كشف مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، عن استئناف حركة "حماس" في الخارج، التحركات غير المباشرة التي تُجريها مع الاحتلال الإسرائيلي عبر وسيط دولي، لوضع اللمسات الأخيرة على "اتفاق تهدئة" طويلة الأمد في قطاع غزة، تستمر لأكثر من 5 سنوات.
وقال المسؤول إن "عدة عواصم عربية، وأبرزها الدوحة، جرى فيها لقاء سري بين قيادات من حركة "حماس"، وبعض الشخصيات الأوروبية المرموقة والمكلفة من قبل الوسيط الجديد للمفاوضات نيكولا ميلادينوف، من أجل استكمال جولات المناقشة السرية التي توقفت لأكثر من شهرين بسبب الأحداث الدائرة في المنطقة".
وأوضح أنه "بعد إقالة توني بلير من الوساطة، جرى أول لقاء بين حركة "حماس" والمبعوث الدولي في الخارج، وتم بصورة سرية، وبعيداً عن وسائل الإعلام، وبحث خلالها الخطوط العريضة فقط، لإمكانية إجراء اتفاق بين حركة "حماس" والجانب الإسرائيلي، على تهدئة مشروطة في قطاع غزة".
ولفت المسؤول إلى أن حركة حماس "ما تزال مصرة على موقفها في مفاوضات تهدئة قطاع غزة، ولم تتنازل عن أي شرط من شروطها؛ في رفع الحصار كاملاً عن القطاع، وفتح كافة معابره الحدودية، وإنشاء الميناء البحري لغزة".
وذكر أن "نتائج لقاء حماس بالمبعوث الأوروبي السري، سينقل إلى نيكولا ميلادينوف، على أن يتم مناقشتها وعرضها على الأطراف المعنية، ومن ضمنها الجانب الإسرائيلي، لوضع اتفاق أولي على الخطوط العريضة للعملية التفاوضية".
وكشف المصدر المسؤول ، أن "نيكولا ميلادينوف سيتوجه إلى قطاع غزة خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، عبر معبر إيرز بيت حانون شمال قطاع غزة، وسيلتقي بقيادات الصف الأول لحركة "حماس"، وعلى رأسهم نائب رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، وأعضاء المكتب السياسي خليل الحية، وزياد الظاظا".
ولفت إلى أن "اللقاء سيبحث كذلك أوضاع قطاع غزة الميدانية، وتصورات حركة حماس لحماية أي اتفاق تهدئة قد يعلن بأي لحظة في قطاع غزة، وكذلك الضمانات المكلف نيكولا ميلادينوف بتوفيرها لحركة حماس في حال تم الاتفاق مع إسرائيل".
وأوضح المسؤول ذاته أن "حركة حماس لا تزال تضع ثقة كبيرة في جهود ميلادينوف، الذي تم تعيينه منذ أكثر من شهرين لتولي ملف الوساطة مع إسرائيل، بملف "تهدئة غزة" بعد سحب الوساطة من مبعوث اللجنة الرباعية السابق توني بلير، بعد فشله في إحراز أي تقدم".
- عنق الزجاجة
وفي السياق ذاته، كشف المسؤول الفلسطيني أن حركة حماس ستحاول خلال الفترة المقبلة تكثيف مفاوضات تهدئة غزة، على أن يتم بلورة اتفاق مبدئي وواضح خلال العام المقبل، لكون الأوضاع الإنسانية والمعيشية في القطاع لا تحتمل المزيد من الوقت.
ولفت المصدر كذلك إلى أن حركة حماس حاولت خلال الفترة الأخيرة، إرسال رسالة إلى السلطة الفلسطينية، بخصوص التعاون في إدارة معبر رفح البري، خاصة بعد الإصرار المصري الكبير على عدم فتح المعبر إلا بوجود السلطة الفلسطينية عليه لإدارته".
وأضاف: "يبدو أن حركة حماس قرأت الواقع الداخلي والعربي جيداً، وبدأت فعلياً باتخاذ خطوات على الأرض، قد تساهم في تخفيف المعاناة والحصار المفروض على سكان قطاع غزة والخروج من عنق الزجاجة، منذ سيطرتها على القطاع في العام 2007".
- مطلب واحد
وكان زياد الظاظا، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، كشف في السابق ، عن الأسباب التي أدت إلى فشل جهود بلير في تحقيق أي تقدم بملف "التهدئة طويلة الأمد" في قطاع غزة، بين حماس والجانب الإسرائيلي.
وأكد أن بلير لم يقدم لحركة حماس أي إجابات واضحة من قبل الجهات المعنية، حول المطالب والشروط التي وضعتها مقابل الموافقة على تهدئة تكون ضمن فترة زمنية محددة في قطاع غزة، موضحاً أن الحركة طالبت بلير بتقديم تعهدات "مكتوبة" من قبل الجانب الإسرائيلي، والإدارة الأمريكية والوسيط بملف تهدئة غزة مصر، حول رفع الحصار الكامل عن قطاع غزة، بما فيه المعابر والميناء والمطار.
وكانت صحف إسرائيلية تحدثت مؤخراً عن وساطة تقودها أطراف عربية ودولية بين حماس وإسرائيل، بشأن تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة، وأن حركة حماس تضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.