شاهد: المغتربون الفلسطينيون "أين حقنا في الانتخاب؟"

الانتخابات
حجم الخط

غزة - وكالة خبر - طيف البحيصي

لا شك أنّ تصويت الطيور المسافرة في دول المعيشة أو المهجر، هو حلم يُساور كل فلسطيني، لكنّ تحقيقه يصطدم بمعوقات تمنعهم من حق الاقتراع أو التصويت للانتخابات، كونهم مغتربين عن الوطن، فيعود الجدل عن حق المغترب الفلسطيني في التصويت والتساؤل عن أسباب منعه.

الدكتور ياسر العطار "28عاماً" من مدينة بيت لاهيا غادر إلى الخارج لدراسة بكالوريوس الطب واستكمال الدراسات العليا، لكنّ لم يتسنى له العودة طوال العشرة أعوام الماضية، بسبب الوضع المعيشي المتردي في قطاع غزّة، وصعوبة السفر من وإلى الوطن.

وقال العطار لمراسلة "خبر": "كنا على أمل أنّ يخطو قلمنا بالحبر الأزرق للسماح لنا بالانتخاب، الذي لم يجريه عدد كبير من المغتربين  مرة من قبل، فالآن نشعر بغصة في القلب وخيبة أمل، لأنّ من حقنا كفلسطينيين المشاركة في الانتخابات وتقرير المصير، خاصةً أنّنا من جيل التسعينات الذي لم يُشارك في أيّ انتخابات وتم حرمانه من أبسط حقوق العيش الكريم، كيف لا وهو الجيل الذي شق طريق البر والبحر من أجل البحث عن لقمة العيش، ليعود محمولاً على الأكتاف من بلاد الغربة، كيف لا ونحن الجيل الذي تحمل خمسة عشر عاماً من الانقسام المرير الذي قطّع أوصال الوطن وجعل من الحكومة حكومتين، وجعلنا لقمة سائغة للاحتلال يقتلنا حيثما شاء وكيفما أراد". 

وأضاف: "تأملنا أنّ يتم طرح قضيتنا في اجتماع الفصائل الفلسطينية بالقاهرة، ولكنّ الكل تغاضى عنا وعن حقوقنا المشروعة، فقد أبدعنا في الغربة كفلسطينين، وتناقلت الصحافة والتلفزة إنجازاتنا كسفراء رافعي اسم فلسطين عالياً، ألا نستحق المشاركة بحقنا الشرعي في الانتخاب"، مُردفاً: "في كل بلاد العالم يُسمح للمغتربين بالتصويت في انتخاباتهم الوطنية، وغير ذلك فهو إنكار للحقوق الوطنية للمواطنين".

وكان العطار قد كتب في تدوينة عبر صفحته في موقع "فيسبوك" بشأن الانتخابات: "ما زلت الغريب... الذي تلحف برد السنين مرتين.. تارة وأنا أودع الأهل والأحباب والأصحاب هناك.. تارة حيث المجد والوطن.. وتارة حيث أنا هنا أمضي عشرة  أعوام... في بردها بين الورد والثلج.. مازلت ذلك الشاب الذي ذرف الدموع في السابعة عشر من عمره وهو يودع الجد والجدة والأخوة والأهل.. ليرتحل الصعاب بين ثنايا السفر والحل والترحال هنا وهناك .. ما زلت ذلك الشاب الذي سهر بين ثنايا الكتب والورق لأحقق المستحيل الذي لم أجده داخل الوطن". 

الشابة أماني رباح "32عاماً" التي غادرت الوطن لاستكمال دراسة الماجستير في تونس، قالت: "مررنا بـ15عاماً من النكسة والظلم الذي وقع على أهالي وشباب قطاع غزّة من الحكومة الحاكمة، فالآن حان وقت الانتخابات الذي لا طالما كان مطلباً رئيسياً ومُهماً لشعبنا الصامد في ظل فترة الانقسام، التي انعكست بشكلٍ خطير على مستقبل وتطلعات الشباب، فكانت سنوات من العجاف قضاها شبعنا في انتظار انتهاء هذا الظلم".

وتابعت رباح لمراسلة "خبر": "نحن نقترب من اللحظة التي ناضل وقاتل الشباب من أجلها، ألا يجب أنّ يكون للمغتربين دور فعال في العملية الانتخابية، فالانتخاب حق شرعي للمواطن الفلسطيني سواء كان في داخل الوطن أو خارجه".