بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، ثلاث رسائل أممية متطابقة، إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (المملكة المتحدة)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول تصاعد السياسات والممارسات غير القانونية لـ"إسرائيل"، القوة القائمة بالاحتلال، واستمرار تدهور الحالة في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.
وأشار في رسائله التي بعثها اليوم الخميس، إلى عدم تخلي "إسرائيل" عن خطط الضم، وذلك واضح بشكل صارخ في المخططات غير القانونية لما يسمى بمستوطنة "جفعات هاماتوس"، والتي تأتي كقسم آخر في مخطط الضم التدريجي الزاحف الإسرائيلي، والذي تم تنفيذه على مدار ما يقرب من 54 عاما من هذا الاحتلال غير القانوني.
وأكد على أن المجتمع الدولي ملزم باتخاذ إجراءات جادة وملموسة وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2334، سواء تم تنفيذ الضم بشكل جزئي أو كلي. مشيرا إلى أن عدم احترام القرار 2334 وغياب المساءلة أدى إلى مزيد من إجراءات الاستعمار والضم الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة، إلى جانب هدم منازل ومباني وممتلكات الفلسطينيين وانتهاكات أخرى لحقوق الشعب الفلسطيني، حتى في هذا الوقت من الوباء. وأضاف: إن كل هذا مصحوب بهجمات متواصلة من قبل المستوطنين الإسرائيليين، بما في ذلك الميليشيا المتطرفة، تحت حماية قوات الاحتلال، والذين يقوموا بإلحاق أضرار بمنازل الفلسطينيين ومركباتهم واقتلاع مئات الأشجار الأخرى، وحرمان الفلسطينيين من مصادر رزقهم الى جانب مضايقاتهم اليومية وترهيب الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال.
ونوَّه الى قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدم خربة حمصة في شمال الأغوار للمرة الثانية خلال الـ 48 ساعة الماضية وللمرة الثالثة في أقل من ثلاثة أشهر، حيث تم تفكيك ومصادرة ثلاثة عشر مبنى سكني - تضم 11 عائلة فلسطينية تتكون من 74 شخصا، 41 منهم أطفال، وخمسة مبان وخيام للماشية، مما اضطر العائلات إلى الانتقال إلى منطقة أخرى بشكل قسري في انتهاك صارخ لاتفاقية جنيف الرابعة، يرقى إلى جريمة حرب أخرى ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن الشبان الفلسطينيين لا زالوا يتأثرون بشكل متفاوت، منوها إلى قتل الشاب عطا الله محمد ريان، 17 عاما، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من سلفيت، وقتل شاب فلسطيني آخر برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي جنوب مدينة بيت لحم، منوها إلى إفادة شهود عيان أن الشاب تُرك ليموت بعد أن منعته قوات الاحتلال من تلقي المساعدات الطارئة. ولفت الانتباه مرة أخرى إلى محنة الأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية مع آلاف الفلسطينيين الآخرين، وسلط الضوء على قضية أمل نخله، الفتى البالغ من العمر 17 عاما، والذي حكمت عليه محكمة عسكرية إسرائيلية بالسجن 6 أشهر دون تهمة أو محاكمة.
وفي ختام رسائله، شدد منصور على أن غياب المساءلة شجع "إسرائيل" على الاستمرار بهذه الجرائم. وناشد المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات دولية ملموسة، بما في ذلك من قبل مجلس الأمن، لدعم سيادة القانون وحماية المدنيين وإنقاذ احتمالات التوصل إلى حل عادل ودائم وسلمي، وفقا للقرارات ذات الصلة، قبل فوات الأوان.