قال الكاتب الإسرائيلي، يارون فريدمان، إنّ الانتخابات الفلسطينية القادمة ستُجرى في ظل تماسك حركة حماس داخلياً، وانقسام حركة فتح، وسط التنافس على خلافة الرئيس محمود عباس، واستقطابات كوادر الحركة في مختلف مناطق الضفة الغربية، بين الشمال والجنوب، وبين الأجهزة الأمنية والمدنية المختلفة.
جاء ذلك في مقالة نشرها موقع "زمن إسرائيل"، لـ"يارون فريدمان" وهو خريج جامعة السوربون في باريس، ومحاضر اللغة العربية بقسم الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية بجامعة حيفا، ومعلق الشؤون العربية.
وأضاف: "العنصر الذي يقسم فتح أكثر من أيّ شيء آخر هو التنافس بين معسكري الرئيس عباس ومحمد دحلان، وبالتالي فإن كثيراً من أنصار السلطة الفلسطينية يُحذّرون من أنّ الانتخابات قد تأتي بنتائج عكسية".
وتابع: "الخوف الذي ينشأ في وسائل الإعلام التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، هو أنّ حماس هي التي ستفوز في الانتخابات، خاصةً أنّ الفلسطينيين في الضفة الغربية يُكررون نفس الجملة مراراً وتكراراً، بأنّ السلطة الفلسطينية ليست سوى هيئة فاسدة تضطهد الشعب، وتسرق أمواله، وقيادتها تتعاون مع العدو الصهيوني، الذي يُساعدها على السيطرة على الفلسطينيين دون إقامة دولة مستقلة".
وأردف: "يُنظر من قبل الفلسطينيين لحماس على أنها حركة تدعو للقيم الإيجابية للشعب الفلسطيني، وتنادي بحكم الشريعة الإسلامية، ولا تتنازل حتى عن أرض فلسطين المحتلة".
واستدرك: "بعد تجربة استمرت 14 عاماً من حكم حماس في قطاع غزّة، فإنّ الحركة تُركز في دعايتها الدعائية على تحميل المسؤولية عن الوضع الاقتصادي المتدهور على عوامل خارجية، مثل توقف تدفق الأموال من قبل أبو مازن، والحصار الإسرائيلي، والعقوبات الدولي".
وأشار إلى وجود مشكلة أخرى تُواجه إجراء الانتخابات الفلسطينية، وتتمثل في معارضة "إسرائيل" المتوقعة لإجرائها في شرقي القدس، حيث يعيش 300 ألف فلسطيني، ومن المتوقع أنّ يكون الحل هو الإشراف الخارجي من بلد أوروبي.
واستطرد: "انتصار حماس سيكون خطيراً بالنسبة لإسرائيل ومصر، فضلاً عن كونه كارثياً على السلطة الفلسطينية، لذلك يتهم بعض الساسة الفلسطينيين أبو مازن بأنّه يقوم بمغامرة خطيرة وغير ضرورية".
وختم فريدمان حديثه، بالقول: "إنّ مشاركة حماس في الانتخابات لا يعني نبذها للكفاح المسلح الذي انخرطت فيه منذ تأسيسها عام 1987، ولن تعترف بمبدأ حل الدولتين، ولن توافق على التفاوض، ما يجعل من خيار انسحاب السلطة الفلسطينية من الانتخابات مرة أخرى، وإلغائها أمراً متوقعاً، وذلك باختلاق أعذار مختلفة".