بالفيديو: تونس تشق طريقها نحو الأوسكار بفيلم "الرجل الذي باع ظهره"

تونس تشق طريقها نحو الأوسكار بفيلم "الرجل الذي باع ظهره".
حجم الخط

تونس - وكالة خبر

شق الفيلم التونسي "الرجل الذي باع ظهره" لكوثر بن هنية طريقه نحو الأوسكار بعد أن انتزع ترشيحا بين 15 فيلما اختارتها أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة للمنافسة على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي في الدورة الـ93 المقرر إقامتها يوم 25 إبريل المقبل.

"نعم.. لقد فعلناها، وصلنا للقائمة القصيرة لأوسكار 2021 ..شكرا لكل من أحب "الرجل الذي باع ظهره" هكذا احتلفت المخرجة التونسية كوثر بن هنية بالنبأ السار عبر حسابها على Facebook آملة في أن يحجز الفيلم مكانا بين الأفلام الفائزة في الدورة 93 المقبلة.

323283_0.png
يمثل الفيلم تواجدا عربيا مميزا في الجائزة الأشهر بهوليوود.. فاز بجوائز في العديد من المهرجانات السينمائية سواء على أرض الواقع أو افتراضيا مثل مهرجان فينيسيا ومهرجان الجونة مؤخرا.

ولكن! ما الذي نعرفه عن الفيلم العربي المرشح لنيل الأوسكار؟ وما هي كواليس صناعته؟

الفيلم يتبع رحلة سام على، المُهاجر السوري الذي غادر بلاده إلى لبنان هربًا من الحرب على أمل اللحاق بحبيبته في باريس وظل عالقًا في لبنان بلا أي وثائق سفر، ويرتاد "سام" افتتاحات المعارض الفنية في بيروت ليتناول الشراب والطعام، لينتبه له فنان أمريكي معاصر يدعى جيفري جودفروي ويعرض عليه أن يرسم وشما على ظهره ليتحول جسده إلى تحفة فنية لكنه يدرك بعد ذلك أنه فقد حريته من جديد بسبب القرار الذي اتخذه.

323284_0.png
يروي "الرجل الذي باع ظهره" قصة شاب يعقد صفقة صعبة للغاية حيث يوافق أن يتحول ظهره إلى لوحة فنان فهو "باع ظهره" بالمعنى الحرفي حتى يتمكن من الحصول على تأشيرة السفر لبلجيكا.

الفيلم من كتابة وإخراج كوثر بن هنية وبطولة يحيى مهايني وديا إليان وكوين دي بو وسعد لوستان ودارينا الجندي.

شهد الفيلم ظهورا خاصة للنجمة الإيطالية الشهيرة مونيكا بيلوتشي في أول مشاركة لها بالسينما العربية وجاءت موافقتها على الظهور بعد أن شاهدت فيلم "على كف عفريت" لكوثر بن هنية في مهرجان كان السينمائي عام 2017 ونال إعجابها.

 

كشف صناع فيلم "الرجل الذي باع ظهره" لموقع FilFan.com، كواليس العمل الذي ينافس على الجائزة الأشهر في هوليوود، وفي مقدمتهم كاتبة ومخرجة العمل كوثر بن هنية التي أوضحت أن قصة الفيلم مرتبطة بها بشكل شخصي ففي عالمنا المعاصر نجد أن بعض السلع تحتل مكانة أكبر من بعض الأشخاص ربما ولدوا في المكان الخاطئ من العالم.

قصة الفيلم استوحتها كوثر بن هنية من قصة حقيقية عندما شاهدت عملا فنيا في متحف اللوفر بباريس لرجل موشوم على ظهره بتوقيع الفنان البلجيكي ويم ديلفوي وتبلورت لديها الفكرة وبخاصة مع وجود سوريين حولها وبالتالي تنبهت لأن فكرة الرجل الذي باع ظهره من الممكن أن تكون لشاب سوري.

وكانت محررة في الفن "مي فهمي" قد التقت بأبطال وصناع الفيلم خلال مشاركتهم في مهرجان الجونة السينمائي وأجرت معهم هذا اللقاء.

أما فيما يتعلق باختيار الممثلين أشارت كوثر بن هنية إلى أن تلك المرحلة استغرقت وقتا طويلا حتى وجدت من يناسب كل شخصية وبخاصة يحيى مهايني الذي وجدته ممثلا عملاقا يبرع فيما يقوم به وهو سوري يحمل الجنسية الكندية مما جعل إجادته للإنجليزية تصل بالدرو لمستوى آخر.

وأردفت المخرجة التونسية أن كثيرون فوجئوا بظهور الممثلة الإيطالية الشهيرة مونيكا بيلوتشي في دور ثانوي وحول هذه المشاركة قالت كوثر بن هنية مونيكا بيلوتشي أيقونة الجمال كانت أسهل ما تم التعامل معه بالفيلم حيث أرسلت لها السيناريو ونال إعجابها ووافقت على الدور بعد مشاهدة فيلم لها وأضافت "فاجأتني بأنها فهمت ما أريده تماماً هناك الكثير من المعاني الخفية في الحوار والشخصيات ولكنها أدهشتني بفهم كل شيء، وليس شخصيتها فحسب. وواقت على أجر مثل بقية الممثلين وليس أجرا ضخما كما أشيع.‎

أما بطل الفيلم يحيى مهايني فحكى أن ترشيحه للدور جاء من قبل صديقة مشتركة بينه وبين المخرجة التونسية كوثر بن هنية ومن ثم أجرى تجارب أداء وبروفات على الدور مرات عديدة وتضمنت جمل خارج نطاق السيناريو تمت إضافتها فيما بعد.

وعن أصعب مشهد بالفيلم قال مهايني إن مشهد سقوط التبولة من "عبير" في السوبر ماركت كان صعبا للغاية بسبب الرائحة الذكية للتوابل وتمت إعادته أكثر من مرة.

توج فيلم "الرجل الذي باع ظهره" بجائزتين في مهرجان فينيسيا السينمائي بدورته الـ77 حيث فاز بطل الفيلم يحيى مهايني بجائزة أفضل ممثل، كما فاز الفيلم أيضا بجائزة أديبو كينج للإدماج وهى جائزة مستوحاة من مبادئ التعاون الاجتماعي.

كما نالت كوثر بن هنية جائزة أفضل سيناريو فى مهرجان ستوكهولم السينمائى الدولى بالسويد فى دورته الـ31، وعرض الفيلم فى افتتاح الدورة الرابعة لمهرجان الجونة السينمائي وفاز خلاله بجائزة أفضل فيلم عربى.

أما فيما يتعلق بالترشيحات فقد نال الفيلم ترشيحا لجائزة Orizzonti كأفضل فيلم من مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الـ77، وترشيحا آخر لأفضل فيلم من مهرجان ستوكهولم الدولي وترشيحا آخر لجائزة النجمة الذهبية من مهرجان الجونة السينمائي كأفضل فيلم.