بعث مستشار براك اوباما، بن رودس، هذا الاسبوع، رسالة تهديد لإسرائيل. لا تظنوا أن الضغط على اسرائيل سيقل بعد انتهاء ولاية اوباما. وفي مقابلة مع براك ربيد بمناسبة «مؤتمر اسرائيل للسلام» وعد بأن يستمر المجتمع الدولي بالقلق بسبب غياب حل الصراع واتساعه، ولن يهدأ، وسيستمر البحث عن طريق لاقامة الدولتين – هكذا ايضا الرئيس الأميركي («هآرتس»، 9/11). قبل ذلك بأيام قليلة تم اقتباس اقوال رفيعي المستوى في الادارة الأميركية ومن ضمنهم مستشار اوباما لشؤون الشرق الاوسط، روبرت مالي، يقترحون الاستعداد لخيار الدولة ثنائية القومية أو حسب قولهم: «يجب أن نسأل نتنياهو كيف يريد منع حل كهذا». اذاً، الادارة تريد حل الدولتين، وتهدد بالضغط لتحقيقه، أو أنها تهيئ نفسها لدولة ثنائية القومية، لذلك لا حاجة للضغط لاقامة الدولتين. قد تكون الادارة تعرف ماذا تريد أو كيف تخيف اسرائيل؟ فالتحذير من أن الوضع القائم خطير هو كلام فارغ، حيث إن هذا الوضع يستمر منذ عشرات السنين ولم تحدث كارثة. هنا وهناك عملية عسكرية، عدة عشرات من القتلى الاسرائيليين أو الفلسطينيين، طوق على 1.8 غزي، عدة آلاف من الاسرى الفلسطينيين، ولكن في نهاية المطاف هنا ليست سورية أو اليمن. هذا ليس صراعا استراتيجيا يتسبب عدم حله بمجيء روسيا والولايات المتحدة والسعودية وقطر، ونشوب حرب اقليمية. قال لي دبلوماسي غربي، هذا الاسبوع، إن مسؤوليه اقترحوا عليه عدم الاكثار من الحديث والتقارير حول ما يحدث في الحرم أو المناطق. «لا يوجد لأحد الوقت والاهتمام لقراءة هذه التقارير»، قالوا له. وهو ليس الوحيد. فهو يسمع اشياء مشابهة من نظرائه في اسرائيل. من المهم معرفة أي مجتمع دولي يتحدث باسمه رودس، وماذا يعني ذلك القلق الذي سيملأ قلب المجتمع الدولي والولايات المتحدة اذا لم يتم حل الدولتين. قد لا يكتفون بالاشارة الى منتجات المستوطنات، ويوسعون هذه العقوبة السيئة ايضا الى المنتجات من شرقي القدس. يوجد لنفتالي بينيت جواب جيد على هذا التهديد. العالم محتاج للاختراعات الاسرائيلية، كما قال. وحسب رأيه اسرائيل هي التي تستطيع أن تفرض العقوبات على العالم وليس العكس. ما الذي يستطيع المجتمع الدولي عمله أكثر من ذلك؟ أن لا يبيع لاسرائيل طائرات اف 35؟ تقليص المساعدة؟ عدم دعوة نتنياهو الى قصر الأليزيه؟ اصدقائي الاعزاء لا تقوموا بتهديدنا، نحن لسنا وحدنا في العالم. الدعوة الى الكرملين لا تقل أهمية واحتراما. والهند ايضا مكان ممتاز من أجل زيارة رسمية. ايضا الدولة ثنائية القومية لا تخيفنا. نحن نعيش في دولة ثنائية القومية منذ 67 سنة مع «عرب إسرائيل». نحن خبراء في قمع الاقليات وطردهم من المجال العام وسلب حقوقهم وشرعيتهم. لن تقوم أي حكومة اسرائيلية بضم 5.5 مليون فلسطيني آخرين، هذا لا يشمل شرقي القدس الذي يُراد اخلاؤه أصلا من الفلسطينيين. هل سأل أحد الفلسطينيين اذا ما تنازلوا عن حلم الدولة القومية الخاصة بهم؟ هل أعطوا موافقتهم على الدولة ثنائية القومية؟ من أين نشأ هذا الموقف الغريب، الذي يقول إنه لا يوجد حل سياسي، وإن الدولة ثنائية القومية هي الخيار الوحيد؟ هل نحن تركيا التي يفترض أن تمنح حقوقا متساوية للاكراد؟ العراق الذي تلتزم حكومته بأن الاقلية السنية متساوية مع الاغلبية الشيعية؟ نحن لدينا الاحتلال الذي ينقذنا من دولة ثنائية القومية. لذلك فليخرس الجميع. ويوجد بالطبع حل آخر مثل الذي أدى الى الاتفاق مع ايران، كأن يتم فرض عقوبات على اسرائيل. في اسرائيل اقتراح كهذا هو مناقض للقانون. هذا مجرد تفكير. عن «هآرتس»