ليس لإسرائيل ما تكسبه من المواجهة في غزة، القدس، أو الضفة

حجم الخط

بقلم: ناحوم برنياع

 

 


تفاجأ المشاركون في تقويم الوضع، أول من أمس، فقد وجدوا نتنياهو آخر: واعياً، منضبطاً، محتوياً، وكما هو متبع اجتاز البحث ثلاث مراحل: بداية تقويم الوضع في هيئة الاركان، بعد ذلك بحث في توصيات الجيش مع وزير الدفاع، وأخيرا اجمال مع رئيس الوزراء. تبنى نتنياهو التوصيات بكاملها تقريبا.
أحداث الليالي السابقة والليالي التالية يمكن أن تقلب كل شيء رأساً على عقب، ولكن حتى أول من أمس، كان الميل في الجانب الإسرائيلي واضحاً: احتواء، احتواء، احتواء. ليس لإسرائيل ما تكسبه من جولة عسكرية في غزة؛ كما ليس لها ما تكسبه من موجة «ارهاب»، مصدرها القدس، والضفة. أما الدبابات التي التقطت صورها على حدود القطاع فقد رابطت هناك كي تردع، لا كي تطلق النار.
المشكلة هي أنه توجد أسباب كثيرة لنشوب موجة جديدة من العنف، وسبل قليلة جداً لمنعها. السبب الأول هو الانتخابات في غزة وفي الضفة. قرار أبو مازن اجراء انتخابات، بخلاف المشورات التي تلقاها من مصر، الأردن، إسرائيل، والولايات المتحدة، أدخل السياسة الفلسطينية في دوامة. «حماس» تقدر، وعلى ما يبدو عن حق، انها ستفوز فيها. النتيجة هي وضع كلاسيكي من الخسارة للجميع. اذا أُلغيت الانتخابات فان «حماس»، خائبة الأمل، ستشعر بالحاجة الى الرد عبر «الارهاب». واذا لم تلغ الانتخابات سنحصل على «حماس» على الجدار.
سبب آخر هو الضائقة في غزة، وقبل كل شيء الوباء. والسبب الثالث هو رمضان والمشاعر الدينية التي يثيرها، أما السبب الرابع فهو تأثير الشبكات الاجتماعية على الشباب الفلسطيني: عبارة «ارهاب تك توك» تبدو مسلية، ولكن النتيجة ليست مسلية على الاطلاق.
ثمة سبب خامس هو دور جهات يهودية متطرفة في تسخين الجو في القدس. هذا يبدأ في السيطرة على البيوت في الاحياء العربية وطرد سكانها، ويصل الى الذروة في نزول نشطاء منظمة لاهفا الكهانية الى الشارع. والسبب السادس هو قصورات وأخطاء الشرطة في الميدان.
ما فعله الكهانيون في القدس، هذا الاسبوع، يجب أن يعلمنا كم سائباً كان تأييد نتنياهو لبن غبير ورفاقه عشية الانتخابات. فمن يذهب للنوم مع سموتريتش ينهض في الصباح مع غوفشتاين ورعاعه. توجد خطوط حمر محظور اجتيازها.
في ايلول 1996 نشبت في القدس اضطرابات «نفق المبكى»، كان هذا الخلل الامني الاول لنتنياهو كرئيس وزراء. قُتل 17 جنديا من الجيش الإسرائيلي ونحو 100 فلسطيني. تعلّم نتنياهو الدرس: هو لا يريد أن يكرر التجربة اياها.
لشدة الاسف، إسرائيل لا يمكنها أن تفعل الكثير. لم يتبق لها غير تعليق أملها على «حماس». وفقا للتقارير في تقويم الوضع، نقلت «حماس» الى إسرائيل عبر المصريين رسائل تقول إن النار الصاروخية على بلدات الغلاف تمت بخلاف إرادتها. ما حصل في القدس خلق ضغطا من الرأي العام في غزة. فقررت «المنظمات المارقة» العمل. ولم يكن لـ «حماس» مفر غير التعاون حتى لو كانت هذه ذريعة، ومن المريح التعلق بها.
 
عن «يديعوت»