أظهرت تقارير "إسرائيلية"، مخططات لتهجير 140 مواطن فلسطيني من مدينة القدس، وإخراجهم خارج جدار الفصل العنصري، وذلك عبر مشاريع مختلفة يُجرى تنفيذها بالقدس الشرقي
وتقضي مخططات الاحتلال إلى عزل تجمعات جنوب وشرق القدس عن المدينة، أسوة بتجربة عزل مخيم شعفاط بجدار الفصل العنصري التي يرى الاحتلال فيها نموذجاً ناجحاً لإبعاد المقدسيين عن مدينتهم.
وبحسب التقارير، فإنّ نسبة المقدسيين من سكان القدس الشرقية والغربية تُشكل 38%، ويسعى الاحتلال في العام 2050 إلى أن يصبحوا أقل من 12 % فقط من السكان.
ومن جهته، قال مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية بالقدس زياد الحموري: "إنّ دعوة القائد السابق لشرطة الاحتلال ليست جديدة، والاحتلال يعمل بشكل أساسي على الديموغرافيا الفلسطينية في القدس، والاحتلال يبحث عن معادلة جديدة تقوم على مبدأ التخلي عن السكان المقدسيين وتطرح اقتراحات إدارة المقدسيين لمجالس لوائيه تابعة للبلدية أو تحويل إدارة السكان للإدارة المدنية بالضفة".
وأوضح أنّ هذه الإجراءات تستهدف المقدسيين الساكنين خارج الجدار وعددهم 140 ألف مقدسي، حيث يبحث الاحتلال عن مخارج قانونية للتخلص منهم بهدوء، مُتوقعاً أنّه في أيّ وقت قد يتخذ الاحتلال خطوة إلغاء الإقامات الدائمة للمقدسيين القاطنين خارج جدار الفصل العنصري.
وأشار إلى أنّ أغلب القاطنين خارج الجدار لا يحصلون على الحقوق الاجتماعية والاقتصادية كما في داخل الجدار، وقد يعتبر الاحتلال المواطنين المقدسيين خارج الجدار غائبون؛ ما يعرض أملاكهم حتى للمصادرة داخل المدينة.
وتابع: "الاحتلال يسعى للبناء في مستوطنة عطروت ولإنشاء ما بين 15 إلى 20 ألف وحدة استيطانية سيجري ربطها بمستوطنة "بسيجوت" القريبة من البيرة لتصبح مستوطنة واحدة، متصلة بشبكة أنفاق وطرق"، مُبيّناً أنّ الاحتلال يعمل على معادلة اقتصادية تدفع السكان للفرار من القدس عبر الحملات والتضييق على التجار واستغلالجائحة "كورونا" من أجل تحويل المقدسيين إلى فقراء ودفعهم لترك القدس.
وفي ذات السياق، شدّد مدير جمعية الدراسات العربية في القدس خليل التفكجي، على أنّ إخراج السكان الفلسطينيين خلف الجدار العنصري تحدث عنها نتنياهو نفسه بشكل واضح، لأنّ اليوم السيطرة "الإسرائيلية" على الأرض اكتملت ويسعون للسيطرة على السكان ليكون عدد السكان العرب فقط 12% في القدس المحتلة.
وأوضح أنّه يجري إخراج 200 ألف فلسطيني رفضت "الإدارة المدنية" إدارتهم، فيما يتم السعي لعمل إدارات محلية لهم تحت السيطرة الإسرائيلية.
من جانبه، أشار نائب محافظ القدس عبد الله صيام، إلى أنّ استهداف الاحتلال للبعد الديمغرافي بالقدس مسمر منذ بدء الاحتلال الذي بدأ بالتهجير لحارتي الشرف والمغاربة بالقدس القديمة، وتطورت عمليات الاحتلال لطرد المقدسيين بهدم منازلهم وإخراجهم خارج جدار الفصل العنصري ومنع لم الشمل وسحب الهويات، وأن هناك قرارات تأخذ طابع الترحيل الجماعي كما يجري الآن في أحياء بطن الهوى، وصور باهر.
وتحدث صيام عن مشاريع الاستيطان وأخطرها المشروع في مطار القدس وفي منطقة "إي 1" شرق القدس المحتلة، وعن تسمين ومضاعفة الاستيطان في الاحياء المقدسية الشرقية بهدف منع البناء الفلسطيني، وكذلك تهجير التجمعات البدوية المحيطة بالقدس، وتفريغ الأرض والاستيلاء عليها للتوسع الاستيطاني في المنطقة، وهو ما يعني فصل القدس أيضا عن باقي محافظات الوطن، وتقسيم الوطن إلى قسمين شمالي وجنوبي وبالتالي قتل إمكانية حل الدولتين.
يُذكر أنّ الاحتلال هدم منذ مطلع العام 2004 حتى نهاية العام الماضي 1097 منزلا في القدس الشرقية، فيما هدم المقدسيون بأيدهم قرابة 235 منزلا في نفس الفترة لتجنب غرامات باهظة جدا يفرضها الاحتلال عليهم بعد تنفيذ عمليات الهدم بجرافاته، فيما هدم الاحتلال 458 مبنى ومنشأة غير سكنية في نفس الفترة.