تم تسريب تسجيل صوتي لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، منتقدًا خلاله السياسة العسكرية لبلاده وعلاقتها بالدبلوماسية.
والتسجيل الصوتي عبارة عن مقابلة مدتها حوالي 3 ساعات، مع الصحفي الاقتصادي الموالي للحكومة الإيرانية سعيد ليلاز، وأجريت في مارس الماضي، على أن يتم بثها عقب الانتهاء من الانتخابات، إلا أن وسائل إعلام إيرانية معارضة قامت بنشرها اليوم الأحد.
وقال ظريف خلال المقابلة التي نشرت اليوم الأحد: إنه "لم يتفّق مع قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الذي اغتاله الولايات المتحدة في العراق مطلع العام 2020"، متابعًا: "سليماني يفرض شروطه عند ذهابي لأي تفاوض مع الآخرين بشأن سورية، وأنا لم أتمكن من إقناعه بطلباتي. مثلا طلبت منه عدم استخدام الطيران المدني في سورية ورفض".
وأضاف"قبل إبرام الاتفاق النووي عام 2015 بـ6 أشهر، قام المتشددون بخطوات كثيرة لعرقلة الاتفاق، بدأت بسفر سليماني إلى موسكو دون التنسيق مع الخارجية، وانتهت باحتجاز سفينة أميركية، والهجوم على السفارة السعودية في طهران".
وأكّد ظريف على أن بلاده "خسرت كثيرًا" ملف الاتفاق النووي، بسبب "تدخلنا المفرط" في الأزمة السورية، مشيرًا إلى أنه في بلاده "السياسة الميدانية (العمليات العسكرية)، هي التي تقود الدبلوماسية وليس العكس. في إيران سياسة البلاد تابعة لسياسة الميدان بينما الأصل عكس ذلك".
وأعادت تصريحات ظريف إلى الأذهان استقالته في العام 2019، بعيد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد، إلى طهران، دون التنسيق مع وزارته.
وحينها، نقل موقع "انتخاب" عن ظريف تعقيبه على زيارة الأسد بعد الصور التي التقطت خلال المباحثات، أنه "لم يعد لجواد ظريف اعتبار في العالم كوزير للخارجية".
وقالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) إن المباحثات التي قصدها ظريف في تصريحاته هي اللقاء الذي جمع بشار الأسد بالرئيس الإيراني حسن روحاني، والمرشد الأعلى علي خامنئي.
وأشارت وسائل الإعلام الإيرانية إلى غياب ظريف عن اللقاء الذي حضره سليماني.
وجاءت استقالة قائد الدبلوماسية الإيرانية مفاجئة ودون ذكر لأسبابها وخلفياتها، كما بدا لافتا أنها نشرت أولا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا عبر وسائل الإعلام الحكومية.