في الأسبوع الماضي في 9/3، اكتملت 11 سنة على زيارة بايدن إلى إسرائيل، حيث كان في حينه نائب الرئيس الاميركي، حيث استقبل ببيان وزارة الداخلية عن ايداع خطة لبناء 1600 وحدة سكنية في حي رمات شلومو في القدس الشرقية. الضيف الرفيع نشر بياناً بهذه الكلمات: «أدين قرار حكومة إسرائيل الدفع قدما بخطة لبناء وحدات سكنية جديدة في القدس الشرقية». وحسب قوله، مضمون البيان وتوقيته، عشية افتتاح محادثات تقارب بين إسرائيل والفلسطينيين، «نوع من الخطوات التي تهدف الى تقويض الثقة التي نحن بحاجة اليها الآن». الآن حصل بايدن على عقد لأربع سنوات في البيت الابيض، وهو مسلح بكونغرس ديمقراطي. وبنيامين نتنياهو يرفرف فوق صناديق قروض السكن في بلفور.
يبدو أنه كان لمرشح «الليكود» سبب جيد للخوف من أن بايدن سيستغل الفرصة لتذكير جمهور الناخبين في إسرائيل بأن الدولة العظمى لم تعد توجد في جيب بيبي. الرئيس الاميركي كان يمكنه أن يفتح من جديد مكتب م.ت.ف في واشنطن. من سيزعجه في أن يطلب من إسرائيل تجميد البناء في المستوطنات فورا؟.
هو لن يكون الاول الذي سيضغط على إسرائيل في هذا الامر في فترة الانتخابات. الرئيس «الجمهوري»، جورج بوش الأب، فعل ذلك قبل ثلاثين سنة، عندما طلب من رئيس الحكومة ومرشح «الليكود» في حينه، اسحق شامير، الاختيار بين المساعدات الاقتصادية (ضمانات) وبين المستوطنات. هذه المواجهة ساعدت حزب العمل، برئاسة اسحق رابين، على الفوز في انتخابات 1992.
من اجل العثور على سابقة لتدخل اميركي في الانتخابات الإسرائيلية لا يحتاج بايدن الى الذهاب بعيدا الى القرن الماضي. فادارة دونالد ترامب قامت بتوزيع عدد كبير من الهدايا على اليمين الإسرائيلي، على اصوات هتافات مجلس الشيوخ الجمهوري وصرخات فرح المستوطنين. الرئيس الاميركي وزعماء دول الخليج والمغرب والسودان، الذين جندهم ترامب لمساعدة نتنياهو (من وراء ظهر شركائه في «ازرق ابيض») تم وضعهم على رأس فيلق الاجانب لنتنياهو في الحملات الانتخابية السابقة. صور كبيرة لترامب وهو يصافح نتنياهو وضعت في الشوارع علنا.
من اجل أن يكون المرء منصفا يجب ذكر أن الديمقراطي المعروف، فلادمير بوتين، تألق في دعاية «الليكود» الانتخابية. ساهم الرئيس الروسي ايضا بأمر أو أمرين من أجل تعظيم اسم رئيس الحكومة، الذي لا يفوت أي فرصة للاعلان بأن إسرائيل وحدها فقط هي التي تحدد مصيرها. أيضا من يستطيع الاتصال مع موسكو من اجل أن ينقذ من سورية جثة جندي إسرائيلي، واطلاق سراح سجينة إسرائيلية، وأن يعيد الى البيت امرأة مريضة نفسيا؟ يئير لبيد؟ نفتالي بينيت؟ جدعون ساعر؟ ساحر التطعيمات الذي تحدثنا عنه في السابق؟ الآن نتنياهو يتمتع بموافقة صامتة من «اصدقاء بايدن» على الافعال المشينة التي يفعلها هو وأمثاله بالديمقراطية في إسرائيل. نتنياهو يظهر للناخبين بأنه لا يوجد أي رئيس اميركي يقف في طريقه في سعيه الى الدفع قدما بالترانسفير الهادئ في الضفة الغربية وأن يوجد هناك نظام ابرتهايد. واذا لم يكن هذا كافيا، فان ادارة بايدن سارعت الى الوقوف الى جانب نتنياهو في مواجهة محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.
بيان الادانة الذي نشره وزير الخارجية الاميركي، انتوني بلينكن، حول قرار المحكمة التحقيق في نشاطات إسرائيل في «المناطق»، يتجاهل الاحتلال. وبدلا من ذلك وعد: «سنستمر بالتزامنا القوي بأمن إسرائيل، بما في ذلك عن طريق معارضة نشاطات تضر بها بشكل غير مبرر».
من يقوم بنسخ نصوص «الليكود» يمكنه عمل نسخة من خلال القص واللصق. المتحدث بلسان وزير الخارجية الاميركي، نيد برايس، اضاف بأن المحكمة تجاوزت صلاحياتها، لأن الفلسطينيين لا يعتبرون دولة. ومع سياسة «ادانات» اميركية وعصا خفيفة امام سياسة الاحتلال، سيواصل نتنياهو العمل على عدم تلبية الفلسطينيين لـ «ما يقتضيه تعريف دولة» لسنوات طويلة قادمة.
عن «هآرتس»
