يفضل الكثير من الرجال ارتداء العبائة الرجالى، خاصة فى منطقة الخليج والعديد من الدول العربية، وشهدت فعاليات أيام الشارقة التراثية عرض أسرار حياكة العباءة الرجالى، وذلك فى ركن استخدم خلاله الحرفى المختص بعرضها فى حياكتها خيوطًا مطلية بالذهب، وقماشًا مصنوعًا من الصوف.

وتشهد إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة فعاليات الدورة الـ18 لفعاليات أيام الشارقة التراثية، بمشاركة 29 دولة، وينظمها معهد الشارقة للتراث، وانطلقت يوم 20 مارس، وتتواصل حتى 10 أبريل المقبل تحت شعار "التراث الثقافى يجمعنا".

ومن بين العروض للحرف التراثية التى قدمها الحرفيون العرب ركن خاص بصناعة "البشت" كما تعرف فى دول الخليج، أو "العباءة الرجالى" كما تعرف فى مصر، وقال الحرفى فى صناعة وخياطة البشت "نعم عبد الله عباس"، لـ"اليوم السابع"، إنه من العراق، وأتقن منذ صغره هذه الصناعة، وهو ينفذها منذ 45 عامًا مضت فى دولة الإمارات.

وأضاف أن صناعة "العباءة" توارثها العرب منذ الجاهلية وصدر الإسلام، وكانت تسمى "الرداء"، ثم تنوع اسمها ما بين "البشت" و"العباءة الرجالي"، وكانت قديمًا تتكون من قطعة واحدة، لكنها حاليًا يمكن صناعتها بأكثر من قطعة.

وأشار إلى أنه يستخدم فى صناعة العباءة قطعة قماش من الصوف بمقاس 6 إلى 7 أمتار، وتدخلت ماكينات الخياطة الحديثة فى صناعة العباءة، إلا أن الصناعة التقليدية حافظت على الأصلية منها، وكشف "عباس" أن أهم أسرار معرفة الأصلى من العباءة هى خيوطها، حيث إن من يقوم بحياكتها يدويًا يستخدم لها خيوطا تصنع فى ألمانيا وفرنسا، وتطلى بمعدن الفضة والذهب، وهى تدخل فى صناعة الخيط الذى ينسج مكونًا الشرائط التى تحاك على طول العباءة.

وأشار إلى أن الحرفى هو من يقوم بتشكيل هذه الشرائط بنقوش منوعة، بينها ما تسمى نقش الحصيرة، ونقش المربعات والنقش الملكى والتقش المربع، والأدوات المستخدمة متنوعة ولكنها بسيطة، وتشمل الإبرة العادية المستعملة فى الخياطة، والمسطرة والمتر لأخذ المقاسات، وشمع العسل، ويتم به دهان الخيط أثناء الخياطة ليحافظ على ليونته وانسيابيته.

وأشار إلى انه يبدأ حياكة العباءة من منطقة الرقبة ثم الكتفين، ومدة تصنيعها تكون من 4 إلى 5 أيام، إلى أن يتم الانتهاء من حياكة الخيوط المنقوشة، وتصبح خيوط الشريط الذهبي خشنة وتحتاج صقل، وتستخدم مطرقة وسندان خشبى للقيام بتلك المهمة، وبينهما يوضح الشريط، ويدويًا يتم طرقه حتى يصبح ملمسه ناعم.

وقال إن الخطأ الذى يقع فيه الغالبية ممن يرتدون العباءات، عدم معرفة الخيط الأصلى من التقليد، لافتًا أنه كما سبق وأشار، فإن الخيط الأصلى من يحدده ويعرفه هو الخبير فى هذه الصناعة، قائلًا إن ثمن كل مجموعة من هذا الخيط يصل إلى نحو 7 آلاف درهم إماراتى (ما يقارب 29 ألف جنيه مصرى).

وقال إنه توجد أنواع من العباءات وهى صيفى وشتوى وربيعى، وأشهر مناطق تصنيع العباءات الصيفية فى الوطن العربى هى مناطق النجف بالعراق، حيث يوجد متخصصين فيها، والأسعار للعباءة الأصلية تتراوح ما بين 5 إلى 6 آلاف درهم إماراتى، أى نحو 24 ألف جنية مصرى.