قال موقع "كيكار هاشبات" الإسرائيلي إن هناك حرب روايات بين القاهرة وموسكو حول تحطم الطائرة الروسية أمس الأول بسيناء، ففي حين أكد الروس أن الحادث لم ينجم عن عيب تقني، وألمحوا لوجود عمل إرهابي، نفى المصريون هذه الرواية، مستبعدين تعرض الطائرة لأي عمل عدائي أدى لسقوطها ووفاة 224 راكبا على متنها.
وتطرق الموقع لمؤتمر صحفي بموسكو قال فيه "ألكسندر سميرنوف" المدير العام لشركة الطيران الروسية متروجيت، إن الطائرة الإيرباص A-321 كانت في حالة تقنية ممتازة، وأن شركة الطيران تستبعد أية إمكانية لحدوث خلل تقني أو خطأ ارتكبه طاقم الطائرة.
وخلال المؤتمر الصحفي ألمح سميرنوف بحسب الموقع الإسرائيلي إلى أن عملا إرهابيا تسبب في سقوط الطائرة الروسية ووفاة ركابها، مضيفا أن خللا بسيطا حدث في الماضي بذيل الطائرة وسرعان ما تم إصلاحه دون أن يشكل خطرا.
وتابع أنه وعلى الرغم من أن سرعة الطائرة قد انخفضت قبل وقت قصير من تحطمها، فلم يحاول الطيارون الاتصال لاسلكيا بالمراقبين الجويين الأرضيين لإبلاغهم عن أية أعطال على متنها.
في المقابل، نفت مصادر في الحكومة المصرية أن تكون الطائرة أسقطت على يد عنصر خارجي أو بواسطة صاروخ أو عبوة ناسفة. ورغم ذلك، رد المتحدث باسم الكرملين خلال مؤتمر صحفي على سؤال حول إمكانية تسبب عمل إرهابي في تحطمها، بأنه لا يمكن استبعاد هذا الاحتمال، وأن كل الإمكانيات يجرى دراستها، بما في ذلك العمل الإرهابي.
وأرسلت شركة إيرباص مندوبين لمساعدة المحققين الروس في محاولة لحل لغز سبب سقوط الطائرة التي تحطمت في الجو صباح السبت بعد 23 دقيقة من إقلاعها من منتجع شرم الشيخ متجهة إلى سان بطرسبورغ.
وبعد وقت قصير من تحطم الطائرة أعلن تنظيم داعش بسيناء مسئوليته عن إسقاطها، وألمحوا في التنظيم إلى أن الطائرة أسقطت بفعل صاروخ، لكن يتبين من معطيات الرادار، وكذلك من تسجيل مصور بثه التنظيم المتشدد مساء السبت أن احتمال تعرض الطائرة لصاروخ ضعيف.
وختم الموقع الإسرائيلي بالقول:” من المحتمل أن يكون الحديث يدور عن قنبلة زرعتها عناصر داعش على الطائرة الروسية، انتقاما على الغارات التي يشنها سلاح الطيران الروسي في سوريا ضد أهداف تابعة للتنظيمات الإرهابية".
كان موقع "ديبكا" الإسرائيلي المتخصص في التحليلات الأمنية قد فسر تجنب اعتماد مصر رواية موسكو حول إمكانية تعرض الطائرة لعمل إرهابي بأنها " محاولة صريحة لتجنيب مصر المسئولية حول عدم تمكن الجيش المصري حتى اليوم من التغلب على قوات داعش بسيناء، وتحديدا في المنطقة التي سقطت فيها الطائرة".
في حين فسر "أنشيل بيبر" المحلل السياسي بصحيفة "هآرتس" تضارب الروايات قائلا:”للحكومة المصرية مصلحة حاسمة في منع طرح إمكانية أن تكون الطائرة أًسقطت على يد عناصر إرهابية لكي لا تتضرر بشكل متواصل عملية وصول السياح إلى جنوب سيناء".
وأضاف:”للحكومة الروسية، التي أرسلت مؤخرا قوات كبيرة للقتال ضد داعش في سوريا، يمكن أن يكون لها مصلحة في المقابل في تحويل التنظيم الإسلامي لمشتبه. قبل 15 عاما، ساعدت سلسلة تفجيرات نُسبت للتنظيم المسلح الشيشاني في المدن الروسية، في زيادة الدعم الشعبي للعملية الحادة التي قادها نظام بوتين ضد الشيشانيين".