ميخائيلي تستحق، غانتس فَشِل!

حجم الخط

بقلم: عوزي برعام

 

 


قرأتُ بدهشة إعلان حزب «أزرق - أبيض»، الذي يتوجه لمصوتي حزب العمل ويريد منهم أن يعتبروه بيتهم. كل ذلك بعد تدمير بيتهم بشكل كامل في أعقاب أفعال وإخفاقات بني غانتس، الذي قام بتفكيك معسكر كامل كان مليئاً بالطاقة والأمل بالتغيير، مقابل حكومة خطيرة. هذا المعسكر وصل إلى حد الإهلاك والانقسام إلى أشلاء، رؤساؤه تركوا والأمل تحطم.
شاهد جميع مصوتي غانتس السابقين في الوقت الحقيقي أداءه أمام بنيامين نتنياهو. ساهم غانتس في تشكيل حكومة تتميز بالخداع والتحريض والتشهير، بما في ذلك تجاه رئيس الحكومة البديل. وماذا بالنسبة له؟ لقد انتظر حتى كانون الأول، مع معرفته أن نتنياهو سيحطم كل عادة، وسيخرق كل التزام ويجعل منه أضحوكة. ومثل قبطان سفينة «التايتانيك» فقد رأى جبل الجليد وأصيب بالشلل.
أنا لم أكن شريكاً في الرأي الذي يقول: إن انضمام غانتس للحكومة كان كارثياً. وقد أملت أن يظهر الصفات القيادية التي يمكنها مساعدة الدولة. ولكن هذا لم يحدث. غانتس فشل في مهمته. أعضاء الكنيست من حزبه تخلوا عنه. وفي المقابل، وقفت قائمة موحدة من أعضاء كنيست – عبيد. انضمام أعضاء حزب العمل للحكومة ولـ»أزرق - أبيض» كان كارثياً. عمير بيرتس كان يمكنه أن يحاول تشكيل حزب مقاتل ومناكف وواع. لكن الآن بعد الفشل، غانتس لا يمكنه حتى أن يقنع صديقه غابي أشكنازي بالانضمام إليه. يمكن القول: إنه تم «إنجاز» هدفين واضحين هما، «أزرق - أبيض» انحدر إلى منطقة نسبة الحسم، في حين أن «العمل» الذي تعاون معه اختفى بشكل نهائي.
تحملت ميراف ميخائيلي مسؤولية مهمة الإحياء. فقد قامت بهز من يحتضر، وفرضت انتخابات تمهيدية مستعجلة، وفي أعقابها حاولت إعادة حزب العمل إلى مقدمة المنصة كجسم يواصل إرث الماضي أو ربما توجد له آمال للمستقبل. ميخائيلي هي المرأة الوحيدة التي تترأس حزباً في إسرائيل. صديقاتها في القائمة، يهوديات وعربيات، لديهن إيمان وقيم وهن محاربات. وإلى جانب عضو الكنيست عومر بارليف، نموذج للعطاء، سواء لأنه محارب سابق أو لأنه شخص حياته المدنية مكرسة للعطاء للجمهور. قامت ميخائيلي بتقريب الحاخام جلعاد كريف أيضاً إلى مقدمة المنصة، الممثل الأكبر لليهودية التقدمية. أعلن الأصوليون في السابق أنهم سيقاطعونه. لأنه حسب قولهم هو «صورة في الهيكل». أي هيكل؟ الكنيست، التي هي بالنسبة لهم هجين بين «مئه شعاريم» ومركز الحاخام. ولكن نحن ننتظر منذ سنوات هذه الحرب الثقافية، وكريف يمكن أن يقربها من منصة الكنيست.
يجب عدم إخفاء الحقيقة: العمل برئاسة ميخائيلي يستحق الدعم. ولكن نجاحه لا يعتبر أمراً مضموناً بحد ذاته. نحن لا نقوم بانتخاب رئيس حكومة من اليسار أو من الوسط، نحن نحاول خلق قوة كي تتواصل مع عناصر اليمين من أجل القضاء على حكومة الخداع والضجة والرنين من حياتنا.
اليوم يقف أعداؤنا على الباب وعلى رأسهم إيتمار بن غبير، الزعيم الجديد الذي يمثل الانعطافة التاريخية لماحل (الليكود). عندما يكون العدو على الباب والحصن على وشك السقوط، أنت تسأل: ما الذي لن ينهار أمام قوة خارقة وعنصرية؟ من يتحلى بالقدرة على النضال دون اعتبارات «الأنا»؟ وهي الاعتبارات التي توجه من قام بالاتصال مع نتنياهو ولم يستند إلى قوته الشخصية، والآن يريد أن يقلص مزروعات حزب العمل التي تحاول التجدد.
ميخائيلي هي جواب جيد على هذه الأسئلة. لذلك، يجب إعطاؤها دعماً حقيقياً. وبالنسبة لغانتس و»أزرق - أبيض» من الأفضل أن يقوموا بتطوير إدراك ذاتي وأن يحذفوا من الصحف الإعلانات المخجلة.

عن «هآرتس»