الولايـــات المتحــدة ستـتـــابـــع وعـــود نتنياهــو عــن كثــب

5f3f0c0ec9d32572ae52fba1dcb08054
حجم الخط

 ثمة شيء يثقل على القلب، وان شئتم يحرج، في المدائح الشاملة التي اغدقها رئيس الوزراء على مسامع الرئيس الأميركي اوباما في مستهل لقائهما في البيت الابيض، الاثنين الماضي. وقد كان هذا محرجا على خلفية الواقع الذي انكشفنا امامه في السنوات الاخيرة، حين اختار نتنياهو الصدام مع اوباما بدلا من محاولة ايجاد السبل للتعاون المناسب مع زعيم القوى العظمى التي تتعلق اسرائيل بها وجودياً. في هذه السنوات خرجت من محيط نتنياهو القريب تشهيرات شخصية واتهامات بضعف اوباما وفكره الساذج في كل ما يتعلق بمواجهة الازمات في العالم. وها هو، كما شهد نتنياهو، كان اللقاء بينهما «من أفضل اللقاءات التي كانت لي مع الرئيس». ولتأكيد اقواله توجه للسفير الاسرائيلي في واشنطن، رون ديرمر، الذي لشدة المفارقة كان شريكا كاملا في تشجيع نتنياهو على «مهاجمة» اوباما وتفضيل الجانب الجمهوري في الكونغرس وسأله: «صحيح، يا رون، ماذا تقول؟»، فأكد السفير المنحرج أقوال الزعيم. ورغم ذلك، لا يمكن اجمال اللقاء بالقول ان الرجلين فتحا صفحة جديدة. فليس كل شيء يمر، يا حبيبي. سبع سنوات من المواجهة لا تشطب بتكرار نصوص املاها على نتنياهو مستشارو الرئيس الأميركي. فهم لن ينسوا في السنة التي تبقت لاوباما في البيت الابيض مع من يتعاملون، وبالاساس من حاول ان يحرف بقدم فظة الكونغرس ضد الادارة. بعد أن تعهد نتنياهو بانه سيبقى ملتزما برؤيا الدولتين للشعبين، مع دولة فلسطينية مجردة تعترف بالدولة اليهودية، بدأت فترة الاختبار لرئيس الوزراء، التي توقع أن يخرج من البيت الابيض بينما في جيبه مذكرة تفاهم للتعاون الاستراتيجي والامني لتلقي مساعدة امنية بمبلغ يقترب من 5 مليارات دولار. خلف الكلمات الاساس من استعراضات مستشاري الرئيس، الذين اعلنوا عن تشكيل فرق عمل تبحث في السنة القريبة القادمة في مسائل المذكرة والمساعدة الامنية الخاصة، يقبع الافتراض بان نتنياهو سيتصرف بشكل مختلف عن الطريقة التي تصرف بها حتى الان. وستتابع الولايات المتحدة عن كثب وبشك كي تتأكد من انه لا يخرق اعلاناته – وعوده المتجددة بالنسبة لتحقيق رؤيا الدولتين، تجميد البناء في المستوطنات، تحسين وضع الفلسطينيين في «المناطق» وضمان حقوق «عرب اسرائيل». جانب مقلق في قصة اللقاء بين نتنياهو واوباما يتعلق بنمط سلوك رئيس الوزراء. فبيبي يعشق بسهولة ويسارع الى شطب الذكريات القاسية. نوع من الميزة النادرة، التي نتعرف عليها ليس للمرة الأولى. وهاكم تذكيرا لمن نسي: بعد فترة قطيعة على خلفية محاولات المس بالاسرائيليين، التقى في حينه عرفات ونتنياهو في حاجز ايرز. وبلغ نتنياهو بان اللقاء كان وديا، بل تم فيه تبادل للسجائر. زميلي ناحوم برنياع، الذي حضر الاستعراض الذي عقده نتنياهو مع اللقاء، كتب في حينه يقول: «نتنياهو عاشق». نتنياهو، كتب برنياع، قادر على «العشق» بسرعة مما يترك سامعيه بفم فاغر. لبعض منا كان صعباً أن نسمع التوصيفات والمدائح التي أغدقها نتنياهو على عرفات. ومع الف فرق وفرق، أثبت نتنياهو بعد اللقاء مع اوباما بانه لا يزال يحتفظ بالميزة التي يتميز بها في اتصالاته مع الغير: فهو يكثر من المغفرة والعشق المتجدد. عن «يديعوت»