تسوية مع «ح م اس» وانتخابات فلسطينية في القدس

حجم الخط

بقلم: ران أدليست

 

 


صورة جورج فلويد، والتي بدا فيها شرطي أميركي يدوس على رقبة فلويد الى أن مات اختناقا، من شأنها أن تجسد كيف تعمل ركبتنا جميعنا عندما تكون موضوعة على رقبة سكان القطاع. فمع ان الجيش الإسرائيلي يرفع الركبة بين الحين والآخر، يدع الفلسطينيين في القطاع ينخرون قليلا وبعد ذلك مرة أخرى يضع الركبة على الرقبة، وبالتوازي يقول للجمهور، إنهم هم الذين بدؤوا.
غراد في عسقلان؟ أغلق الجيش الإسرائيلي مجال الصيد. ماذا سيفعل غداً مع غراد على بئر السبع؟ هل سيحتوي؟ هل سيغلق معابر الحدود؟ وكل هذا بأمر من الحكومة التي تنجح في تنفيذ جملة من المهام: تصعب الامور على الغزيين وعلى سكان الجنوب وعلى عائلة غولدن في الوقت ذاته.
تنبع هذه الوضعية من نية اساسية لدى حكومة اليمين للابقاء على الفصل بين القطاع والضفة على طريقة فرق تسد، التي تتبين كطريقة اطلاق النار على ساقك، حتى لو كان هذا ينطوي على مساعدة لـ»حماس»، وحتى لو كان ينطوي على ضرر لسكان غلاف غزة.
يقال، ان رئيس الاركان بقي في البلاد، ولم يسافر كما كان مخططا الى واشنطن؛ إذ تخوف من التورط. يحتمل ولكن هل يحتمل أن يكون من خلف «التخوف بالتورط» يقف رئيس وزراء هستيري يهدده سموتريتش؟ من أجل منع التفكك العقلي النهائي لنتنياهو، بحيث يرتكب فعلة عديمة التحكم، فإن غانتس بحاجة لرئيس اركان كي يحافظ على الـ»احتواء».
في غزة، يمكن ظاهرا الابقاء على الحالة كما هي. فهم يطلقون الصواريخ ونحن نقصف، الى أن يتفضلوا بالتوقف. في القدس، التي هي مفتاح ادارة النزاع كله، هذه الحكومة تنهار في الجلبة المحلية. فعلى جدول الاعمال الانتخابات المستقبلية في «المناطق» مع إمكانية صعود قوة «حماس» في الضفة. ظاهرا الحكومة نجحت: ابو مازن يريد تأجيل الانتخابات وتأجيل امكانية ان يلغى الفصل بين الضفة والقطاع عمليا، اذا انتصرت «حماس». غير ان لـ»حماس» أدوات خاصة بها لاشعال المنطقة، وللحكومة توجد ادوات خاصة بها لاطفاء الشعلة، والتتمة واضحة: الشرطة تضع الحواجز في مدخل باب العامود، عشرات الشبان العرب يتناوشون مع الشرطة، منظمة «لاهفا» تجلب «القوزاق» خاصتها، ممثلوها في الكنيست يساندونها، والنتيجة: تزال الحواجز ويرتفع التأييد لـ»حماس» في الضفة.
هكذا هو الحال في أسبوع واحد بأسلوب نتنياهو، ناهيك عن الفوضى في واشنطن، وفي طهران، وفي المحاولات اليائسة للنجاة في المستنقع السياسي، وفي الصراع الجماهيري ضد جهاز القضاء. هكذا ينبغي أن تكون صورة انهيار الحكومة: حرب اخيرة خاسرة ضد كل العالم. لقد كانت الايام الاخيرة دليلا آخر لماذا يجب تغير هذه الحكومة حقا. ليست «حكومة تغيير»، بل حكومة يوجد لها مفتاح واضح للتغيير. التسوية مع «حماس» واجراء انتخابات نزيهة. اذا لم يكن لدى اليهود، فعلى الاقل لدى الفلسطينيين.

عن «معاريف»