بسام فيصل بات حديث السوشيال ميديا العراقية، وشغلها الشاغل هذه الأيام، وهو شاب عراقي من محافظة كركوك بقضاء الحويجة، وذلك عقب انتشار صوره كالنار في الهشيم، في مختلف منصات وصفحات التواصل الاجتماعي في البلاد.
حيث يظهر في تلك الصور، وهو معلقا شهادته الجامعية فوق صدره، أثناء عمله في حمل أكياس الإسمنت الثقيلة، لإعانة أهله في تدبر أمورهم المعاشية، وسط تفشي الغلاء والبطالة، وارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية الأساسية.
وبعد أن أصابه القنوط من الحصول على وظيفة حكومية كانت، أو لدى القطاع الخاص.
وقد أدى ترابط وتفاقم الأزمتين الاقتصادية والصحية في البلاد، على أثر تفشي وباء كورونا المستجد، إلى تسريح العديد من الشركات والمؤسسات لأعداد كبيرة من موظفيها وتقليصهم، ما أثر سلبا بالتالي على توفر فرص العمل، خاصة لحملة الشهادات الجامعية وذوي الاختصاص.
وأثارت قصة الشاب العراقي بسام تفاعل المغردين والمعلقين وتعاطفهم على صفحات التواصل الاجتماعي، وإن أكدت غالبية الآراء على أن الشغل ليس عيبا، لكن مع ذلك من حق هذا الشاب التعبير عن سخطه واستياءه، جراء عدم تمكنه من الحصول على وظيفة، تناسب تخصصه الجامعي وتحصيله العلمي.
وذهب البعض إلى أن الشهادة الجامعية باتت مجرد ورقة مع الأسف، لا تكفل لحاملها عملا مجزيا ومتناسبا، مع ما يكابده المرء من مشقات وتكاليف على مدى سنوات، لحين التخرج والحصول على شهادة جامعية.
الشارع العراقي يسأل: أين تذهب مليارات النفط؟
فيما رأى معلقون آخرون أن السبب الرئيسي يكمن، في تراكم فشل السياسات الحكومية في التخطيط، وفي تطوير الاقتصاد وتنويع قاعدته، والعجز عن توفير فرص العمل، سيما لأصحاب الكفاءات وخريجي الجامعات.
يقول بسام فيصل صاحب الصور"أنا أكبر أخوتي ومن مواليد العام 1992، ورغم أن ثمة عشرات آلاف، كي لا نقول مئات آلاف الحالات المشابهة لحالتي، من خريجين عاطلين عن العمل، لكن بادرت إلى تعليق شهادتي فوق صدري، أثناء عملي في حمل أكياس الإسمنت وغيرها من بضائع، كي ألفت نظر المجتمع، ومسؤولي الحكومة لحالتنا، كشباب مستقبلهم على كف عفريت".
ويتابع: "والدي وأنا نشتغل سوية كعاملين، لكنه الآن عاجز عن العمل لأسباب صحية، والحمل علي لوحدي الآن، فوضعنا مزر لأبعد حد، لكني أكد بشرف وبعرق جبيني كعامل لكسب قوتنا، ونتمنى أن يلتف أحد المسؤولين لنا، ويطلع على حالتنا الصعبة حيث لدي انزلاق غضروفي وأوجاع في الظهر، لكني اضطر لشد ظهري وربطه بحزام، كي أتمكن من العمل حيث لا يوجد لدينا أي مصدر رزق، أو دخل بديل عن عملي هذا، وحتى لا يوجد لدينا بيت لائق للسكن، فهو مجرد هيكل من جدران وسقف، بلا أبواب ولا شبابيك ولا كهرباء".
ويضيف بسام "حالنا يرثى لها فمن الصباح الباكر للمساء، وأنا أقوم بأعمال شاقة رغم مرضي وأوجاع ظهري، على أمل أن يصل صوتنا للجهات المسؤولة، ويعملوا على وضع حد لمعاناتنا".
وتعيد قصة هذا الشاب العراقي، طرح مشكلة البطالة المتفاقمة التي تعصف بالشباب ليس في العراق فقط، بل في العديد من الدول العربية، حيث باتت تهدد مستقبل الأجيال الشابة، مبددة أحلامها وآمالها، وسط أوضاع اقتصادية مأزومة، تلقي بظلالها السلبية على كافة مناحي الحياة.
المصدر : سكاي نيوز عربية