات" الذي يُبث على تلفزيون فلسطين، مساء اليوم الخميس، على أنّ ذلك يستدعي البحث واكتشاف لقاحات أخرى مضادة، تُعيد العالم إلى مواجهة الفيروس من نقطة البداية.
وأضاف: "من المتوقع أنّ يُصبح اللقاح الموجود حالياً في العالم موسمياً، لأنّه لا يُعطي مناعة أبدية كافية، الأمر الذي يُجبر البشرية على المعاناة لفترة من الزمن".
ويأتي حديث النجار عقب إعلان وزيرة الصحة د. مي الكيلة، مساء اليوم، عن اكتشاف 17 إصابة بالطفرة البريطانية لفيروس "كورونا"، في المناطق المحاذية لمدينة القدس.
وقال: "إنّ العينات التي أُخذت من الإصابات في محيط القدس، جرى سحبها من فئات عمرية مختلفة، حيث تم رصدها منذ أنّ ظهرت الطفرة في إسرائيل"، لافتاً إلى أنّ اكتشاف العينات المصابة بالطفرات الجديدة في مختبرات رام الله قد يستغرق 48 ساعة.
وأوضح أنّ العمل المستمر الذي تُجريه وزارة الصحة مع جميع الأطراف المختصة لمعرفة سلالات كورونا المنتشرة ومتابعتها، خاصةً أنّ فيروس كورونا البريطاني المتطور، عدواه عالية جداً ومداه العمري يُصيب الاطفال.
من جهته، بيّن مدير عام ديوان وزيرة الصحة علي عبد ربه، أنّ الفيروسات تشتهر بكثرة التحورات الجينية التي تطرأ عليها بمختلف مراحلها، خاصةً مع الاختلاف البيئي وكثرة انتشارها بين البشر، ما يتطلب الحذر والاستعداد في مقاومتها.
وتابع عبد ربه: "عندما بدأ الإعلان عن اكتشاف الطفرة الجديدة لكورونا في بريطانيا، اضطرت فلسطين إلى أن تكتشف الوضع الصحي لديها، من دراسة الوضع الوبائي والمتغيرات في الفيروس والاصابات الموجودة، بالتعاون الجامعة الاميركية في فلسطين".
ولفت إلى أنّ وزارة الصحة أجازت استخدام لقاح سبوتنيك، بناء على دراستها معطيات الحالة الوبائية الموجودة، والإرشادات التي وفرتها الشركة المصنعة للقاح في روسيا، مُشدّداً على مواصلة التباحث وإجراء المشاورات مع أكثر من شركة مصنعة للقاح، لتوريده إلى فلسطين.
من جانبه، قال مستشار وزيرة الصحة في قطاع غزّة، د. فتحي أبو وردة، في مداخلة له خلال اللقاء: "إنّه لم تجرِ أيّ فحوصات بخصوص الطفرة الجديدة لـ"كورونا" حتى الآن"، مُوضحاً أنّ الوزارة بغزّة ستتعاون مع وزيرة الصحة د. مي الكيلة في رام الله بالإجراءات اللازمة.
وأردف أبو وردة: "من غير المتوقع وصول هذه الطفرة لقطاع غزّة، لأنّ معبري بيت حانون و"إيرز" مغلقان ولا يوجد مسافرون قادمون من الدول المصابة إلى غزّة حتى اللحظة"، مُنوّهاً إلى أنّ الإمكانيات الموجودة بالقطاع هي نفسها المتواجدة في مختبرات الضفة الغربية.
كما بيّن أبو وردة أنّ المنحنى الوبائي في غزّة يسير نحو الانخفاض والتعافي خاصة في حال وصول اللقاح، ما لم يحدث موجة أخرى مضادة من الفيروس، وذلك بعد أنّ كانت غالبية المناطق في غزّة تُصنف مناطق حمراء.