قصة من 8 طعنات : اِعدموا ابني أحمد !!

سكين-جريمة-قتل-610x330
حجم الخط

في صباح يوم الاثنين التاسع من نوفمبر الجاري, استيقظت المحافظة الوسطى بقطاع غزة على جريمة بشعة اقترفها ابن الثلاثة والثلاثين عاما، أحمد أبو زبيدة بحق زوجته إلهام سحويل.

اقتربت من الصورة أكثر لتتعرف على كواليس ما حدث في فاجعة "يوم الاثنين".

الحاج أبو محمود ابو زبيدة (60 عاما) من سكان مخيم البريج وسط قطاع غزة والد القاتل أحمد:" في يوم الاثنين الساعة الثانية عشر والنصف ظهرا, دخلت منزلي عائدا من المسجد فجلست لمشاهدة التلفاز, فما وجدت نفسي إلا نائما, وبعد ما يقارب الربع الساعة استيقظت على صراخ زوجتي, فذهبت كالمجنون لأعرف سبب صراخها, وللوهلة الاولى كانت شكوكي حول مشكلة بسيطة في المطبخ أو تسريب من اسطوانة الغاز أو ما شابه من الأعطال المنزلية, فذهبت إليها وشاهدتها مصدومة وتشير بأصبعها إلي ما وراء الحائط وهي تصرخ: إلحق إلهام إلحق إلهام".

"ركضت مسرعا لأتفاجأ بالمشهد الصادم, حيث إلهام زوجة ابني غارقة في دمها على الأرض".

" لم أتمالك أعصابي وورد في مخيلتي أن الفاعل هو زوجها، ابني أحمد، لما له من ماضي غير مشرف".

"اقتربنا منها أنا وزوجتي ووضعت قطعة من القماش على رقبتها لوقف نزيف الدماء, وحاولنا جاهدين أن ننطقها الشهادتين, حتى نطقت".

يضع الحاج أبو محمود يده على رأسه ليتذكر تفاصيل الحادثة المؤلمة ويكمل:" بعد ان نطقت إلهام الشهادتين, ذهبت مسرعا بدون وعي إلى الشارع العام وأوقفت سيارة من المارين في وسط الطريق مترجيا السائق بأن يأتي معي, وذهبنا للمنزل ووضعنا إلهام في السيارة، وذهبنا لمستشفى شهداء الاقصى".

يتمالك الحاج دموعه ويواصل حديثه " في الطريق كانت إلهام تنظر إلى عيناي, وكنت اقول لها: اتخافيش يا عمي والله غير الله يشفيكِ, عشان تالا وعبودة وركان أولادك حبايبك الله حيشفيكِ, اتخافيش يا عمي.

"وصلنا المستشفى وأدخلوها غرفة العناية المكثفة, دقائق معدودة وخرج الطبيب قائلا: الله اتولاها برحمته".

"سكتة قلبية كان أهون عليّ ما أشوف إلهام غرقانة بدمها, إلا إلهام" يتحدث الحاج أبو محمود بصوت مليء بالحزن.

 "في هذه اللحظة توجهت لقسم الشرطة المتواجد داخل حرم المستشفى, فبادروا بسؤالي, من الذي قتلها, فأجبت: زوجها وأنا والده ولكن أرجوكم اذهبوا للقبض عليه فورا قبل ان يهرب".

"على الفور توجهت قوة من الشرطة وكل أبنائي بالسيارات للبحث عن القاتل "أحمد", ثم بعد ساعات من البحث والتحري جاءت معلومة لمركز شرطة أبو مدين, بأنه سلم نفسه للجانب "الإسرائيلي" على الحدود الشرقية لمخيم البريج وسط القطاع".

ويكمل ابو محمود سرد تفاصيل الفاجعة الأليمة:" منذ اللحظة الاولى أصدرنا بيان باسم عائلة ابو زبيدة مطالبين الجهات الامنية بإسقاط أقصى العقوبات على القاتل وإعدامه على الفور دون تردد, نعم اقتلوه أنا والده ولا أريده".

ويعود الحاج أبو محمود بذاكرته لاسترجاع أجمل اللحظات. صمت قليلا ثم قال:" في أحد الايام جاءت إلهام لزوجتي تسألها ما حال عمي حزينا على غير عادة, فأجابتها زوجتي: بسبب ضيق الحال؛ لأتفاجأ أن إلهام ذاهبة لمحل بيع الذهب لتبيع خاتم ومحبس وأتت بثمنهم لتعطيني إياه وقالت لي:"الغالي يرخصلك يا عمي".

"إلهام محمد سحويل, كانت ملاك بكل ما للكلمة من معنى, أم لطفلة اسمها تالا (6 أعوام) وأخوتها عبد اللطيف (4 أعوام)، وركان (8 شهور). لقد كانت تهتم بأطفالها أجمل اهتمام وترسلهم لأجمل الحضانات بحكم عملها في الفترة الصباحية".

"لقد كانت كل فترة وجيزة تأتي لي بأجمل الطعام وأجمل الشراب, كنت أُكن لها كل الحب والاحترام والتقدير أكثر من بناتي, فكانت مثل للعفة والطهارة والأخلاق ومحافظة على بيتها رغم كل المشاكل والإهانات التي كانت تعانيها مع زوجها القاتل. أنا ابوه وبديش إياه, اقتلوه".

وبعينين تفيضان دمعا يكمل الحاج حديثه:عند الساعة التاسعة من صباح يوم الثلاثاء العاشر من الشهر الجاري, علمنا أن قوات الاحتلال سلمت القاتل على معبر بيت حانون "ايرز" للجنة الدولية للصليب الأحمر, ثم أصبح في قبضة الشرطة الفلسطينية".

"بعد استجوابه تم استدعاؤنا لسماع ما قاله خلال التحقيق, فرفضت النظر لشريط فيديو التحقيق, وطلبت من النائب العام إسماعيل جبر الإسراع في عملية إعدامه لأنه اقترف جريمة نكراء بحق امرأة فاضلة وبحق أطفال أصبحوا ايتام, وبحق عائلة سحويل التي لم نشاهد منها إلا خيرا على مر السنين الماضية".

تالا أحمد أبو زبيدة (6 أعوام) تقول خلال استجوابها في مركز الشرطة:" بابا دخل على الدار وطلب من ماما مصاري, فحكتله ما معي, فراح عالمطبخ وجاب سكينة وصار يطعن فيها يمكن 8 طعنات, وتختم كلماتها بكل وجع, بدناش بابا اعدموه لانو حرمنا من ماما".

القاتل أحمد اعترف خلال التحقيق بجريمته وقال للمحقق أنه قتل زوجته داخل غرفة النوم وترك السكينة ملقاة على الأرض وأغلق عليها الباب بإحكام, ثم هرب مسرعاً إلى الشارع فاعترضه شاب من إحدى العائلات بمخيم البريج كان يستقل دراجة نارية, وقال له إن اخوته في شجار مع عائلة في المنطقة الحدودية وطلب منه توصيله الى هناك بأسرع وقت, فأوصله الشاب لمنطقة الحدود, ليهرب ويسلم نفسه للجانب "الاسرائيلي".

يُعقب الحاج أبو محمود على كلام ابنه القاتل: "من حلاوة الروح عند إلهام بعد ما قتلها زوجها في غرفتها, كسرت الباب وخرجت لتأتي إلى، أي على بعد 16 متر من مكان الجريمة".

التقينا بعلاء ابو زبيدة شقيق القاتل (36 عاما) وهو متزوج من أخت الضحية إلهام, ويقول: لقد أصدرت العائلة بعد ذلك بيانا ثانيا لمطالبة النائب العام بالإسراع بالقصاص وإعدام القاتل على الفور, وإلا سأقتله أنا بيدي لأنه صاحب ماضي أسود وغير ملتزم وعصبي وغير سوى ويتعامل بمزاجية عالية حتى مع أطفاله".

وأكد علاء أن عائلته لم تزر ابنها داخل السجن، مشيراً لأنها أرسلت جاهات ولجان إصلاح لتهدئة الأجواء داخل عائلة المجني عليها.

وجدد علاء المطالبة بسرعة إعدام شقيقه الذي أذاق زوجته الويلات طوال سنين زواجهما.

يشار إلى أن العائلة في بياناتها استنكرت الجريمة التي اقترفها ابنها، حيث قالت العائلة: ببالغ الأسى والحزن تشاطر عائلة أبو زبيدة في الوطن والشتات عموم عائلة سحويل، بمصابهم الجلل والذي تمثل في مقتل فقيدتهم المغدورة إلهام سحويل، سائلين الله أن يلهمهم الصبر والسلوان وان يكون لهم معينا على مصيبتهم.  

ذهبت إلهام وظل القاتل حياً، هكذا باختصار يمكن القول: اعدموه، واعدموا كل من على شاكلته، نحن مجتمعه، ونحن لا نريده!!