وأخيراً اقتنع كوخافي بتأييد "حلف دفاع" مع الولايات المتحدة

حجم الخط

بقلم: ينيف كوفوفيتش



اقتنع رئيس الأركان، أفيف كوخافي، في السنة الماضية بتأييد حلف دفاع مع الولايات المتحدة، أراد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، دفعه قدماً خلافاً للموقف التقليدي لجهاز الأمن.
وفي النقاش، الذي جرى بمشاركة نتنياهو، قالت جهات كبيرة في الجيش الإسرائيلي بأن كوخافي يؤيد هذا الحلف.
الكثير من الضباط الكبار ما زالوا يعارضون هذه المبادرة، التي تم إهمالها منذ الانتخابات في آذار الماضي.
ومن الجيش جاء رد على ذلك: «لن نتطرق لنقاشات سرية مع المستوى السياسي».
انضمام إسرائيل إلى حلف دفاع مع الولايات المتحدة طرح في حملة «الليكود» الانتخابية للكنيست الـ 22 في أيلول 2019.
أراد نتنياهو وضع نفسه كزعيم له قامة عالمية عالية، وكمقرب في المقام الأول للرئيس الأميركي في حينه، دونالد ترامب.
برز هذا الموضوع جداً في انتخابات آذار الماضي. قال نتنياهو إن هذا الحلف هو «أمر عظيم»، لكنه اعترف بتشكك الجهات المهنية ذات الصلة، وأكد ترامب بشكل علني أنه ناقش ذلك الأمر مع رئيس الحكومة.
حلف دفاع يعزز العلاقات الأمنية بين الأعضاء الموقعين عليه، ويلزمهم بشكل علني بالدفاع عن بعضهم وتنسيق الهجمات والخطوات الأخرى.
في عشرات السنين الماضية، وأيضا في نقاشات حول مبادرة نتنياهو الأخيرة، قالوا في جهاز الأمن إن الانضمام لهذا الحلف سيقيد خطوات إسرائيل.
وحسب أقوال الجهات الأمنية رفيعة المستوى فإن التعاون مع الأميركيين مثمر أصلاً، ولكن عيوب هذا الحلف أكبر من فائدته.
مصادر سياسية وأمنية مطلعة ذات علاقة بالنقاشات التي جرت في السنة الماضية قالت للصحيفة إنه رغم مواقف الجهات المهنية التي فحصت المبادرة، وافقت شخصيات رفيعة في الجيش على إعطاء موافقتها على هذه الخطوة.
وحسب هذه المصادر، تم إرسال وثيقة إلى مكتب رئيس الحكومة تطرح موقف الجيش الإيجابي من هذا الحلف. ولكنهم في جهاز الأمن لا ينفون أنه كان يوجد تغيير في الموقف الذي طرح في النقاش مع نتنياهو.
وقد قالوا في الجيش إنه لم يتم إرسال الوثيقة وإن الموقف الذي تم طرحه لم يكن موقفا رسميا. مصدر أمني رفيع سابق قال إن هذا الموقف لا يمكن طرحه دون مصادقة رئيس الأركان مسبقا. وقدر هذا المصدر أن التغيير الذي طرحه كوخافي تمت الموافقة عليه بسبب الضغط الذي استخدم عليه. «حرية عمل الجيش الإسرائيلي تم الحفاظ عليها كأمر مقدس»، شرح المصدر وأضاف: «من الصعب فهم كيف ولماذا جعلوا هؤلاء الأشخاص يغيرون موقفهم».
في النقاشات التي جرت في السنة الماضية حذرت جهات أمنية رفيعة من أن الانضمام للحلف يمكن أن يظهر كأمر استفزازي بالنسبة لروسيا ويقيد نشاطات سلاح الجو في سورية.
وقيل أيضا إن هذا الحلف سيلزم إسرائيل بأخذ مصالح الولايات المتحدة في العراق في الحسبان. يتوقع هذا التقدير أن يمنع مهاجمة أهداف إيرانية في العراق، منسوبة لإسرائيل في وسائل الإعلام الأجنبية.
تخوف آخر تم طرحه يتعلق بقدرة الولايات المتحدة على مطالبة الجيش الإسرائيلي بعدم استخدام الوسائل القتالية الأميركية في الحالات التي تنوي فيها إسرائيل العمل بصورة لا تتساوق مع مصالح واشنطن في الشرق الأوسط.
غادي آيزنكوت، الذي سبق كوخافي في هذا المنصب، قال في كانون الأول 2019 إن «دولة إسرائيل، الآن وفي المستقبل القريب، لا تحتاج إلى حلف دفاع. وهذا ليس أمراً يجب تطويره». رؤساء الأركان الثلاثة الذين واجهوا نتنياهو في الانتخابات الأخيرة، بني غانتس وغابي أشكنازي وموشيه يعلون، عارضوا بشكل علني هذه المبادرة. وحذروا من أنها «ستقيد قدرة الجيش الإسرائيلي على الدفاع أمام التهديدات التي تواجهها»، كما كتب غانتس.
بعد الانتخابات انضم غانتس وأشكنازي للحكومة برئاسة نتنياهو، وتم تعيين غانتس وزيراً للدفاع ورئيساً بديلاً للحكومة.
وصف رجالات رئيس الحكومة في بعض النقاشات الحلف كحلف أحادي الجانب، دفاع عن إسرائيل فقط، ودون التزام الجيش الإسرائيلي بالمشاركة في مهمات الجيش الأميركي.
وعلى ذلك رد رجالات جهاز الأمن بأنه ربما ستطالب إدارة أميركية مستقبلية بالتطبيق المتبادل للحلف، ولن تكون ملزمة بالتفاهمات التي تم التوصل إليها في فترة نتنياهو وترامب.
بعد بضعة أيام على انتخابات الكنيست الـ 23 سيطر وباء «كورونا» على الأجندة العامة في إسرائيل وفي العالم.
توقف نتنياهو عن التحدث علناً عن حلف دفاع، وضعفت مكانة ترامب إلى أن خسر في الانتخابات في تشرين الثاني أمام جو بايدن، الذي دخل إلى البيت الأبيض، الشهر الماضي. مصدر سياسي له علاقة بالمحادثات قال إنه «منذ سنة لم يكن هناك أي نقاش في هذا الموضوع. ولكن لا أحد يطرح هذا الأمر حتى كخيار».

عن «هآرتس»