للمرة الرابعة وفي غصون أقل من عامين، سيتوجه الناخبون في دولة الاحتلال "الإسرائيلي" يوم الثلاثاء المقبل الموافق 23 مارس/ أذار، لصناديق الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية الـ"24"، وسط تخوفات من بقاء الجمود السياسي والفشل في تشكيل الحكومة المُقبلة، ما سيدفعهم للذهاب لانتخابات خامسة، في ظل الانشقاقات الكبيرة في أحزاب اليمين.
ووفقاً لاستطلاعات الرأي "الإسرائيلية"، فإنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو سيواجه صعوبات جمة في تشكيل الحكومة المٌقبلة حال فوزه، في ظل احتدام المنافسة داخل معسكر اليمين وسعي كل من يئير لايبد زعيم "ييش عتيد"، الذي يُنافسه بالمرتبة الثانية على رئاسة الحكومة ونفتالي بينيت وغدعون ساعر للإطاحة به.
ويرى مختصان بالشأن "الإسرائيلي" أنّ فرص نتنياهو مازالت كبيرة للفوز في الانتخابات "الإسرائيلية" وأنّه سيبذل كل طاقته من أجل أنّ يترأس الحكومة المُقبلة، وأنّ يسعى للتحالف مع زعيم حزب "يمينا" نفتالي بينيت، من أجل الحصول 61 مقعداً.
بدوره، قال الكاتب والمختص بالشأن "الإسرائيلي" عليان الهندي: "إنّ نتنياهو مازال يمتلك الرصيد الأكبر في الكنيست الإسرائيلي للفوز في الانتخابات الحالية، رغم المنافسة الشديدة التي تشهدها أحزاب اليمين، من أجل إسقاطه".
وأضاف الهندي، خلال حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، أنّ "سبب حصول "حزب" الليكود" على أكبر نسبة من أعضاء الكنيست في كل مرة تجرى فيها الانتخابات، يعود إلى أنّ المجتمع "الإسرائيلي" مازال يرى نتنياهو الشخصية الأنسب لرئاسة حكومة الاحتلال، وبالإضافة للقوة الجماهيرية الكبيرة التي يتمتع بها هذا الحزب".
من جهته، اتفق الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي صالح النعامي، مع سابقه بأنّ حزب "الليكود" الذي يترأسه نتنياهو، الأوفر حظاً بالفوز في الانتخابات الحالية، مُرجحاً أنّ يكون نتنياهو على رأس أيّ حكومة قادمة.
منافسة شديدة
وفيما يتعلق بالفروق التي تختلف بها هذه الانتخابات عن سابقتها، قال النعامي لـ"خبر": "إنّ المنافسة اليوم ليست بين أحزاب اليمين واليسار والوسط، إنما داخل معسكر اليمين في إسرائيل"، مُشيراً إلى أنّ الخلاف بين أحزاب اليمين على شخصية نتنياهو.
وفقاً للهندي، فإنّ الفرق بين الانتخابات الحالية والسابقة كبير، ويتمثل أبرزها بقلة الحماس لدى "الإسرائيليين" بالتوجه لصناديق الاقتراع، وأنّ حزب "أزرق أبيض" الذي يترأسه غانتس، لم يعد مُنافساً قوياً، يُشكل خطراً على اليمين ونتنياهو، إضافةً إلى أنّ المنافسة أصبحت بين أحزاب اليمين وخاصة بعد انشقاق ساعر عن "الليكود".
انتخابات خامسة
وبالحديث عن الأزمة السياسية في "إسرائيل"، استبعد الهندي أنّ يتم التوجه إلى انتخابات خامسة في حالة فشل تشكيل الحكومة، مُرجحاً أنّ يتم تشكيل حكومة مستقرة سواء كان حزب "الليكود" جزءً منها من عدمه.
وراى الهندي، أنّ جميع المعطيات تُشير إلى أنّ المجتمع "الإسرائيلي" لن يتقبل فكرة انتخابات خامسة في ضوء فشل نتنياهو في كافة المراحل السابقة من تشكيل الحكومة.
كما بيّن النعامي، أنّ نتيجة الانتخابات الحالية لن تُنهِ الأزمة السياسية في "إسرائيل"، مُردفاً: "في حال شُكلت حكومة بأغلبية ضيقة فستكون غير مستقرة وستسقط عند أول اختبار، لاسيما أنّ موازين القوى بين المعسكرين المتنافسين المؤيد لنتنياهو والمعارض له تكاد تكون متساوية".
وفي ذات السياق، اعتقد الهندي، أنّه في حال فوز نتنياهو بالانتخابات وحصوله على أكبر عدد من المقاعد فسينضم له نفتالي بينت زعيم حزب "يمينا"، وسيتمكن من تشكيل الحكومة المُقبلة.
ووافق النعامي، سابقة بالرأي بأنّ السيناريو الأقرب بعد الانتخابات، تحالف نتنياهو مع بينت من أجل تشكيل الحكومة، خاصة أنّ الأحزاب المُعارضة له ترفض أنّ يكون العرب جزءً من أي حكومة تُشكل.
مستقبل نتنياهو
أوضح الهندي، أنّه في حال فوز نتنياهو بالانتخابات، فسيلجأ إلى سن قانون يمنع محاكمته طوال مدة تنصبه لرئاسة الحكومة.
وأيَّد النعامي، الرأي السابق، بأنّ نتنياهو في حال فوزه سيلجأ لتطبيق قانون يمنحه الحصانة خلال فترة رئاسته للحكومة، لافتاً إلى أنّه في حال خسارته فلن يستطيع الإفلات من المحاكمة وقضايا الفساد التي تلاحقه.
غانتس والقائمة العربية
وحول مصير القائمة المشتركة وغانتس، ذكر الهندي، أنّ حزب "أزرق أبيض" مازال يتأرجح ما بين السقوط أو الوصول إلى نقطة الحسم (4 مقاعد)، مُنوهاً إلى أنّه في حال حصوله على عدد كبير من المقاعد لن يكون خياره التحالف مع نتنياهو.
بينما النعامي لم يستبعد أنّ يلجأ غانتس للتحالف مع نتنياهو مرةً أخرى، في حال حصل على 4 مقاعد في الكنيست "الإسرائيلي".
وبشأن القائمة العربية المشتركة، "فستحصل من 8 لـ 10 مقاعد، ولكن لن يكون لها دور مُهماً في إسقاط نتنياهو، حيث نجح الأخير في شق العرب وإضعافهم، من خلال تحالفه مع منصور عباس، والذي باتت أيضاً قائمته تتأرجح ما بين السقوط أو الوصول لنقطة الحسم" على حد قول الهندي.
يُذكر أنّ الكنيست "الإسرائيلي"، أعلن عن حل نفسه والتوجه لانتخابات رابعة، في الـ23 من ديسمبر الماضي، بعد فشل المصادقة على ميزانية لعام 2020، ووصول التفاهمات بين نتنياهو وغانتس لطريقٍ مسدود.