أين التطعيم يا حكومة؟!!!

صلاح هنية.jpg
حجم الخط

بقلم: صلاح هنية

وباء كوفيد 19 في فلسطين باختصار شديد هو مجهود شخصي، لا توعية صحية ولا إجراءات حكومية ولا إجراءات الصحة المدرسية، ولا إجراءات لصحة البيئة، ولا إجراءات لمؤسسات العمل الصحي الأهلي، كلنا تركنا المواطن لوحده هو واجتهاده الشخصي، لا ألبسناه كمامة ولا حققنا له تباعداً، في البنوك على راحتك يا معلم بدك ترتدي كمامة حياك الله ما بدك خلص رفعنا الراية البيضاء، في سوق الخضار الحال مثله مثل المدارس، وفي الجمعيات النسوية تتجمع العضوات ليتذوقن الأطباق ويلتقطن الصور وينشرنها على مواقع التواصل الاجتماعي، والوزراء يأخذون معهم وفداً مجلجلاً مخالفاً عدداً وعدم تباعد للبروتوكول الصحي المعلن ونسوا كل التعليمات، وتلفزيون فلسطين تحول الى ورشات تدريب لتغطية الانتخابات وكل يوم صور لتجمعات كبيرة مخالفة للبروتوكولات الصحية.
فوق كل هذا الحال ما زلنا بانتظار التطعيم وكل يومين يخرج علينا المسؤولون بحديث اعلامي، مشاكل لوجستية، مشاكل مالية، مش عارفين من أي دولة بدنا نجيب، ونقفز قفزة في الهواء لإشغال بال الناس وزيادة همهم، دخلنا في المرحلة الثالثة وبات لدينا سلالات من البرازيل وجنوب افريقيا والبريطاني وموت صغار السن دون أعراض، وكأن المتلقي حجر أو صخرة ومفروض بس يسمع ويصمت، وليس من حقه أن يعرف متى التطعيم؟ ولا من حقه أن يعرف ما هي الإجراءات؟
أهلاً وسهلاً قال إيش (ديروا بالكم على حالكم!!!) يا سلام، وحضراتكم ماذا تفعلون وما هي إجراءاتكم، لم تضغطوا على الاحتلال لتوفير التطعيم لنا كمواطنين امانة في رقبتكم، ولكنكم لم تنظروا إلينا حتى ككمّ بشري ولا كحالات، اين علاقتكم مع منظمة الصحة العالمية مع العالم، مش مقبول تحكولنا في دول في اوروبا لم تتطعم لليوم، مش مقبول تضلكم تجلدوا فينا اننا نتجمع ولا نتبع الإجراءات، وثقوا وادرسوا ستجدوا انكم انتم كمسؤولين من تخالفون ولا تتبعون التعليمات، تعالوا معي كمواطن لأحجز قاعة لنقاش الانتخابات وكيف أُطرد شر طردة، بينما مسؤول همام يستطيع ان يحجز قاعة ويخطب عن الانتخابات.
لم يعد هناك أي إجراء وقائي في المؤسسات العامة، وكل يوم يُعقد فيها اجتماع ومراسم تكريم لأبطال افتراضيين اشتروا بابا لمقر حكومي، واجتماعات بين القطاع الخاص والوزارة تلك، وإنجاز المعاملات وجاهي وبحضور كامل دون تنسيق مواعيد مسبقة وتنظيم للدور، وفجأة نقول اغلقنا هذه الوزارة وهذه الدائرة ومن ثم نعود الى ما كنا عليه.
نحن الشعب الغلبان أمانة في أعناقكم، ولا نرى جهداً يبذل لتحقيق هذه الأمانة من قبل المسؤولين المنتخبين والمعينين، أليس التطعيم من صلاحياتكم!!!، اين التطعيم؟ لا تستطيعون توفير 30 مليون دولار!!! ستطالبون بتوفير مليار دولار لعلاج آثار غياب التطعيم، بالله عليكم ماذا تنتظرون؟ ضربة حظ؟ إحساناً شركة من شركات القطاع الخاص؟!!!.  نحن المواطنين الملتزمين رغم عدم التزام المسؤولين وعدم معاقبتهم للمخالفين، يخرج علينا عضو غرفة تجارية يهدد ويتوعد اذا لم تفتحوا المطاعم والأسواق للساعة التاسعة سنعلن إضراباً، وفجأة يتحقق له ما أراد، صحيح ان المطاعم مغلقة أو مفتوحة سلوك الناس ذاته عدم الالتزام، ولكن العقاب والتشدد مسؤوليتكم وبناء على تعليماتكم، لا تتركونا لأنفسنا ومن ثم تقولوا (الحق على الشعب) وكأن المسؤولين أخذوا بالأسباب وقاموا بواجبهم كاملاً!!!
وسنوثق لكم حالات الاصابة بالكورونا لعلكم لا تعلمون لتسمعوا مصيبة الإصابة على شباب تمنوا الموت مرات خلال الأيام العشرة للحجر، أوجاع عندما تسمع وصفَها تشيب قبل أوانك، وعدم تمكن كل المسكنات من تخفيف الأوجاع، وفوق ذلك تظلوا تظهرون على الإعلام لتقولوا: المدارس مركز الوباء، التجمعات سبب الوباء، ولكنكم لم تفعلوا شيئاً يمنع عنا هذا الوباء، فهمنا وحفظنا وهناك مسؤولون يخالفون جهاراً نهاراً، ومواطنون ينجرون خلفكم، ولكننا نعود لذات النقطة: أين التطعيم؟!!!..اين الوقاية والالتزام بالبروتوكولات الصحية؟!!!.