بات مستخدمو تطبيق واتساب فريسة جديدة لاستغلالهم لتحقيق أرباح جديدة ببيع بيانات زائريه للشركات الإعلانية وهو ما أثار حفيظة الملايين، وطالبوا باستبداله بتطبيقات أخرى أكثر أمانًا.
فبمجرد موافقتك على بنود التحديث فى بداية فبراير المقبل سيكون بمثابة موافقة على استخدام بياناتك الشخصية المذكورة من قبل البرنامج، هكذا أعلن مؤخراً (واتساب) تحديثاً تجريبياً يتعلق بسياسة خصوصية التطبيق، يجبر المستخدمين على مشاركة بعض بياناتهم مع الشركة الأم «فيسبوك».
وهناك تخوفات من قبل المستخدمين فى استخدام بياناتهم الشخصية، دون الرجوع لهم، وهو ما يجعلهم يبحثون دائمًا عن البدائل الأخرى من التطبيقات الإلكترونية، للوصول لأكثر البرامج أمانًا فى الاستخدام.. خبراء تكنولوجيا المعلومات أوضحوا حقيقة اختراق التطبيقات الإلكترونية لبيانات المستخدمين، والتطبيقات البديلة الأكثر أمانًا.
المهندس وليد حجاج، خبير أمن معلومات، قال إن الشروط التي تم وضعها من قبل الـ(واتساب) تضع المستخدم فى خيارين لا ثالث لهما، إما القبول أو الرفض بالسياسة الجديدة، فى حالة القبول يتم التعامل مع التطبيق أو الرفض وعدم تقديم خدمة للمستخدمين، فى حين أن القوانين الدولية، مثل قانون حماية البيانات الشخصية تؤكد على أن عدم موافقة المستخدم على منح بياناته لا يمنعه من الحصول على الخدمة، وبالتالي فما يحدث يخالف قانون حماية البيانات الشخصية.
وأرجع حجاج تحديث الواتساب الجديد أنه جاء كحل بديل للحصول على البيانات التى كانوا يحصلون عليها من مستخدمي أجهزة آبل، بعد الصراع الموجود بينها وبين شركة الفيسبوك، والتحديث الأخير لشركة آبل.
«هناك تطبيقات بديلة منها «سيجنال» و«تليجرام»، وهى تطبيقات أكثر أماناً، لأن تطبيق «سيجنال» مفتوح المصدر، والمستخدم يستطيع متابعة كود المصدر الخاص به، أما «التليجرام» فالقيود عليه أقل، والتطبيق آمن بنسبة 90%».. فلا يوجد تطبيق متحقق به درجة الأمان 100%، هكذا أوضح خبير أمن معلومات.
وأضاف قائلاً: «بالتأكيد تطبيق الواتساب يستطيع الحصول على بيانات المستخدم، مثل حالة البطارية، والمنطقة الجغرافية، واللغة المستخدمة، ونوع وحالة الهاتف، وإمكانيات الهاتف، ومحتويات الرسائل فى بعض الحالات إذا كان واتس بيزنس، وهذا ما أكدته الشركة أن(واتساب) بيزنس يحتفظ برسائل 30 يومًا عندهم»، ومن الممكن استهداف المستخدم من المنطقة الجغرافية الموجود بها، ولغته المستخدمة ومعرفة بيانات عن المستخدم، وجهات الاتصال، ومعرفة المكالمات الواردة والصادرة، والمحتوى المرسل سواء كان كوميدياً أو سياسياً، ويستطيع استهداف المستخدم بنفس المحتوى.
وأكد حجاج أن التطبيق لا يحصل على المحتوى الموجود على الهاتف ذاته، وإنما المحتوى الذي يتم إرساله ويمر على السيرفر لديه.
الدكتور إسلام غانم، استشاري تقنية معلومات وتحول رقمي، أكد أن الواتساب أعلن أنه من 8 فبراير المقبل سيبدأ فى الحصول على معلومات منها الأماكن التي يتردد عليها المستخدم، والبطارية ورقم الخط، واسم الشركة التي يقوم بعمل مكالماته من خلالها، وقوة التردد للشبكة، وسيتم الحصول على البيانات، وإرسالها للفيسبوك، للربط ومن خلال ذلك يستطيع توجيه إعلاناته لأشخاص محددة بدقة عالية.
وأضاف غانم قائلاً: «شركة الواتساب أكدوا أنهم لا يستطيعون رؤية الرسائل التي يتم إرسالها بين المستخدمين لأنها مشفرة، ولكن هدفهم هو تحسين نوعية الإعلانات التي تصل للمستخدم، ويستطيعون تقديم الإعلانات التي يحتاجها المستخدم»، مؤكدًا أن المشكلة كانت فى الطريقة الحادة التي استخدمتها الشركة، من يوافق على التحديث يستخدمه وفى حالة الرفض يتم حذفه، وهذا ساعد على زيادة تنزيل تطبيق سيجنال، وارتفع سعر السهم 500 %».
وأشار غانم إلى أن التطبيقات البديلة التي ظهرت حالياً وتعتبر بديلة للواتساب تطبيق «سيجنال»، من قام بعمله اثنان خرجا من الواتساب منذ 2013، وبالتالي لديهم تكنولوجيا فكرة الواتساب، وقاموا بعمله بتقنية مفتوحة أكثر، ويتحقق به أمان أكثر.
ونصح غانم المستخدمين عدم إرسال رسائل خاصة،لأن جهاز المستخدم غير متصل بالجهاز الآخر مباشرة، ويوجد برنامج فى وسيط، سواء كان الفيسبوك أو الواتساب لديه القدرة للحصول على نسخة من البيانات، والأفضل إرسال الملفات الشخصية عن طريق البلوتوث.
وقال استشاري تقنية معلومات إن هناك بعض التطبيقات التى كانت موجودة، ومروراً ببعض الأزمات ارتفع أسهمها واستخدامها، مثل تطبيق «زووم» الذي زاد استخدامه مع أزمة كورونا، السهم زاد 100%، وبعد ذلك اكتشفوا ثغرة أن كل التسجيلات الموجودة عليه مفتوحة لأي فرد يدخل عليها.
أما الفرق بين سيجنال وواتساب، أن الأخير مجرد تنزيل التطبيق يكون لديه كل الأسماء الموجودة على الهاتف، ولكن سيجنال يحتاج لإرسال دعوة للأصدقاء.
أما تطبيق التليجرام يعتبر فى نفس قوة الواتساب، ويمتاز عنه بالقدرة على إنشاء مجموعة الحد الأقصى لها 200 ألف فرد، وآمن، لكن عيوبه، وجود خاصية التعارف بين كل من يوجد لديه التليجرام وفى مكان متقارب، يستطيعون التعارف، هي خاصية للغرب من أجل التعارف، لكن فى دول الشرق تستخدم بشكل خاطئ.
الدكتور أسامة مصطفى، خبير تكنولوجيا المعلومات، قال إن بيانات المستخدمين موجودة بالفعل لدى الشركات الكبيرة بالتفصيل، صوت وصورة ومايك وفيديوهات وتيكست، ولا يوجد جديد.
وأضاف مصطفى قائلاً: «هما بيقولوا للمستخدمين أن بياناتهم هتروح من الواتس للفيسبوك، وهى بالفعل موجودة على الفيس، ولكن لأن القانون الأوروبي يحتم عليهم يقولوا هما بيعملوا أيه عشان كده أعلنوا ذلك فى بياناتهم، لكن كده كده البيانات عندهم».
وأشار إلى أن الفرق أن الفيس بوك توجد عليه إعلانات، لكن الواتساب لا يوجد عليه إعلانات، وبعد الإعلان الجديد، ستظهر إعلانات على الواتساب.
وأكد مصطفى أن الشركات الكبيرة نادرًا ما يحدث عليها هاكر للمعلومات الشخصية للمستخدم، ولكن الأشخاص أنفسهم هم من يعرضون أنفسهم لذلك، من خلال ضغطهم على بعض اللينكات الوهمية التي يطلبون منهم إدخال اسم المستخدم والباسورد، وبالتالي يتم عمل عليهم هاكر، وإذا حدث ذلك الشركات الكبيرة تعلن عن ذلك.
مضيفًا أن الأشخاص العادية لا تستطيع تمييز الهاكرز من أنه إيميل حقيقي، أم لا، والشركات الكبيرة لا تسأل مستخدمها عن اسمه والباسورد الخاص به.
وأكد خبير تكنولوجيا المعلومات أن أي برامج مستخدمة يوجد فيها بيانات المستخدم، وكل شركة تقدم خدمة أكيد لهدف تجارى، للاستفادة من خلال الإعلانات.
وهناك إحصائيات عن المستخدم يتم الحصول عليها مثل الميول الخاصة للأشخاص، والمعلومات الخاصة بهم التي تظهر من خلال محادثات المستخدمين، مع من يتحدث والوقت المستغرق، كل ذلك يتم تحليل البيانات والمعلومات الخاصة بالمستخدمين ويخرجون بنتائج يتم بيعها، واستخدام هذه البيانات فى أغراض مختلفة.
وقال إن الحل الوحيد وجود شبكة وطنية، وأن تكون بياناتنا داخل بلدنا، لأنه من الممكن التحكم فى كل شيء يخص المستخدم، فشركات سويشال ميديا تستطيع التحكم والحظر مثلما ترى على حسب مصالحها.