مشعل يجيب .. هل ستسمح حركة حماس بإقامة مهرجان ذكرى رحيل الرمز "أبو عمار" ؟!

-1034280437
حجم الخط

 

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، خالد مشعل على رمزية الرئيس الشهيد ياسر عرفات ، وعلى ضرورة اعطاءه حقه في ذكرى رحيله ، مبدياً موافقة حركته على إقامة مهرجان ذكرى الرحيل ، بعد اتصالات جرت من قبل قيادة حماس في القطاع معه ، بناءاً على طلب تقدمت به مؤسسة الشهيد ياسر عرفات متمثلة بالقيادي جميل مجدلاوي ، وعليه أن حماس مع اقامة المهرجان .

وقال مشعل في معرض رده على سؤال أحدى الوكالات المحلية حول سماح حماس بإقامة مهرجان تأبين الشهيد عرفات ، أن الشهيد ابو عمار رمزاً وطنياً للكل الفلسطيني ، وإننا نفتقده في هذه المرحلة ، بظل الانتفاضة المباركة التي فجرها شعبنا بوجه المحتل الغاصب ، ويجب احترام ذكرى رحيله واعطاءه حقه في التأبين وقد أبلغت قيادة الحركة في غزة بضرورة تسهيل اجراءات المهرجان ، وعمل ما يمكن من أجل انجاحه ، وإن كان هناك بعض المخاوف المشروعة لدى الاخوة في الاجهزة الأمنية بغزة ، من توترات قد تحدث ، بسبب تباينات داخل حركة فتح ، وهذه المسألة يقدرها قادة الاجهزة الأمنية ، ولكن ابدينا موافقتنا الكاملة بإحياء ذكرى الراحل الشهيد عرفات ، الذي نحترمه ونقدره ونعتبره وإن كان رئيس حركة فتح ، رمزا وطنياً ، كالشيخ أحمد ياسين والشهيد فتحي الشقاقي والشهيد ابو علي مصطفى وشهداء فلسطين كلهم .

وقد تطرق مشعل في حديثه مع الصحفيين و نخبة من الكتّاب وبلقاء عبر تقنية الفيديو كونفرنس ، نظمته مؤسسة بيت الصحافة بغزة ، الى ملفات عديدة ذات الشأن الداخلي الفلسطيني والاقليمي ، وركز على ضرورة الالتفاف حول الانتفاضة الحالية ، خاصة وأنها انطلقت بظروف معقدة عربياً واقليمياً ، وبعثت من جديد روح الأمل لدى الشعب الفلسطيني ، بعد أن ظن الكثيرون أن القضية الفلسطينية قد تراجعت ، بل انتهت بفعل الانشغالات الاقليمية وما يجري في المحيط العربي ، وهذه الانتفاضة أعطت رسائل ثلاث لجهات ثلاثة أولها الى الكيان المحتل الذي اخطأ في حساباته ، واعتقد أن الشعب الفلسطيني قد استسلم لسياسة الأمر الواقع وتعايش مع تمدده الاستيطاني ، والجدار والحصار ، بعد أن وضع الاحداث في الاقليم العربي والدولي بكفة انشغال العالم بعيداً عن فلسطين وشعبها ، وهذه الانتفاضة جاءت لتؤكد خطأ حساباته ، وأن الشعب الفلسطيني لا يستسلم ولن يستسلم لطالما بقي محتلاً ولن يتعايش مع سياسة الحصار والجدران وتقطيع المدن ، ولا مع همجية الاستيطان وإرهاب المستوطنين ، وثاني الرسائل الى وجهت للمجتمع الدولي ، الذي قصد تهميش القضية الفلسطينية ، وقدم عليها الكثير من القضايا ، فوصلت الرسالة وفهموا مضمونها وبدأوا بالتحرك والحديث عن حل شامل وسياسي للشعب الفلسطيني، اما الرسالة الثالثة فكانت للقيادة الفلسطينية نفسها ، ومتعلقة بالتفاوض مع الكيان المحتل وأن هذا المسار لم يعد نافعاً ولا بد من تغيير سياسة التعامل مع المحتل ، ووقف التنسيق الامني بشكل كامل ، وضرورة المزاوجة ما بين العمل الميداني بفعل الانتفاضة والتحرك الدبلوماسي والسياسي لملاحقة المحتل في المحافل الدولية وفضح جرائمه.

وطالب مشعل الكل الفلسطيني بضرورة استثمار هذه الفرصة ( الانتفاضة) بتوافق وطني كامل حول برامج ميدانية تدعمها وتزيد من عنفوانها بوجه المحتل ، مع البناء على الجهود السياسية لملاحقة الاحتلال وقيادته في المحافل الدولية وتقديمهم للمحاكم المختصة ومحاسبتهم على جرائمهم التي يرتكبونها بحق الشعب الفلسطيني .

وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على أن الاحتلال يعيش في أزمة حقيقية ببركة الانتفاضة ، التي كشفت اللثام عن وجهه الاجرامي أمام العالم ، فالرصاص الحي بمواجهة العزل والسكين والحجر ، فضح مدى غطرسته واجرامه للعالم ، فعادت الشعوب والرسميون من بلاد كثيرة للتعاطف مع القضية الفلسطينية ، وأصبح الحديث عن ضرورة ايجاد حلول سلمية وسياسية للفلسطينيين ، محوراً يومياً يطالب به قادة العالم ، وظهرت القضية الفلسطينية من جديد للسطح الدولي والاعلامي ، وأخذت بفضل الانتفاضة مكانتها في وجدان الانسانية .

وقال على القيادة الفلسطينية وخاصة الرئيس محمود عباس في هذه المرحلة أن يتقدم بخطوة جادة وكاملة نحو ترتيب البيت الوطني ، وإتمام المصالحة وما تم التوافق عليه ، وهذا يتطلب عقد اجتماعاً للإطار المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وإن تعذر عقده في القاهرة أو عمان كما وصلنا من رام الله ، فأن انعقاده في أي مكان أخر لن ينقص من مكانة مصر ولا الاردن ، وقد تقدم نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني بإقتراح انعقاده في بيروت ، ونحن كحركة حماس موافقون ، وأن اعطينا الرئيس عباس عذره بتمسكه بمصر ودورها ، إلا أننا نتمنى من الاخوة في مصر تغيير موقفهم من انعقاد الإطار المؤقت للمنظمة وتسهيل ذلك ، لضرورات باتت ملحة في حياة شعبنا ، خاصة بظل ممارسة الكيان المحتل التصفيات الجسدية لأبناء شعبنا في الضفة وغزة ، وعلى شبهة الطعن والدهس ، ولا نعتقد بأن الاخوة العرب رغم انشغالاتهم ، يعارضون وحدة الشعب الفلسطيني ، وخروجه من وضعه السائد بتوحيد صفهم الوطني .

وطالب مشعل من القادة العرب ، بـإتفاق " طائف2" وإنجاح المصالحة الوطنية الفلسطينية ، وتسهيل تطبيقها على أرض الواقع ، ودعم صمود الشعب الفلسطيني ، ومساعدته بكل الوسائل والادوات ، خاصة وأن الانتفاضة الحالية هي انتفاضة القدس الشريف ، والمقدسيون هم شعلتها وإن انتقلت الى سائر مدن وقرى الضفة والقطاع .

وكشف مشعل عن حقيقة المساعي الدولية ولقاءاته مع طوني بلير وبلادينوف لحل أزمات قطاع غزة ، وقال توقفنا بعد أن علموا أن حماس لن تتعاطى بشروط الرباعية الدولية ، و رغم ذلك ومع انطلاق الانتفاضة الحالية ، بدأت بعض الاطراف الدولية الاتصال بحماس ، خارج شروط الرباعية ، وحماس لا تعارض التفاوض والحديث مع أي طرف كان سوى الكيان المحتل الذي يبقى العدو المركزي لحماس ، وأنه أكد لكل من قابله من أطراف دولية رسمية أو غير رسمية على ضرورة حل أزمات غزة ، وهي إعادة الإعمار ، ورفع الحصار وحل أزمة رواتب موظفي غزة ،  بالاضافة الى بناء المطار والميناء .

وحول ملف الاسرى وإن كان هناك صفقة تبادل قريبة ، قال مشعل لا جديد بهذا الملف ، وشرطنا قبل تقديم أي معلومات أو تفاوض مع الكيان هو اطلاق سراح جميع الاسرى الذين افرج عنهم في صفقة الاحرار " شاليط" .

وأكد مشعل على موقف حماس من تسليم معبر رفح البري لحرس الرئيس ، وقد أبلغ مبعوث الرئيس عباس بذلك على أن يتم حل مسألة موظفي المعبر وعدم الاستغناء عنهم ، واستبدالهم بموظفين أخرين.

وعن العلاقات مع الدول العربية واتهام حماس بتدخلها بالشئون الداخلية لبعض الدول أكد مشعل أن حماس لم ولن تتدخل بالشئون الداخلية للدول العربية ، بل أنها على مسافة واحدة من الجميع ، وهي تتفهم أن القضية الفلسطينية بحاجة الى الكل العربي ، وأن العمق العربي واجب قوي لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني وكنس الاحتلال .

وأكد مشعل على أن زيارته للسعودية وأن كانت بغرض العمرة ، ولكن كان لها طابع سياسي والتقى مع قيادات سعودية ، وحققت الزيارة أهدافها ، ورغم ذلك أنه لا يرد احراج البعض الذي قال بأن الزيارة كانت بغرض العمرة فقط .

وحول العلاقة بين حركته والجهاد الاسلامي أكد مشعل على أنها علاقة مبنية على الاخوة والمصالح الوطنية المشتركة وتطويرها دائم ، ومتواصل وأن هذه العلاقة لا تشكل أي خطر على وجود السلطة الوطنية وليست موجهة ضد أي طرف داخلي ، بل هي ضرورة لمواجهة الاحتلال واعتداءاته  المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.

وفي ختام اللقاء شكر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الصحفيين والمثقفين الذين حضروا اللقاء ، كما شكر بيت الصحافة ومديرها الصحفي بلال جادالله الذي اتاح هذه الفرصة .

بدوره شكر الزميل جادالله مدير مؤسسة بيت الصحافة الاستاذ خالد مشعل على تلبية الدعوة ، والوقت الذي منحه للصحفيين ، كما شكر الصحفيين والمثقفين الذين حضروا اللقاء ولبوا الدعوة .