قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، إنّ حركته كانت ترغب في أنّ تكون الانتخابات تتويجاً لوفاق وطني طبيعي، ومن ثم التحضير لها.
وأضاف الحية خلال مع الصحفيين والإعلاميين في غزّة اليوم الأربعاء: "إنّ حماس أبدت كل المرونة في كل المحطات لإنهاء الانقسام، وحاولت بكل إخلاص إزالة ما يعترض تحقيق الوحدة الوطنية".
وتابع: "إنهاء الانقسام حتى يكون كاملًا يحتاج إلى التوافق على أرضية معقولة في البرنامج السياسي المشترك، ولا بد أنّ ننطلق من قاعدة سياسية في تعريف العدو وكيفية التعامل معه"، لافتاً إلى أنّ وثيقة الاتفاق الوطني 2006، وتفاهمات بيروت تُشكل القاعدة المشتركة لما يمكن الوصول إليه.
وأردف: "لا نُريد للحكومة في الضفة وغزة والقدس أنّ تطغى على منظمة التحرير، ولا نُريد للسلطة أنّ تطغى بأموالها وآلياتها على منظمة التحرير، بل نُريد أرضية سياسية مشتركة، ولكل الفصائل الحق في أنّ تقول ما تُريد".
واستدرك: "نُريد التوافق على مواجهة المشروع الصهيوني والتحديات الراهنة، حتى تعود القضية إلى ضمير الأمة"، مُؤكّداً على ضرورة إعادة تشكيل المؤسسات الوطنية بالانتخابات، التشريعي والرئاسة والمجلس الوطني.
وبيّن أنّ المرحلة الراهنة التي وصل لها الواقع الفلسطيني، كانت حماس السبب في تهيئة المناخات لها، فقدمت تنازلات للوصول إلى هذه المحطة، داعياً إلى الاتفاق على القاعدة السياسية التي يجب الانطلاق من خلالها.
وأكّد على ضرورة تهيئة الأرضية لتشكيل القوائم ودخول الفصائل في الانتخابات، مُوضحاً أنّه إذا تم التوافق على الحد الأدني من البرنامج السياسي، فإنّه سيفتح الباب واسعًا أمام حالة توافق أكبر.
واستطرد: "لا يُعقل أنّ يذهب شعبنا في الضفة والقدس للانتخابات وهو مكبل، وليس مسموحًا ولا يحق للاحتلال أنّ يعبث ويتدخل في الانتخابات، لذلك فإنّ مسؤوليتنا الوطنية جميعاً أنّ نقف في وجه الاحتلال:.
وأوضح: "نُريد أنّ يذهب شعبنا للانتخابات وهو مرتاح، ولا أحد وصيّ عليه أو على صندوق الاقتراع، ويجب أنّ يكون شعبنا حرًا فيما ينتخب"، مُردفاً: "نُريد أنّ يشعر المواطن الفلسطيني بكامل الحرية في التصويت والدعاية الانتخابية وتشكيل القوائم".
وقال: "على القوى الفلسطينية إقناع المواطن أنّ ينتخبها، ليس بالإجبار، بل بإطلاق الحريات"، مُضيفاً: "لابد من إطلاق الحريات في الضفة حتى تكون الانتخابات سلسة، ونحن ملتزمون بذلك".
وشدّد على ضرورة رفع العقوبات عن شعبنا في غزّة، باعتباره مطلب شعبي، مُستدركاً: "نُريد الذهاب للانتخابات ونحن مطمئنون من العملية القانونية والقضائية، وستكون محور نقاشات في القاهرة".
ولفت إلى أهمية التوافق على تشكيل محكمة الانتخابات، وإعادة تشكيل المحكمة الدستورية بروح أخوية، مُبيّناً أنّ المحكمة الدستورية عليها خلاف قانوني منذ نشأتها، وشُكلت في ظروف غير مناسبة، وهناك اعتراض عليها ومثار جدل.
وأكمل حديثه: "ما نشهده اليوم من التدافع والهرولة نحو التطبيع شيء لا يصدقه أي إنسان عربي حر، وهناك محاولة كبيرة لجعل الاحتلال الصهيوني القاتل الغاصب أنّ يتسيد المنطقة وليكون جزءًا منها".
ونوّه إلى أنّ الاحتلال ما يزال يقتل شعبنا صباح مساء، ورغم ذلك يوجد تدافع لاستيعابه في المنطقة، مُشدّداً على أنّ الإنسان الفلسطيني هو أساس القضية الفلسطينية، والاحتلال وأمريكا يسعيان إلى إعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني.
وجاء في حديثه: "التطبيع استهداف للقضية الفلسطينية، في حين أن الاحتلال يسرق الأرض ويواصل الاستيطان وضم الأراضي وتهويد القدس والأقصى، ويسارع في تقسيمه زمانيًا ومكانيًا".
وشدّد على أنّ الاحتلال يميل إلى اليمينية والتطرف أكثر، ولا يؤمن بأيّ حق لنا، والاتكاء والانتظار إلى العودة للمفاوضات يعني العودة للمربع الأول.
وقال: "إنّ مبررات القرار الذي اتخذته السلطة بالتحلل من الاتفاقيات مع الاحتلال ما زالت قائمة، ولا ننتظر أيّ إنجاز لقضيتنا من أي إدارة أمريكية، وستظل حماس صادقة مع شعبنا وشهدائنا وأسرانا وجرحانا، ولا بد من الذهاب معًا إلى حالة وطنية جديدة".
وحول شكل مشاركة حماس في الانتخابات، أوضح أنّه مرهون بما سيتم التوافق عليه في حوارات القاهرة، لافتاً إلى وجود خيارات متعددة لشكل مشاركة حماس بالانتخابات، وأنّ لديها لجنة انتخابات مشكّلة من المكتب السياسي، وبها لجان من الضفة وغزة والخارج.
ونبّه إلى أنّ حماس جاهزة للانتخابات وتعمل على كافة السيناريوهات، مُبيّناً أنّ صدور المرسوم الرئاسي هو أحد الضمانات الدولية، والضمان الحقيقي هو الصدق مع الشعب.
كما أكّد على أنّ المجلس التشريعي هو المحطة الأولى لتشكيل المجلس الوطني، مُستطرداً: "المجلس الوطني يحتاج إلى متطلبات، وحين نصل إليه في 31 -8، يجب أنّ نتفق أين نُجري الانتخابات بالخارج".
وفي ختام حديثه، بيّن الحية، أنّه غير مسموح لأحد أنّ يتراجع خطوة واحدة عن الانتخابات، مُضيفاً: "ذاهبون إلى نهاية العملية الانتخابية، ونُريد من كل الفصائل أنّ تنخرط فيها".