نعم لمعاقبة بيبي من خلال تعيينه رئيساً لإسرائيل !

حجم الخط

بقلم: ب. ميخائيل

 

 


بدأت الاضطرابات قبل اختيار رئيس الدولة. أصحاب النفوذ يعملون بجهد، القاعدة «تسخن»، وقضاة البلاط بدؤوا بحياكة المؤامرات. ويلوي الخبراء النفسيون أنوفهم ويتذمرون. «ماذا، بيبي للرئاسة؟». وأجيب: «نعم، بيبي للرئاسة لأنه يستحق. وبالاساس لأننا نستحق ذلك».
كما هو معروف، أساس منصب الرئيس هو أن يكون رمزاً. «أن يشكل رمزا»، حسب اللسان الحاد للرئيس الأول، حاييم وايزمان. أن يرمز للدولة وحلمها وقيمها ومعاييرها. هل يمكن أن يخطر بالبال مرشح يمكنه التعبير عن الدولة أكثر من بيبي؟ هي ايضا مثله بالضبط، فاسدة، متهكمة، متغطرسة، متكبرة، ظالمة، عنصرية، كاذبة، مخادعة، جشعة، مستقوية، تسعى وراء الرشوة، متخاصمة مع نفسها، منافقة ومتزينة، ورعة، قاسية، خائنة، متعالية ومشتبه فيها بارتكاب جرائم.
بهذه الدرجة يوجد شبه بينهما، الى درجة أنه عند الغسق يصعب التمييز بين الرمز والشيء الذي يرمز اليه. باختصار، بيبي هو الرئيس المثالي.
ولكن بصرف النظر عن الاهتمام بطبيعة رمز الدولة، فان تأييد رئاسة بيبي جاء أيضا بسبب الاهتمام الكبير بسلامة عقل الجمهور.
هذا التعيين، كما يقولون، يمكن أن ينقذ بنيامين نتنياهو من أنياب العدالة الحادة. عندها ربما سيسود هنا القليل من الهدوء أخيرا. القليل من الهدوء. القليل من راحة النفس وراحة الأذن. لن تكون ساعات لانهائية في الاستوديوهات للاشخاص الذين يصرخون ويهمسون، من النازيين والمتملقين والمعلقين ومن يفسرون التعليقات. سيتم القضاء على الهمهمة الغامضة لعلماء الرياضيات النفسية، الذين يقومون دون توقف بحساب ائتلافات لا أساس لها. ايضا ستتوقف الضجة التي تبعث على الملل لدى كيميائيين سياسيين يحاولون تحويل سقط المتاع الى حكومة، وبالعكس.
لن تحدث لنا أي كارثة بسبب القليل من هذا الهدوء. لأنه مع بيبي، وبدونه ايضا، لن يتغير أي شيء في الحقيقة. «شعب المرجان التي تعلق فيها اسرائيل، الآن، لن تتحول فجأة الى طريق سريع من السعادة. عملية التحلل والتفكك ستستمر كالعادة، سواء أكان نتنياهو في منزل الرئيس أو في سجن معسياهو أو اذا استمر في ازعاج المحاكم لسنوات طويلة بالمتاعب القانونية. يمكن أيضا الاعتراف بأنه من بين جميع من يطالبون بالعرش لا يوجد الكثيرون من امثال تشرتشل أو ديغول. وحتى لا يوجد كمال اتاتورك واحد بينهم. اذاً، ماذا يهم اسم الشخص الذي سيقودنا الى الهاوية.
حراس القانون والعدالة سيحتجون بالتأكيد. «ماذا بشأن شكل العدالة؟». سيقولون «وماذا بشأن المساواة أمام القانون؟ ودفع الدين للمجتمع؟».
ليرقدوا بسلام. اذا تمت ادانة نتنياهو فسيحكم عليه بالسجن سنتين أو ثلاث سنوات كحد أقصى، مع احتمالية تخفيض ثلث المدة والحصول على العفو. واذا تم تعيينه رئيسا فسيحكم عليه مدة سبع سنوات سجن في بركة السمك الذهبية في الطالبية، دون تخفيض ثلث المدة ودون أي فرصة للحصول على العفو، مقطوعا عن عالم المؤامرات المحبب عليه، شفافا ومكشوفا في كل افعاله، موجودا في قفص هو وزوجته المحبوبة وابنه العطوف، بدون مكتب بعيد كي يهرب اليه في كل صباح والاختباء فيه حتى المساء. وذروة حياته ستكون مصالحة آلاف الأيدي المتصببة عرقا على مدخل خيمة الرئاسة.
عندها يجب أن لا يستغرب أي شخص اذا كانت سنة واحدة قاسية في مقر الرئيس تكفي من اجل اعتراف بيبي بكل افعاله، وأن يتوسل كي يعطوه سنة – سنتين من الراحة في سجن معسياهو. حينها، بابتسامة باردة، ستقول المحكمة له: «لا، يا حبيبي. ستقضي كل عقوبتك هنا، في مقر الرئاسة حتى اليوم الأخير». هل توجد عدالة أكثر من ذلك؟.

عن «هآرتس»