ذكرت صحيفة الواشنطن بوست إن هجمات باريس ليلة أمس (الجمعة) تطرح تساؤلات كثيرة حول كيفية إفلات منفذي الهجمات من رقابة أجهزة الاستخبارات الفرنسية، مشيرة إلى أن هذه الهجمات شكلت صدمة لكل المتابعين والمحللين حول قدرة الجماعات المسلحة لتنفيذ مثل هذه الهجمات؟

وتابع الواشنطن بوست أن هجمات باريس تعد الأسوأ بعد الحرب العالمية الثانية وثاني أسوأ هجوم تشهد الأراضي الغربية منذ أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، حيث بلغت الأهداف التي طالتها الهجمات المسلحة نحو 6 مواقع بينهم ستاد لكرة القدم ومطاعم وحفل موسيقي في إحدى القاعات، كما أن طبيعة الهجمات تنوعت بين المواجهات المسلحة واحتجاز الرهائن والتفجيرات الانتحارية.

وقالت الصحيفة إن مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لأنصار تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات الإسلامية المتشددة، احتفلت بالهجمات، مؤكدة أن طبيعة الهجمات والتخطيط لها تثير الكثير من التساؤلات حول الدرجة العالية التي وصل لها المنفذون وكيف أفلتوا من أجهزة الاستخبارات الفرنسية.

وتتابع الواشنطن بوست، أنه حتى فجر اليوم السبت فإن عدداً من منفذي الهجمات يعتقد أنهم مازالوا خارج قبضة قوات الأمن الفرنسية، رغم تاكيدات المدعي العام بانهم كانوا ثمانية وتم قتل سبعة منهم.

الهجمات استهدفت مواقع متعددة في باريس من بينها مواقع تجمع لسياح ومقيمين كانوا يتمتعون باجواء ليلة باردة ، إلا أن المذبحة الأسوأ كانت في قاعة باتاكلان وهي قاعة تعود إلى القرن التاسع عشر وتعد الأكثر شهرة بين في المدينة، حيث كان مئات الأشخاص يتجمعون للاستمتاع بحفل لفرقة أمريكية.

المسلحون اقتحموا مبنى القاعة ويعتقد أنهم ثلاثة إلى أربعة وكانوا يرتدون ملابس سوداء وقاموا باطلاق النار، حيث كتب أحد الناجين على حسابه في لفيسبوك أنه كان في القاعة قبل أن تقوم الشرطة بإغلاقها وتطويق المكان، راح بعدها يتردد صوت انفجارات واطلاق نار.

ويعتقد أن المهاجمين قاموا بتفجير أنفسهم داخل القاعة كما قال نائب عمدة المدينة باريك كلوغمان، مبيناً أن القاعة وحدها قتل فيها 118 شخصاً.

مواقع أخرى من باريس تعرضت لهجمات خلفت عشرات القتلى إلا أن حصيلة الأرقام ظلت متضاربة ولم تعرف حتى الساعة الحصيلة النهائية لتلك الهجمات.

وكانت العاصمة الفرنسية باريس قد تعرضت ليلة الجمعة لسلسلة من الهجمات الدامية أدت إلى مقتل وجرح العشرات، بينما لم تعلن أية جهة مسؤوليتها حتى اللحظة عن الهجمات.