الفصائل "الشعبية" لا يهزها تصريح...لو كانت "سوية"!

حجم الخط

كتب حسن عصفور

 رغم أن الانتخابات الفلسطينية باتت الى العدم، ولن ترى النور أي كانت الخدع "السينمائية" في إخراجها، فما كشفته هوامش الحملات التي بدأت مبكرا، أن الهشاشة السياسية لا زالت حاضرة بقوة في فصائل حضورها يفوق غيرها، بعيدا عن صوابية الرأي والموقف منها.

ولعل "أزمة تصريح د. القدوة"، جاءت لتكشف جوانب مظلمة ويبدو أنها متأصلة في آلية التكفير السياسي، وكذا آلية التفاعل مع الآخر الوطني، وعل "القدوة" قدم "خدمة استباقية" من حيث لا يريد لفتح نقاش حقيقي بعيدا عن "الغوغائية" التي سادت طويلا، وما كان خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، فطفت كل مساوئ مخزونة في الرد على تصريح، كان له أن يذهب كغيره من مئات التصريحات اليومية.

والحقيقة، ان الاستغراب جاء نتيجة رد فعل حركة حماس، التي تتمتع بحضور شعبي ملموس، وترى انها قوة مركزية يصعب هزها، بل أن بعض منها باتوا على "قناعة" ان فوزها الكبير قادم، لتحكم السلطة والمنظمة، ودون الذهاب في بحث عملية تحري عن تلك الادعاءات، فالأهم أنها قوة من قوى الشعب المركزية.

تصريح أصاب حماس بتلك الانفعالية الغريبة، تصل الى درجة التخوين، وخرج أحد منها، ليعتبر أن ما قاله ناصر لتقديم أوراقه الى الكيان الصهيوني، وبعيدا عن جاهلية الكلام وخفته السياسية، وكي لا يذهب الأمر بعيدا الى حيث لا يجب أن يكون، يجب على قيادة حماس وخاصة الجديدة منها في قطاع غزة ورئيسها يحيى السنوار، أن تراجع كل تفاصيل "الحدث الأخير"، لاستخلاص العبر السياسية بما لها وما عليها.

حماس، التي كشفت "ارتعاشا"، ربما غير مسبوق منها، بردة فعل شبه "هستيرية"، عليها أن تعيد قراءة ما كان، بعيدا عن "غرور خادع"، لو انها حقا تريد أن تكون محركا في المشهد الوطني بعيدا عن "شبهات" تحيط بها ولم تتمكن بعد من إزالتها مع الشعب، وستبقى تبرز في كل انحناءة، ما لم تقم بمراجعة شاملة لمسارها، ورؤيتها وسلوكها في الحكم منذ 15 عاما.

حماس أخطأت كثيرا بـ "حدث القدوة"...وتلك تجربة عليها أن تفيدها ولا تغرها كثرة ما شتم كتبتها غيرها، فالبناء طريقه خلافا جذريا لما كان...وببعض من التواضع ستكتشف أنها ذهبت بعيدا!

مراجعة تبدأ، بالعلاقة مع الجماعة الإخوانية، ورغم انها أوحت بشكل ما أنها لم تعد جزءا منها، لكن الوقائع لا تؤكد ذلك ابدا، ولعل حضور جماعة الإخوان المسلمين الأردنية في قيادة الحركة "فرضا" هو مؤشر ان الأمر ليس كما قالت في وثيقتها عام 2017، بفك الارتباط التنظيمي معها.

قيادة حماس، والتي تعيش حالة انتخابية مهمة، قد تكون مفصلية نحو تعزيز الارتباط بـ "البعد الوطني دون الإخواني"، هي وقبل غيرها من عليها القيام بآلية شاملة لمحاسبة "الذات"، بعيدا عن "نرجسية سياسية" مغلفة بنقاب ديني، فالسياسة ليس موعظة بذاتها، وتجربة حكمها أكدت تماما ذلك، وذلك ليس مساسا بحقها أو دورها، ولكن حماية المشهد الفلسطيني من "جائحة التطرف والتعصب" أصبح ضرورة وأولوية.

المطالبة بالمراجعة الشاملة لسلوك حماس ومسارها، بات مطلبا علنيا لبعض من كادرها القيادي، وهناك صرخات لم تعد "سرية"، ما يؤكد أن الأمر ليس استهدافا لدورها ومكانتها، أو ما يجب أن يكون دورها وحضورها في القرار السلطوي أو المعارضة الخاصة.

ومجددا يجب قراءة ما وصل اليه الشهيدين المهندسين، إسماعيل أبو شنب وعبد العزيز الرنتيسي أن مرحلة "حماس زي الفريك لا تحب شريك" انتهت، وعملا بكل إخلاص نحو بناء "شراكة وطنية" تعيد الاعتبار للفلسطينية ظاهرة ثورية – كفاحية دون أن تفقد ميزة كل من مكوناتها، ولعل بدايات يحيى السنوار الأولى أعادت تلك الروح، لكنها خفتت سريعا، لأسباب مختلفة.

حماس ما كان لها أن ترتعش بتصريح أي كان، ولذا عليها أن تقف وسريعا جدا وتفكر، حماس الى أين وماذا تريد وما هي "أسس الشراكة الوطنية"، وهل هي جاهزة حقا فكريا – سياسيا بنيويا، أم لا زال هناك ثغرات يجب حصارها، لو أنها حقا تريد "شراكة" كما تقول...الوقت من ذهب وطني فلا تهروبا منه تحت غلاف ضار!

ملاحظة: يوم 3 أبريل 2021 سجلت مصر حدثا للتاريخ، وأظهر وجه مصر البهية بموكب قد لا نراه ثانية...مشهد منحك الحق أن تفتخر وتقول "سجل برأس الصفحة الأولى أنا عربي ومصري.."..تحيا مصر بكل تفاصيلها!

تنويه خاص: قيادي حمساوي تحدث كلاما ثم أراد توضيح كلامه فأكد أن "الأمية السياسية" أصيلة به وجزء منه...عفكرة يا ريت نعرف هو كيف صار في موقعه وليش...وهاي قرصة بس يا "م"!