فيما تزايدت التكهنات حول سقوط الطائرة الروسية مع إعلان شركات طيران غربية عن تعليقرحلاتها إلى شرم الشيخ، بناءً على احتمال أن يكون الحادث ناجماً عن "قنبلة"، بدأ إعلان الفرع المصري لـ"الدولة الإسلامية" (ولاية سيناء) مسؤوليته عن العملية، يؤخذ على محمل الجد أكثر مع تكشف معلومات عن منتديات للتنظيم كانت تتداول منذ فترة إرشادات عن كيفية صنع "قنبلة خفية" قادرة على تجاوز أجهزة الكشف في المطارات.
وقالت بريطانيا وأميركا أنهما ترجحان أن قنبلة وضعت على متن الطائرة الروسية قبل إقلاعها من شرم الشيخ هي السبب في تحطمها ومقتل 224 شخصاً كانوا على متنها معظمهم من السياح الروس الذين كانوا في طريق عودتهم إلى سان بطرسبورع.321
وكانت السلطات المصرية نفت ما رددته تقارير غربية أن شرطياً مصرياً كان يلعب لعبة Candy Crush على جواله أثناء تدقيق أمتعة الركاب، فيما انتقد آخرون ضعف الإجراءات الأمنية في مطار شرم الشيخ خاصة أن الموظفين المسؤولين عن التفتيش كانوا مشغولين بالتدخين على حد تعبير ركاب بريطانيين.
ويقول الخبراء إن انتشار حطام الطائرة وأشلاء الضحايا على مساحة واسعة في صحراء سيناء وظهور ثقوب في بدن الطائرة يعني أن الطائرة انشطرت في الجو.
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية إسقاط الطائرة من دون أن يتحدث عن الآلية، الأمر الذي عزز فرضية "قنبلة داعش الخفية".
“داعش”.. في شرم الشيخ؟
كيف تمكنت “داعش” من زرع قنبلة على متن طائرةٍ جلّ ركابها من الروس، باستثناء بيلاروسي و4 أوكرانيين؟ وكيف تمكن التنظيم من تخطي الاحتياطات الأمنية لمطار شرم الشيخ؟
تشير تكهنات إلى أن إبراهيم العسيري، مهندس قنابل تنظيم "القاعدة"، ربما ألهم تنظيم "الدولة الإسلامية" في صنع قنبلة "خفية" قادرة على تجاوز أجهزة الفحص، خاصة بعد إطلاق دعوات للتوحيد بين التنظيمين.
فيما تذهب تكهنات أخرى إلى أن أحد "الذئاب المنفردة" التابعة للتنظيمين نفّذ العملية مستفيداً من دليل إلكتروني ساعده في صنع القنبلة الخفية.
كيف صُنعت القنبلة؟
موقع "فوكاتيف" الأميركي أشار إلى أن المنتديات الإلكترونية التابعة لداعش كانت تتداول في الآونة الأخيرة نسخة ديسمبر/ كانون الأول 2014 من مجلة “إلهام” التي تصدرها“القاعدة” وفيها موضوع كتبه العسيري عن كيفية صنع قنابل يمكن تهريبها عبر المطارات، بحيث تتجاوز أجهزة كشف المعادن، وتتخطى الكلاب المدربة على شمّ المتفجرات.
دليل صنع القنابل المكونة من الأسيتون وكلورات البوتاسيوم وغيرها من المواد الكيميائية، جاء حينها في معرض تحفيز خلايا “القاعدة” النائمة على تنفيذ عمليات ضدّ أهدافٍ أميركية وبريطانية أو غربية بشكل عام، ولاقت تلك الدعوة تحذيرات في المطارات الأوروبية التي بدأت تتخذ إجراءات واسعة ضدها.
وتضمن الدليل معلومات عن الرحلات الجوية الأميركية والفرنسية والبريطانية، إلى جانب إرشاد "الجهاديين" إلى المكان الأمثل لزرع القنابل على متن الطائرة، وتضمن نصائح نهائية للانتحاري الذي سينفذ العملية حول كيفية التصرف بين الركاب، والعمل على عدم إظهار التوتر.
وفي مارس/ آذار 2015، قامت منتديات تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" بإعادة نشر الدليل، بل وجعله المادة الرئيسية للنقاش لفترةٍ طويلة.
ورغم أنه لا يعرف إذا ما تم الإبقاء على الدليل كمادة رئيسية طوال 8 أشهر، فإن الدليل عاد ليتصدر نقاشات المنتدى منذ تفجير 1 نوفمبر/ تشرين الأول.