الصندوق القومي يستهدف المس بأي تسوية إسرائيلية – فلسطينية مستقبلية

حجم الخط

بقلم: يوسي بيلين

 

 


استفزازي وزائد. كان الصندوق القومي لإسرائيل مؤسسة عبقرية للحركة الصهيونية: بدلا من أن يقوم متبرعون بشراء الأراضي في إسرائيل من أجل توطين المهاجرين فيها، كان من قام بهذا العمل هو صندوق تبرع له بالمال يهود، دون أن تصبح الأراضي ملكهم. وهكذا اشتريت اراض في البلاد، وغرست فيها الأحراش.
بالضبط في اليوم الذي قامت فيه الدولة كان يتعين على الصندوق ان ينتقل من المؤسسات الصهيونية الى حكومة إسرائيل. ولكن احدا ما «نسي» الصندوق القومي، وتركه في المبنى الجميل في شارع الملك جورج في القدس. منذ ذلك الحين قام الصندوق بأمور عديدة، بعضها زائد تماما (مثل التجفيف المغلوط للحولة)، وبعضها جميل جدا (مثل اقامة خزانات المياه، شق الدروب في الحدائق وما شابه من امور كان يمكن أن تقوم بها ايضا شركات اعمار خاصة)، ولكن غايته الاساس كانت منع شراء الاراضي في إسرائيل من قبل مواطنين ليسوا يهودا. واستخدم كثير من كارهي إسرائيل، منذ قيام الدولة، هذه الحقيقة دليلا مزعوما على العنصرية المؤطرة في إسرائيل.
قررت إدارة الصندوق القومي، هذا الاسبوع، استثمار 38 مليون شيكل في شراء الاراضي في الضفة الغربية. ويتحدث مشروع القرار عن «انقاذ الأرض»، وكأنه اتخذ في عهد الحكم العثماني، وخصوصيته – بخلاف شراء الناس العاديين للارض – هي انه جهة جماهيرية لا يحق له نقل الارض التي اشتراها الى العرب. هذا قرار استهدف المس بأي تسوية إسرائيلية – فلسطينية مستقبلية. لو كان هناك راشد مسؤول في المنطقة، لمنع هذا، ولكن في هذه اللحظة لا يوجد بيننا واحد كهذا.

ترشُّح بن غبير
ليس صدفة ان يصبح الترشيح الحقيقي جدا لايتمار بن غبير، بالمعونة المذهلة من جانب نتنياهو، موضوعا بارزا على جدول الاعمال. فهذا المحامي «اللطيف»، البديل الاعلامي لاورن حزان كمن يتحدث بلا فلاتر، وهو يمزح مع من يجري معه المقابلات في كل وسائل الاعلام، ليس فقط صاحب أفكار كهانية فخور. فهو أزعر عنيف، مجرم مدان في سبعة ملفات جنائية، يفرض الرعب على نحو متسلسل، وطنيته هي مهربه. ليس صدفة ان رفض الجيش الإسرائيلي تجنيده، وكان ينبغي للمجتمع الإسرائيلي أن يلفظه. ان احزاب التيار المركزي ملزمة بأن تعلن، قبل الانتخابات، بأنها ستتصرف تجاهه بالضبط مثلما تصرفت تجاه مئير كهانا، وستخرج من قاعة الكنيست في كل مرة يتحدث فيها.

عن «إسرائيل اليوم»