أعلنت واشنطن أمس الثلاثاء، أن “الوقت لا زال مبكراً لجلوس المعارضة السورية وجهاً لوجه مع نظام (بشار) الأسد في روسيا، قبل وصول الدول المشاركة في فيينا إلى إجماع بخصوص الطريق الأنسب للمضي قدماً”.
وقالت اليزابيث ترودو المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية : “نعتقد أن الوقت لازال مبكراً لهذا، لازال هنالك الكثير مما يجب عمله في هذا المجال، نعتقد أن اجتماع فيينا كان بداية جيدة، حيث اجتمعت جميع الأطراف ذات العلاقة، حول الطاولة (للتفاوض) بما في ذلك روسيا، ونعتقد بإن علينا أن نستمر بالعمل على وضع الآليات التي تم الاتفاق عليها في فيينا”.
وتابعت المسؤولة الأمريكية، في الموجز الصحفي اليومي من واشنطن “نعتقد أنه سيكون هنالك زمان ومكان سيتم فيه تمثيل جماعات المعارضة (السورية)، نحن فقط نعتقد أننا لم نصل لتلك المرحلة بعد”.
وأشارت إلى أنه “من المفترض أن يكون هنالك اجتماعاً آخراً في فيينا لم يتم وضع موعد محدد له لأننا لا نعتقد أننا مستعدين للمباحثات (تشترك فيها المعارضة السورية) حتى يتوصل المجتمع الدولي إلى إجماع أكبر حول الطريق المستقبلي (للعملية السياسية في سوريا)، وإلى أن يتحقق ذلك فسوف نظل على اتصال مع مجاميع المعارضة السورية”.
وترفض الولايات المتحدة أن يصبح “بشار الأسد” جزءً من مستقبل سوريا، مصرة على رحيله لتبدأ عملية تحول سياسي داخل البلاد، بينما تصر روسيا على بقاء رأس النظام، الذي ترى فيه جزءً من العملية السياسية.
وفي 23 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اجتمع ممثلو 17 دولة في العاصمة النمساوية فيينا بمشاركة وزارء خارجية تركيا، وأمريكا، وروسيا، والسعودية، وبريطانيا، وفرنسا، والأردن، والإمارات، ومصر وإيران لبحث الأزمة السورية التي تدخل عامها الخامس في الربيع القادم.
وكان وزير الخارجية الأمريكية جون كيري قد أعلن عقب انتهاء الاجتماع، إن وقف إطلاق النار وانتخابات وطنية حرة ونزيهة تحت إشراف دولي ستكون بداية عملية سياسية جديدة في سوريا.
فيما أكد وزير الخارجية الروسية، على إن موقف موسكو يتمثل في أن الشعب السوري وحده من يقرر مصير الأسد، مضيفا “روسيا مقتنعة بأن مسألة مستقبل الأسد يجب أن تقرره عملية سياسية”.
ورفضت ترودو الرد على تصريحات متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التي عدت بقاء الأسد على رأس السلطة في سوريا “امراً غير مبدئي لموسكو”، إلا أن المسؤولة الأمريكية قالت إن “المسؤولون الروس قد قالوا بشكل علني، على أي حال، أنهم متفقون على أن الحل الوحيد في سوريا هو التحول السياسي، ولقد حثثنا روسيا على تركيز جهودها على داعش واستخدام نفوذها على نظام الأسد لدعم تحول سياسي حقيقي”.
وفي سياق آخر، أدانت متحدثة الخارجية الأمريكية، قيام فصائل مسلحة سورية بوضع مدنيين داخل اقفاص معدنية في أحياء الغوطة الشرقية لدرء هجمات النظام السوري والقوات الروسية الجوية على مناطقهم، قائلة “ندين هذا النوع من الممارسات، ونؤكد على التزام جميع الأطراف بالقانون الدولي”.