تحدث قائد تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة "فتح"، النائب محمد دحلان، مساء يوم السبت، عن رؤيته لمواجهة التحديات الراهنة وأسس إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني عبر الانتخابات التشريعية والرئاسية.
وقال دحلان في لقاء عبر قناة الغد، رصدته وكالة "خبر": "إنّه كانت هناك مساعي حثيثية خلال السنوات الماضية لتفتيت حركة فتح"، مُشيراً إلى أنّ الانتخابات هذا العام ستكون مختلفة عن عام 2006.
وأضاف دحلان أنّ تعدد القوائم في حركة فتح يُقدم حلاً لتراكم الأجيال في الحركة، وأنّ "إسرائيل" تُصدر المخاوف لتعزيز الانقسام لمزيد من الاستيطان في الضفة الغربية.
ولفت إلى أنّ هذه الانتخابات تأتي في ظل تراجع للقضية الفلسطينية وعدم وجود خطط تنمية وطنية أو سياسية، وهناك فقدان للأمل عند الشعب الفلسطيني، مُبيّناً أنّ هذه الانتخابات قد تكون فرصة لإشعال الأمل لدى شعبنا.
وأكّد على أهمية إعادة النظر في مقدرات السلطة الفلسطينية، مُردفاً: "لدينا علاقات وشراكات مع القطاع الخاص الفلسطيني من أجل تحفيز وتشجيع رجال أعمال فلسطينين في تشغيل عمال غزّة".
وذكر أنّه في القدس يُمكن العمل على مشاريع تنموية واقتصادية وإسكانية، مُوضحاً أنّ جلب الدعم للشعب الفلسطيني مبني على الشفافية والاحترام.
وتابع: "نستطيع إحداث تغيير حقيقي في حياة المواطن الفلسطيني، وأنا أجد نفسي أينما تُوجد مصالح الشعب الفلسطيني"، مُستدركاً: "سخرت علاقاتي مع رجال الأعمال والقادة العرب من أجل مصالح الشعب الفلسطيني وهذا الفرق ما بيننا وبين من يُسخر مقدرات الشعب الفلسطيني لمصالحة الخاصة".
وأردف: "أنا أعرف معنى الفقر وثقافة الفقر في المجتمع الفلسطيني ولا أريد أنّ أُعدد مآسي المواطن الفلسطيني، ونحن نسير في تيار الإصلاح الديمقراطي من أجل إعادة بناء حركة فتح على أسس صحيحة وتمكين الشباب، ولن نتخلى عن فتح ولن تتخلى عنا فتح رغم السنوات العجاف التي مرت بها الحركة".
وقال: "لدينا 120 ألف منتسب في تيار الإصلاح الديمقراطي بقطاع غزة فقط، ونحن ذاهبون في هذا التيار لإصلاح فتح من أجل أنّ تشمل كل فلسطيني قادر أنّ يكون إضافة نوعية"، مُشدّداً على أنّ قائمة المستقبل ليس لديها مصالح شخصية، وأنّ منتسبي التيار هم أكثر من تعرضوا للبطش.
وأشار إلى أنّ الماضي يحمل مآسي وقتال وتراجع وتوسيع استيطان، لذلك فإنّ قائمة المستقبل ستذهب إلى الأمام، مُضيفاً: "لا أريد أنّ أرى الفلسطيني يبني بيتاً كل ثلاث سنوات وتهدمه إسرائيل".
واستدرك: "لا أتطلع إلى صناعة مستقبلي، أنا أرى في الشباب مستقبلي، وتيار الإصلاح استطاع أنّ يبقى ملتصقاً بمصالح الجمهور، كما أنّ التغني بالمظلمة ليس حلاً وواجب القيادة أنّ تجد الحلول في هذا الجو السوداوي، ونحن نعيش ظروف غير طبيعة منذ عام 1948، ومن واجبي أنّ أُضئ نوراً في هذا النفق المظلم".
وأوضح أنّه إذا مكنهم الشعب الفلسطيني من تشكيل الحكومة، سيتم النظر أولاً في توزيع الموازنة، مُتابعاً: "علينا أنّ نجد فرص العمل داخل فلسطين وخارجها".
وقال: "علينا استقدام رجال الأعمال إلي قطاع غزّة والضفة الغربية والقدس من أجل بناء الوطن"، مُردفاً: "بدأنا صفحة جديدة مع الجميع وأطلقنا مبادرات ثمان مرات لإعادة اللحمة لحركة فتح، ونحن في حالة اختلاف سياسي مع حماس خلال الفترات الماضية والتي وصلت إلى الصراع لكنّه لن يتكرر".
واستطرد: "خلقنا تفاهمات مع حماس مكنتنا من الذهاب لإنقاذ الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة"، مُبيّناً أنّ مستقبل العلاقة مع القوى السياسية هي الانفتاح سواء قبل البرلمان أو بعد البرلمان، ولكن على أسس إنقاذ وطني وليس على أسس برنامج المحاصصة.
وبيّن: "سنستمر بتقديم كافة المساعدات للشعب الفلسطيني وتمنينا على السلطة أنّ تأخد مساعدات كورونا،" لافتاً إلى أنّ الأبناء في الضفة الغربية يعانون نفس المعاناة التي يُعاني منها سكان قطاع غزّة.
واعتبر أنّ الإدارة الأمركية الجديدة لن تُقدم الحل السحري للشعب الفلسطيني، وما زال الشعب الفلسطيني متماسك وسيكون أفضل في المستقبل.
وأضاف: "القضاء هو ضمير النظام السياسي الفلسطيني، وحين سُيس القضاء وطُوع بدأت المفاسد، ونحن دعمنا إضراب المحامين، ونقدر للقضاة الشرفاء الذين لم يخضعوا لابتزاز السلطة التنفيذية التي مارست ضدهم القهر والابتزاز"، مُؤكّداً على أنّ القضاء الفلسطيني قام بتبرأته من جميع التهم، لكن تطويع القضاء لمصلحة فئة معينة كان مُعيباً.
وتابع: "يجب أنّ لا يتغول أيّ سياسي على الشعب الفلسطيني من خلال القضاء، وأنا قلت إنّ ترامب سيذهب وسيبقى الشعب الفلسطيني"، مُعتبراً أنّ مرحلة ترامب كانت كارثية على الشعب الفلسطيني وعلى المنطقة.
ووجه دحلان رسالة لأبناء شعبنا الفلسطيني، قائلاً: "لديكم الفرصة أن تذهبوا إلى صناديق الانتخابات وتُقرروا بأنفسكم من سيكون معكم في المستقبل وأنا أعتقد أن قائمة المستقبل سيتكون مؤهلة لذلك".
وأكمل حديثه: "نحن نُساعد أبنائنا في لبنان التي شكلت لنا رموزاً وكانوا شعلة للثورة الفلسطينية، وعلينا أنّ نُركز على تسخير كافة إمكانيات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج".
وتابع: "حلمي أنّ أرى جسماً سياسياً يُمثل الداخل والخارج، ومن يُريد أنّ يكون رئيس للشعب الفلسطيني علية مهام عظيمة وكبيرة وليس أن يجلس وراء مكتب فقط ".
أما عن أحداث القدس، قال دحلان: "هذا ليس جديداً على شعبنا في مدينة القدس، فأهل القدس سيحافظون على وطنيتها"، مُردفاً "شعبنا في يُجدد البيعة من أجل الحفاظ على القدس وعروبتها محفوظة بأهلها".
وأضاف: "بسبب الظروف والقسمة الجغرافية نحن نقول لأهلنا إنّ الشعب الفلسطيني شعب حي ولا يحتاج إلا قيادة تقوده نحو تحرير القدس".
وختم دحلان حديثه، بالقول: "علي أهلنا في غزّة أنّ لا يُعكروا هذه الاحتجاجات من أجل إثبات أن إسرائيل دولة احتلال لكل الفلسطينيين، فهذا حراك شعبي عفوي رافض للضغط الإسرائيلي ومحاولات تهويد واستباحة الأقصى، وهذا الرد جاء ليقول إنّ القدس حاضرة على جدول أعمال المشهد الوطني الفلسطيني"، مُشدّداً على أنّ القدس على رأس أيّ حل سياسي في المنطقة ولا حلول بدونها.
شاهد اللقاء من هنا: الجزء الأول
الجزء الثاني