المناورة العسكرية في الشمال: رسالة إلى نصر الله

حجم الخط

وكالة خبر



3000 هدف و300 قتيل من «حزب الله» في يوم واحد؛ هذا هو هدف سلاح الجو في الحرب التالية مع «حزب الله». وهذا السيناريو أيضاً سينفذه السلاح في المناورة الحربية الكبرى «وردة الجليل»، التي بدأت بشكل مفاجئ، الاحد الماضي، وبلغت، أول من امس، نهايتها.
كان يفترض بالمناورة أن تجرى، الاسبوع القادم، ولكن قائد السلاح، اللواء عميكام نوركين، قرر تقديم الموعد بشكل مفاجئ. السيناريو الذي بدأت به: اثناء عمل اعتيادي في لبنان أطلق صاروخ نحو طائرة تابعة لسلاح الجو، لم تسقط ولكنها أُصيبت. في أعقاب ايام قتالية نشأت نتيجة لذلك، يتقرر في إسرائيل الخروج الى معركة مع «حزب الله». هذا ليس سيناريو مفاجئاً على نحو خاص: في شعبة الاستخبارات يوجد إخطار لامكانية ان يكون «حزب الله» معنيا بتغيير المعادلة مع الجيش الإسرائيلي فيضرب الطائرات، مثلما حاول قبل اسبوعين فقط حين أطلق نحو مُسيرة إسرائيلية فاخطأها. التقدير هو ان «حزب الله» مستعد للدخول في جولة قتالية مع إسرائيل تستمر عدة أيام، ولكن من ناحيته ستكون محدودة. ومع ذلك، بخلاف الجولات القتالية في غزة والتي هي نسبياً «محدودة»، فان من شأن المواجهة مع «حزب الله» أن تنزلق الى حرب شاملة.
هذا هو أيضا السبب الذي جعل سلاح الجو يعرض قدرة استثنائية: دفع أمين عام حزب الله الى التفكير مرتين في امكانية الحرب. وضمت المناورة مئات الطائرات القتالية، طائرات النقل، والمسيرات، بل جند رجال احتياط. كما أنها مناورة قتالية في ظروف «كورونا». وقال اللواء نوركين ان «المناورة حسنت جاهزية سلاح الجو للقتال في الساحة الشمالية».
منذ حرب لبنان الثانية تشير إسرائيل الى تعاظم قوة «حزب الله» وتحقيق قدرة نارية من 150 الف صاروخ وقذيفة هاون قادرة على أن تلحق ضرراً شديداً في الطرف الإسرائيلي. مع نشوب المواجهة في العام 2006 كان لدى سلاح الجو 286 هدفا فقط – كلها تعرضت للهجوم في غضون اربعة ايام بوتيرة هجومية من 150 هدفا في اليوم. وبالاجمال هوجم نحو 4.500 هدف في اثناء كل الحرب على مدى نحو شهر. ولكن قبل نحو شهر ذكر رئيس الاركان، افيف كوخافي، بأن المواطنين اللبنانيين ايضاً الذين يجلسون على البرميل المتفجر لـ «حزب الله» سيدفعون الثمن، وكذا ايضا دولة لبنان نفسها بصفتها مضيفة لـ «حزب الله» ورجاله. وتستهدف المناورة، هذا الاسبوع، عملياً إطلاق إشارة لنصرالله بأن إسرائيل حسنت قدراتها الاستخبارية والنارية بشكل كبير بحيث ان الحرب القادمة لن تكون مشابهة للحرب التي سبقتها، وان الخراب في لبنان سيكون عظيماً.
ليس واضحاً اذا كان نصر الله فهم الرسالة. وردّ، أول من امس، على المناورة العسكرية الإسرائيلية وأوضح: «نحن لسنا معنيين بمواجهة أو بحرب. ولكن اذا ما فرضتم علينا الحرب، فسنقاتل. بعد كل التهديدات من جانب إسرائيل لا يمكن لأحد أن يقول ان هذا لن يتدهور الى حرب. الجبهة الإسرائيلية الداخلية سترى اموراً لم ترها منذ قيام إسرائيل».
إن القدرة المبهرة التي أظهرها سلاح الجو لم تولد امس، بل اكتسبت اثناء ولاية قائد السلاح السابق، اللواء امير ايشل، الذي حدد غاية 3000 هدف هجومي يومياً. وقد طورت القدرات تحت قيادة القائد الحالي، اللواء نوركين، الذي اضاف عقيدة الضربات: فقد بنى «خطة ثماني ضربات» على «حزب الله» والتي فضلا عن هجوم مكثف ستتضمن ايضا قتالا الكترونيا وعلى الوعي.
وكتب نوركين يقول ان «الغاية الاساس للضربة هي الوصول الى اصابة سريعة ومهمة لقدرات وفاعلية عمل العدو، لغرض اجباره على ان يوافق على انهاء سريع للقتال. وذلك من خلال توجيه ضربة سريعة ومفاجئة الى القدرات الاساس، ما سيمس بادائه ويتسبب له بشلل مؤقت، بل يطرح علامات استفهام جوهرية على مجرد قدرته على تحقيق فكرته القتالية».
من ناحية نوركين ليست هذه خطوة واحدة تحقق كل النتائج. بل سلسلة ضربات تحقق خليطاً من حشد الجهد الى جانب التواصل، الاستمرارية، والتشديد المتواصل للضغط على العدو. حسب الخطة فان كل ضربة تستهدف إلحاق ضرر شديد بالعدو في فترات زمنية قصيرة، وبشكل يقلص الضرر على الجبهة الإسرائيلية الداخلية وعلى الجيش الإسرائيلي ويسرع انهاء المواجهة بتفوق لإسرائيل. ويتوافق هذا المفهوم مع مفهوم العمل لدى رئيس الاركان الذي يتضمن ثلاثة مساع مركزية: ضربات متعددة الابعاد، دفاع متعدد الابعاد، ومناورة متعددة الابعاد.
تعتمد هذه الخطوة على سلاح الجو الذي يحتاج الى تجديد طائراته. وأول من امس عرض رئيس قسم التحقيق، العميد تومر بار، على الوزراء خطة التسلح بسرب ثالث من طائرات اف 35 يصل مع نهاية العقد، خيار لطائرات اف 15 الجديدة، واسلحة دقيقة للطائرات القتالية، ووسائل اعتراض لمنظومات الدفاع الجوي.
من اجل تنفيذ الخطة الهجومية العسكرية الإسرائيلية من المحظور ان تتوقف الخطة بسبب النقص في السلاح ومن المحظور ان تصل الى الخط الاحمر في كمية وسائل الاعتراض لدى منظومات «القبة الحديدية»، «العصا السحرية»، و»حيتس». معظم المال هو من ميزانية المساعدات الأميركية التي لم تتحقق حتى الآن بسبب مشاكل قدرة الحكم في إسرائيل. ونجح رئيس الأركان في ان يقر لدى رئيس الوزراء خطة تسلح بعيدة المدى حتى العام 2034، ستسمح الآن للجيش الإسرائيلي بان يخطط بشكل افضل للحرب القادمة.

 عن «يديعوت»