إذا خسرهما نفتالي بينيت مقعدان سيحسمان انتخابات الكنيست القادمة

حجم الخط

بقلم: حاييم لفينسون*



قبل أربعة أسابيع بالضبط من موعد الانتخابات، في الإمكان رسم خريطة اليوم التالي بدقة. العامل الأكثر أهمية هو طبعاً نسبة الحسم. عدد قليل من الأصوات سيقرر ما إذا كان بني غانتس سيستمر حتى النهاية، وهل حركة ميرتس، وقائمة «راعم» [الحركة الإسلامية - الجناح الجنوبي] وحزب الصهيونية الدينية، سينجحون في الوصول إلى الكنيست؟
إذا حصلت الكتلة المؤيدة لنتنياهو مع نفتالي بينيت على 61 مقعداً، فإن هذه ستكون أقصر مفاوضات ائتلافية في التاريخ. الضغط الداخلي سيُخضع بينيت وشاكيد. وهما سيأخذان من نتنياهو حقائب لا مانع لديه من تقديمها (ليس حقيبة العدل، لكن في إمكان بينيت أن يكون وزيراً للمال والدفاع والخارجية معاً، فقط إذا شاء) بوعودٍ يعرف الكل أنها لن تتحقق أبداً.
إذا لم يحصل نتنياهو على 61 مقعداً سيجتمع في غرفة واحدة يائير لبيد [يوجد مستقبل]، وجدعون ساعر [أمل جديد]، وأفيغدور ليبرمان [إسرائيل بيتنا]، ونيتسان هوروفيتس [حركة ميرتس]، وميراف ميخائيلي [حزب العمل]، ونفتالي بينيت، وسيضطرون إلى أن يقرروا هل سيضعون خلافاتهم الأيديولوجية جانباً، أم سينجرون إلى انتخابات أُخرى بينما يبقى نتنياهو رئيساً للحكومة. مستوى الاشمئزاز في المنظومة السياسة إزاء نتنياهو كبير إلى حد أن هذه الطبخة يمكن أن تكون لذيذة الطعم.
في الخريطة السياسية الحالية، باستثناء نسبة الحسم، اللاعب الذي يحتل المكان الأفضل هو نفتالي بينيت. فهو مخلوق مزدوج، يمكنه أن يجلس مع نتنياهو أو ألّا يجلس معه. هو الجبنة القادرة على امتصاص أي طعم لكنه أيضاً يمكن أن يكون لا طعم له. بينيت مغامر بطبيعته وراضٍ عن الوضع، لكنه أيضاً محشور انتخابياً، وهو لا يستطيع أن يكبر ولا أن يصغر. وفي الواقع الانتخابات ستُحسم بحسب هوامش المؤيدين لبينيت، لذلك الكل يهاجمه: بحسب استطلاعات الرأي، المقاعد الأكثر أهمية هي مقعدان لناخبين يترددون بين بينيت وبين ساعر - المخزون الأكبر للأصوات بين الكتلتين - وهناك نصف مقعد أيضاً لناخبين يترددون بين حزب «يوجد مستقبل» وبين بينيت.
في «أحاديث» بينيت مع «المقرّبين منه»، تُسرّب بصورة غريبة إلى معلقين سياسيين، يشرح بينيت أنه سيكون اللاعب الأساسي بعد الانتخابات. من جهة هذا صحيح، ومن جهة أُخرى يمكن أن ينتهي فقط بالحصول على 6 أو 7 مقاعد في الكنيست. يجد بينيت في استطلاعات الرأي التي يجريها تآكلاً كبيراً في تأييده في اليمين وليس في الوسط، لديه هناك مقعدان ثابتان. لكن هذه العملية تدريجية. إذا تخلى ناخبو اليمين عن بينيت، حينئذ ناخبو الوسط سيرون أن حزبه ليس مهماً فعلاً، وهم سيتركونه أيضاً.
وقال بينيت في مقابلة مع محطة الإذاعة الثانية، قبل أيام، إنه لن يجلس مع لبيد. هذه خطوة محسوبة وليست زلة لسان. فقد نسّق المقابلة مع هذه الرسالة تحديداً. في الاستطلاعات التي يجريها يجد أن ناخبيه من الوسط هم من جناح حزب «أزرق أبيض» الذي أيّد الدخول إلى الحكومة، وما تبقى من حزب «كولانو» والمتدينين الليبراليين. هؤلاء لا يطيقون لبيد. هم يستطيعون التعايش مع ساعر، لكن ليس مع لبيد. يدرك بينيت أنه سيواجه في الشهر المقبل هجمات مسمومة من طرف نتنياهو، وهجمات فعلية من الجمهور المتدين بسبب «اندماجه مع اليسار» يمكن أن تدفع الناخبين إلى الهرب من «يمينا» نحو نتنياهو. مقابلته الإذاعية هي محاولة للاحتواء، والأيام المقبلة ستُظهر إذا كانت ناجعة.
التحرك الأخير لنتنياهو ضد بينيت هو محاولة تفكيك حزبه من الداخل. في الماضي فحصت إيلييت شاكيد خيار الانضمام إلى الليكود، وهو فحص لم ينجح. عضو الكنيست عبير القرى ومجموعة «شولمانيم» [مجموعة احتجاجية لصغار رجال الأعمال]، ولاؤهم لأنفسهم فقط. ألون دافيدي رئيس بلدية سديروت، الذي استقال للترشح على الانتخابات مع «يمينا»، كان سابقاً في «الليكود» وليس لديه مشكلة شخصية مع نتنياهو. الحركة الأخيرة لنتنياهو يمكن أن تكون محاولة تفكيك «يمينا» وأخذ 3 أعضاء كنيست من هناك، ومنحهم مناصب دسمة. مَن يعرف؟!
عن «هآرتس»

* محلل سياسي