اليمين الاسرائيلي يقف على ساقين، البيبية والكهانية

حجم الخط

هآرتس – بقلم  رفيت هيخت 

 

​الامر الاكثر وضوحا الذي يمكن استنتاجه من عينات الانتخابات، شريطة أن لا يجتاز راعم نسبة الحسم، هو الانهيار المؤلم لجدعون ساعر. حزبه أطلق أمل جديد في استطلاعات رائعة، وتفاخر بوجود اشخاص نوعيين مثل زئيف الكين، الذي تنافس أمام آفي نسنكورن على لقب المراهنة السياسية المأساوية في هذه السنة. هذا الانهيار الذي تبين اتجاهه كلما اقترب يوم الانتخابات هو شهادة اخرى تثبت أن الليكود اصبح خاليا من كل ما هو ليس بيبي. بطاقة ماحل (الليكود) كان يجب استبدالها منذ فترة – المصوتون لهذا الحزب لا يصوتون لليكود، بل هم يصوتون، حسب اقوالهم، لبيبي.

​هذا الانهيار وايضا النتيجة الفاترة الى درجة ما لرئيس حزب يمينا، نفتالي بينيت، والانجاز المثير للاعجاب للحزب اليميني المتطرف، الذي فيه بتسلئيل سموتريتش هو المؤشر اليساري والليبرالي، كل ذلك يشهد على الساقين التي يقف عليها اليمين الاسرائيلي، البيبية والكهانية. المحاولات المتكررة لايجاد بديل يميني آخر فشلت مرة تلو الاخرى لأنها تتضمن تناقضا داخليا. نتنياهو يخرب مؤسسات الدولة كما نعرفها، ولسعادة مؤيديه الذين فقط انتظروا ملاك التخريب الذي سيسقط ابراج النخب القديمة على سكانها. اليمين العميق الذي يؤيد “تشجيع هجرة” الفلسطينيين أو تنفيذ عمليات اكثر خطورة بروح دعوة الحاخام كهانا “العرب الى الخارج”، يستخف بقيمة المساواة المدنية. باختصار، “يمين” و “رسمي” يسيران معا مثل الزيت والماء.

​يمكن أن نجد التشجيع في أن اليسار الاسرائيلي لم يدفن نفسه، بل اختار ممثليه بدلا من اعطاء المفاتيح لممثلين يمينيين مهذبين، فقط بسبب كراهية نتنياهو. ايضا يمكن التسلي بفكرة أن نفتالي بينيت لن يسارع في الدخول الى حكومة نتنياهو، الامر الذي لم يتعهد به في أي يوم. الجملة الاولى هي عزاء صغير جدا والثانية هي أمل فارغ.

​بينيت يريد قيادة اليمين الاسرائيلي، ومن الارجح ايضا قيادة الليكود، في اليوم التالي لنتنياهو – ليس من المهم حجم تصلبه في المفاوضات – وسينجح في الحصول على وزارات مهمة مثل الدفاع والعدل بدون أي صعوبة. هذا الطموح يعيقه. أن يعطل حكومة يمين برئاسة نتنياهو؟ هذه خطوة تلامس الجنون اذا كنت تريد وراثته. اضافة الى ذلك، من غير المستبعد أنه في اعقاب النتائج سيقرر ساعر الانسحاب من الحياة السياسي، وحزبه سيقرر التأثير من الداخل وادخال القليل من التهذيب والسلوك السوي الى حكومة نتنياهو التي لا نعرف عددها.

​ولكن كل ذلك مجرد نقاشات من الامس. السؤال القادم هو كيف ستوقف الحكومة التي سيتم تشكيلها هنا محاكمة نتنياهو، وما هو الثمن الذي سيحصل عليه المشاركين فيها – المتدينون والقوميون والمسيحانيون – مقابل ذلك.