قال رئيس القائمة العربية الموحدة، منصور عباس، في مقابلة مع استديو « واينت» إنه «خاب أملنا من عدم دفاع نتنياهو عنا بوجه التحريض الموجه من عضو الكنيست بتسلئيل سموترتش، الذي صوّرنا وكأننا كتلة داعمة للإرهاب». مع ذلك، أوضح عباس أن « كل الخيارات متاحة على الطاولة»، في إشارة إلى استعداده دعم حكومة يرأسها نتنياهو.
وأضاف رئيس « القائمة الموحدة»، أنه توقع من نتنياهو الوقوف في وجه حزب « الصهيونية الدينية» والتحريضات التي صدرت عن نائبيها، بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير، اللذين أعربا في وقت سابق أنهما لن يشاركا في حكومة تدعمها القائمة العربية الموحدة « الداعمة للإرهاب»، علماً أن عباس أعلن أكثر من مرة عن مواقفه بهذا الشأن، وتنصّل أكثر من مرة من القضايا الوطنية.
« القائمه الموحدة»، التي نالت أربعة مقاعد في انتخابات الكنيست الأخيرة، تحولت إلى « بيضة قبان» الحكومة الإسرائيلية. والقائمة التي أعلن رئيسها أكثر من مرة عن استعداده لدعم نتنياهو، صوّتت أمس لمصلحة « كتلة التغيير»، التي يقودها خصوم نتنياهو لرئاسة لجنة الكنيست، وهو ما اعتُبر « تصويتاً دراماتيكياً ومفاجأة».
عباس أضاف أنه» لا شكّ في أن المسار الذي نقوده هو من أجل تظهيرنا كقوة سياسية مؤثّرة، ليس في اليمين أو اليسار، وإنما لمصلحة المجتمع العربي في إسرائيل». وأوضح خلال المقابلة مع « واينت»، أن « التصويت على رئاسة لجنة مركزية الكنيست ليس إلا بداية الطريق في هذه المعركة، التي صُوّرنا فيها كقائمة داعمة للإرهاب».
مع ذلك، أكد عباس أن قائمته ليست في جيب أحد، لا اليمين ولا اليسار، وكل الإمكانات لا تزال متاحة أمامنا خلال أي مفاوضات لتشكيل الحكومة المقبلة. وفي إطار تصريحاته المثيرة للجدل، التي عبّر أكثر من مرة فيها عن تدني مستوى خطابه الوطني، أكد مجدداً «استعداده للوقوف أمام القضاة لكي يثبت أنه وأعضاء قائمته، مواطنون جيدون يريدون مصلحة جميع الإسرائيليين وخاصة المواطنين العرب».
وفي إطار ما يعتبره أسلوباً براغماتياً للعمل السياسي، أكد عباس أن كتلته غير معنية بانتخابات كنيست خامسة في أقل من عامين، وأنه « مستعد لدعم حكومة تخدم جميع المواطنين من كلّ الشرائح، وخصوصاً المواطنين العرب الذين نمثلهم، والذين يعانون من ضائقة سكنية ومشكلة تفشي العنف والجريمة». علماً أن التجربة التي خاضتها « القائمة المشتركة»، التي كانت الـ» موحّدة» إحدى مكوناتها، أثبتت أن التنازل عن القضايا الوطنية مع تصوير الهموم اليومية للمواطنين العرب وكأنها «محض مشاكل اجتماعية»، كل ذلك لم يؤدّ إلى نتيجة تذكر في هذا المجال. فعلى الرغم من المساومة الواضحة التي قدّمها هؤلاء للأحزاب الصهيونية ظلّت المشاكل التي يعاني منها فلسطينيو الـ48 تتعمّق وتزداد. ويذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، صرح، أن المخرج الوحيد من الأزمة التي تعصف بالنظام السياسي الإسرائيلي منذ أكثر من عامين، هو اللجوء إلى انتخابات مباشرة لمنصب رئيس الحكومة، مشددا على أن الأزمة «شخصية وليست أيديولوجية»، وأن الجمهور الإسرائيلي اختار «حكومة يمينية».
وشدد نتنياهو على أن الخيار الآخر المتاح لإنهاء الأزمة، هو «تشكيل حكومة يسارية بمشاركة (رئيس حزب «يمينا») نفتالي بينيت»، مشيرا إلى أن حسم المسألة بيد الأخير، وذلك بدعم مشروع القانون الذي تقدم به حزب «شاس» الحريدي، لانتخاب رئيس الحكومة «مباشرة من قبل الشعب». وعند سؤاله عن إمكانية تشكيل حكومة بدعم خارجي من القائمة الموحدة، أجاب نتنياهو: «لسنا بحاجة إلى القائمة الموحّدة، كل ما نحن بحاجة إليه هو انتخابات مباشرة. انتخابات مباشرة ستجنبنا هذه الأسئلة».