تشكل الخصية المصنع الوحيد لانتاج الحيوانات المنوية وافراز الغالبية العظمى من هرمون الذكورة عند البالغين، حيث تتخلق الخصية عند الأجنة الذكور بين الاسبوع الخامس والسادس من الحمل .
في بداية تكوينها تكون الخصية عند الاجنة عالقة في جوف البطن وتكمل عادة نزوحها من تحت الكلية الى كيس الصفن عبر القناة الأربية عند الولادة وذلك للمحافظة على درجة حرارة الخصيتين منخفضاً ومناسباً لتكوين الحيوانات المنوية، لكن في حوالي 3% من الاطفال مكتملي الحمل "من أكملوا 37 أسبوع حمل" وفي 30% من الاطفال الخدج قد تبقى الخصية عالقة في اي منطقة تمر بها اما في داخل التجويف البطني او في القناة الأربية او في مواقع شاذة اخرى وقد تسبب مستقبلياً العقم والاصابة بالسرطان بنسبة عالية اذا لم يتم انزالها جراحياً الى الصفن وفي وقت محدد.
اسباب تلك الحالة غير معروف تحديدا لكن توجد بعض العوامل التي تزيد من فرصة حدوثها مثل:
- نقص بعض الهرمونات عند الأم أو عند الجنين نفسه والتي تلعب دوراً في إنزال الخصية.
- عدم استجابة الخصية لتلك الهرمونات.
- وجود انسداد تشريحي في القناة الاربية والذي يمنع نزول الخصية.
- الولادة المبكرة وحمل التوائم.
- تناول الأم لبعض الأدوية الهرمونية خلال الحمل مثل هرمون الايستروجين.
- بعض الاعتلالات الجينية كما هو الحال في بعض الاطفال المصابين بمتلازمة "داون" او متلازمة برون بيلي.
وكلما كان الاكتشاف مبكراً كلما كان ذلك أفضل في علاج الحالة. ومع ان فحص المنطقة التناسلية احد المهام التي يقوم بها طبيب الاطفال بعد ولادة الطفل مباشرة الا ان الحالة قد لاتكتشف الافيما بعد. وقد تكتشف بعض الأمهات ذلك عند القيام بحمام الطفل أو تغيير ملابسه، وقد لايتم ملاحظة ذلك إلا إذا تعرض الطفل للكشف الطبي لاحقا أو بطريق المصادفة، ويصيب الآباء القلق والخوف أن يؤدي ذلك إلى إصابة طفلهم بالعقم أو أنه لا يستطيع ممارسة حياته كغيره. كما قد يؤدي عدم نزول الخصيتين متصاحبا مع صغر العضو الذكري الى خطا في تحديد جنس المولود والاعتقاد بانه انثى.
وإذا كانت كلتا الخصيتين غير نازلتين سيلاحظ عندها أن كيس الصفن يبدو صغيراً أو غير مكتمل النمو، اما إذا كانت إحدى الخصيتين غير نازلة فسيبدو الصفن غير متماثل أي إنه يوجد فراغ في جهة وممتلئ في الجهة الأخرى.
ويتم تحديد موقع الخصية المعلقة عن طريق الفحص السريري اذا كانت في المنطقة الإربية، وفي حال عدم امكانية تحديد موقعها فيتم بعد ذلك اللجوء الى بعض الفحوصات التالية:
* التصوير بالموجات فوق الصوتية
* التصوير بالرنين المغناطيسي
* منظار البطن في الحالات الاستثنائية
وهنا اود الاشارة الى احدى الحالات المتكررة والتي تردنا في العيادة وتكون مصدر قلق للوالدين وتتمثل في كون كيس الصفن خالياً من الخصيتين لفترة محدودة من الزمن ومن ثم تعود الخصيتين إلى مكانها الطبيعي في حالة استرخاء الطفل خاصة عند النوم وتسمى هذه الحالة بالخصية المتحركة (النطاطة)، وهذه الحالة طبيعية لا تحتاج إلى علاج لأنه عند البلوغ تكبر الخصية ويكبر الكيس وتقل حركتها.
ورغم ان الغالبية العظمى من حالات الخصية المعلقة تتعدل تلقائيا خلال السنة الاولى من العمر الا ان 1% من الحالات تبقى في مكانها المعلق وهو مايستدعي التدخل الجراحي لاصلاحها، ومع الاعتقاد السائد طبياً ان اجراء عملية الإنزال والتثبيت في كيس الصفن يجب أن تتم قبل نهاية السنة الأولى من العمر لتفادي المضاعفات المذكورة سابقا الا ان هذا التوقيت لم يحدد بدقة وقد خلق الكثير من الجدل بين المختصين من اطباء جراحة المسالك البولية والتناسلية. لكن بشكل عام بما ان نضج الحيوانات المنوية يبدأ بعد الولادة ويستكمل في الطفولة كما ان ضعف انتاجها قد يحصل بعد السنة الاولى من العمر اذا لم تثبت في كيس الصفن في تلك الفترة بسبب زيادة وتأثير حرارة البطن عليها فقد اتفق اكثر المختصين على ضرورة انزال وتثبيت الخصية النازحة قبل نهاية السنة الاولى واعادتها الى مكانها الطبيعي في الصفن لاسيما ان تلك العملية امنة اذا ما اجريت على يد اخصائي في جراحة الأطفال او المسالك البولية ذي خبرة في القيام بها وتعطي نتائج ممتازة بإذن الله سبحانه وتعالى.
من ناحية أخرى، إذاتم نسيان الخصية المعلقة لمابعدالبلوغ فما هي فرص العلاج؟
في حالة وجود خصية معلقة والأخرى تعمل بصورة طبيعية في مكانها داخل الصفن: ففي هذه الحالة يتم إزالة الخصية المعلقة لتجنب حدوث الأورام السرطانية او استئصالها في حالة الضمور. وفي حال كون كلتا الخصيتين معلقتين فيتم انزالهما بقدر المستطاع او احدهما على الأقل حتى لو لم يتم الإنزال الى مستوى كيس الصفن حيث ان استئصال الخصيتين معا قد يؤدي الى حدوث ضعف جنسي فضلا عن تضاؤل فرص الإنجاب الحالية او المستقبلية المتعلقة بانسجة الخصية.