اعتدت قوات الاحتلال الاسرائيلي، ظهر يوم الأحد، على مسيرة جماهيرية في مسافر بلدة يطا جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية، انطلقت رفضًا لاقتحام رئيس حكومة الاحتلال المرتقب لقرية سوسيا الأثرية.
وأوضحت مصادر محلية، أنّ قوات الاحتلال هاجمت بالقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع المئات من المواطنين وممثلي الفعاليات الوطنية والمؤسسات الأهلية ومتضامنين اجانب ودعاة سلام، المشاركين في المسيرة التي دعا اليها أهالي المسافر وحركة فتح بالتعاون مع اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان ولجان الحماية والصمود ونشطاء فلسطينيون.
وانطلقت المسيرة من قرية سوسيا باتجاه المواقع المزمع اقتحامها من قبل رئيس حكومة الاحتلال، رفع خلالها المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وردّوا الهتافات المنددة بالاحتلال وبسياسة التطهير العرقي التي ينتهجها بحق أهالي المسافر لصالح مشاريعه الاستيطانية.
وفي هذه المناسبة، قال منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان شرق يطا وجنوب الخليل راتب الجبور: "إنّ هذا الاقتحام إعلان حرب على المواطنين الفلسطينيين وتشجيعًا للمستوطنين للاستمرار في اعتداءاتهم على المواطنين وممتلكاتهم".
وحذّر الجبور، من نوايا الاحتلال لتدمير عشرات القرى والخرب في مسافر يطا وتهجير سكانها.
من جانبه، ذكر رئيس مجلس قروي سوسيا جهاد نواجعة، أنّ قريته الواقعة شرق يطا ويقطنها ما يزيد عن 500 نسمة، تتعرض منذ سنوات طويلة لعملية تهجير قصري ينفذها الاحتلال.
وأكّد على أنّ الموقع المنوي اقتحامه اليوم من قبل نتنياهو، وإعلانه متحفًا وموقعًا أثريًا يتبع مستوطنة "سوسيا" التي أقامها الاحتلال عام 1983 على جزء من أراضي القرية، هو في الأصل مكان سكنهم قبل أنّ يتم تهجيرهم عنه قسرًا، عندما أصدرت سلطات الاحتلال أمرًا في عام 1986 أعلنت بموجبه أراضي القرية "حديقة وطنية ومتنزه" وتَمنع الفلسطينيين من دخوله بذريعة وجود آثار هناك.
وقال نواجعة: "أُجبرنا بقوة السلاح على مغادرة قريتنا، وسكنّا منطقة قريبة منها، تاركين خلفنا ممتلكاتنا ومقتنياتنا التي قام المستوطنون بجمعها وسرقتها ووضعها في متحف سيتم الإعلان عن افتتاحه اليوم في عملية سرقة وتزوير للتاريخ والتراث".
وشدّد على أنّه تمكن من الوصول إلى هذا المتحف، وأطّلع على محتوياته ووجد فيه مقتنيات الأهالي الذين أُجبروا على تركها عند تهجيرهم.