أعلن المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي، إيمانويل بون، أن إيمانويل ماكرون جدد دعوته للرئيس الفلسطيني محمود عباس لزيارة فرنسا بهدف التشاور وتبادل الآراء حول القضايا التي تهم فلسطين وفرنسا.
جاء ذلك، أثناء استقبال بون لسفير دولة فلسطين لدى فرنسا سلمان الهرفي، بحضور مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باتريك دوريل، حيث ناقشا عدد من المواضيع التي تهم الدولتين.
وأثنى السفير الهرفي، على المواقف المعروفة لفرنسا والداعمة للشعب الفلسطيني في كل المجالات، متطرقًا إلى الأوضاع الصحية في فلسطين تحت جائحة كورونا والجهود الكبيرة التي تبذلها القيادة السياسية برئاسة الرئيس عباس والسلطات الصحية الفلسطينية المختصة لتوفير اللقاحات الضرورية لمواجهة هذه الجائحة.
وعرض السفير، أمام بون الأوضاع الميدانية وتزايد النشاط الاستيطاني الاحتلالي في أراضي دولة فلسطين المحتلة وتصاعد وتيرة اعتداءات المستوطنين بحماية جنود الاحتلال على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وتناول الطرفان المرسوم الرئاسي بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، حيث أكد السفير الهرفي على أن الانتخابات ستمثل خطوة هامة في مسار استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وأنها علامة فارقة في التجربة الديمقراطية الفلسطينية.
وأكد على أن الشعب الفلسطيني وقيادته مصممون على إجراء الانتخابات رغم الصعوبات والعقبات المتمثلة بالاحتلال الإسرائيلي وممارساته اللا شرعية بحق فلسطين وشعبها وأرضها.
ووجه السفير الهرفي التحية للجهود الفرنسية المتواصلة للتوصل إلى حل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مؤكداً على أن الخطوة الرباعية الفرنسية الألمانية الأردنية المصرية ساهمت بشكل كبير في الحفاظ على حل الدولتين رغم وجود إدارة ترامب في سدة الحكم بالولايات المتحدة والتي بذلت كل جهودها لإنهاء هذا الحل ووفرت دعماً لا محدوداً للاحتلال الإسرائيلي كي يستمر في احتلاله وممارساته اللا شرعية واللا قانونية والتي تخالف كل القوانين والشرائع الدولية التي تبنتها الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة وخاصة مجلس الامن الدولي.
ومن جانبه، أكد بون على وقوف فرنسا إلى جانب الشعب الفلسطيني في الظروف الصحية الطارئة التي يمر بها العالم، مشددًا على دعم فرنسا الكامل لفلسطين في مسارها الانتخابي التشريعي والرئاسي والمجلس الوطني.
كما وجدد استعداد فرنسا لتقديم الدعم اللازم بكافة إشكاله لإنجاح هذه الانتخابات لما لها من أهمية كبرى خاصة وأنها تأتي في إطار انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الفلسطينية.
واعتبر بون أن الدبلوماسية الفرنسية في لقاءات الخارجية الرباعية بين فرنسا وألمانيا والأردن ومصر ستستمر وأن أحد أهدافها هو كيفية الحفاظ على حل الدولتين باعتباره نتاجاً للتوافق الدولي وحلا ما زال قائماً وممكناً.
وفي ختام اللقاء، أكد بون على أن بلاده ما زالت متمسكة بهذا الحل المنسجم والمتوافق مع قرارات الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام المعتمدة، وأنها تدين النشاط الاستيطاني وتطالب بوقفه فوراً لما له من تأثير سلبي على الجهود السلمية وكذلك على مستقبل السلام في المنطقة.