خطاب رئيس الاركان عن ايران ، عمل تفكير استراتيجي

حجم الخط

اسرائيل اليوم – بقلم غيرشون هكوهن

باستغلال سليم للفرصة، كان خطاب رئيس الاركان الفريق افيف كوخافي هذا الاسبوع عملية تفكير تتمثل بنقل رسائل استراتيجية.

​في ضوء ميول التغيير المتشكلة في الساحة الاقليمية وفي الساحة العالمية – بما فيها بالطبع سياقات التغيير التي انطوى عليها التحول السياسي في واشنطن، توجه رئيس الاركان في حديثه بشكل مباشر للغاية الى طيف واسع من العناوين. ومعنى الرسائل يجب أن يفسر في السياق الظرفي الخاص الذي جاءت فيه، وفقا لكل واحد من العناوين التي وجهت اليها. قائمة المرسل اليهم تبدأ بالجمهور الاسرائيلي، تمر عبر قيادة الاعداء في عموم الساحات المهددة، وتنتهي في الساحة الدولية، مع التركيز على البيت الابيض.

لم يكن هذا حديثا في غاية الترويج الشخص، بل مركب حيوي في نسيج الفعل الاستراتيجي. للعنوان الاسرائيلي، كان ا لخطاب تذكيرا بحقيقة أنه بينما نعنى باوضاعنا، بمصاعب الكورونا والصراعات السياسية، تتبلور تهديدات تتطلب منها جميعا استعدادا وبناءاً لرد مناسب. الاهتمام الفوري الذي أثاره الخطاب لدى عموم زعماء المنطقة يشهد على أن المرسل اليهم استوعبوا بان هذه رسائل لا ينبغي تجاهلها.

مقارنة بخطابات رئيس الاركان اصبحت خطابات تراث، مثل تأبين موشيه دايان لروعي روتبرغ فان خطاب كوخافي يركز بشكل موضوعي على استعراض مهني في الانتقال المنهاجي من ساحة الى ساحة. ورغم التفاصيل التي خصصت لجملة الساحات، فان معظم ردود الفعل في الخطاب الاسرائيلي تركزت في المسألة الايرانية. تحذير رئيس الاركان من العودة الى مسار الاتفاق النووي للرئيس اوباما، بمرافقة المطالبة ببناء واعداد الجيش الاسرائيلي لقدرة هجومية ذات صلة استقبلت بقلق في اوساط مسؤولين سابقين في جهاز الامن ممن ايدوا كل الطريق الاتفاق النووي الذي الغاه الرئيس ترامب. هنا بالضبط جرأة كوخافي في تشديد الرسالة على أنه منذ وقع الاتفاق النووي السابق  طرأت تغييرات ذات مغزى.

في نظرة الى التعيينات الجديدة في ادارة بايدن، والتي تنخرط عمليا في سلوك ادارة اوباما في مسائل الشرق الاوسط – فان الرسالة التي طرحها رئيس الاركان لا تدعوهم فقط لان يدرسوا ويستوعبوا ميول التغيير التي طرأت منذئذ، بل تحذر مما يبدو كميل لمواصلة ما توقف في كانون الثاني 2017 وكأنه لم يحصل شيء في هذه الاثناء. وحتى لو كانت وجهة الادارة الامريكية مفاوضات متجددة مع طهران، فان لجاهزية جدية من جانب الجيش الاسرائيلي لعملية عسكرية سيكون دور مجدٍ.

موضوع لا يقل اهمية في اقوال رئيس الاركان كان الايضاح لجيوش الارهاب من حزب الله وحماس بان اختيارهم العمل من داخل المدن والقرى في اوساط السكان المدنيين لن يكبل ايدي الجيش الاسرائيلي من  توجيه ضربة حاسمة لهم. لهذا التحذير أربعة عناوين مباشرة: اولا وقبل كل شيء زعماء حماس وحزب الله. العنوان الثاني هو الاسرة الدولية. العنوان الثالث هو السكان المدنيين في غزة وفي لبنان الذين رغم أنفهم يوجدون في محيط اصبح هدفا عسكريا شرعيا للهجوم. والعنوان الرابع: المجتمع الاسرائيلي، الذي توجه له رئيس الاركان باعلان التزام للعمل بنجاعة لحمايته من نار العدو.

ان كثرة الرسائل والعناوين تجعل من الخطاب وثيقة استراتيجية تأسيسية جديرة بالعناية المعمقة.