ليست كل التفاعلات صحية في العلاقة مع شريكة حياتك فهناك بعض الأحيان التي يكون فيها عدم الاقتراب أو الحديث طوق نجاة من موقف أو كارثة ستحدث إذا صممنا على اختراق المساحات الشخصية لبعضنا البعض.
هذا الخيط الرفيع بين القرب والبعد ليس بالأمر السهل ولكنه ليس مستحيلا لأنه سيساعدك على أن تكون علاقتك بشريكة حياتك أكثر صحية واستقرارًا وستتجنب المشاكل التي تنتج عن التصاق الشريكين بشكل مبالغ فأي شيء زائد عن حده يكون علامة أن هناك كارثة في الطريق.
سنعطيك في هذا المقال بعض النصائح التي ستساعدك على منح شريكتك المساحة الشخصية حتى تتمكن من الحفاظ على علاقة صحية وسعيدة.
كيف تحافظ على مساحتك الشخصية مع شريكة حياتك؟
1. تذكر دومًا أن المساحة الشخصية شيء إيجابي
إعطاء الفرصة لشريكتك لقضاء بعض الوقت بعيدًا عنك يجب أن تراه وتتعامل معه دائمًا على أنه روتين إيجابي. فصل الوقت والاهتمامات والأنشطة يعطي قبلة الحياة إلى العلاقة من جديد ويكون الشريكان مستعدين لمشاركة خبراتهما المختلفة بروح منعشة وشغوفة.
2. لا تأخذ الأمر على محمل شخصي
إذا طلبت منك شريكتك قضاء بعص الوقت بمفردها أو إذا رأيتها تستمتع ببعض الأنشطة من دونك لا تعتقد أن حبها لك ليس كافيا بل بالعكس فإنها تشعر معك بالراحة التي جعلتها تطلب منك بشجاعة أن تكون بمفردها لفترة من الوقت كي تستعيد نشاطها وهذا شيء يجب أن تقدره وتحترمه.
3. اصنع عالمك الخاص
ليس معنى أنك متزوج، أن وقتك كله مكرس لشريكة حياتك فوفقًا لعلماء النفس إن أحد أهم عناصر السعادة هو امتلاك هوية مستقلة والابتعاد عن العلاقات التي تُطمس فيها هذه الهوية. ليس معنى أنك تحب زوجتك، أن تلغي جميع ما تحبه أنت ولا تكرس وقتا لنفسك. حاول أن توازن بين الوقت الذي تعطيه لها والوقت الذي تفعل فيه ما تحبه.
4. الاتفاق على أن كليكما بحاجة إلى وقت بمفرده
المصارحة بالاحتياجات النفسية لكل طرف هي من أهم النقاط التي تساعد على فهم الطرف الآخر– رغم عدم ممارستها كثيرًا. اتفقوا على وجود وقت ما ثابت مخصص لكل منكما لقضائه بمفرده كيفما يحلو له لإعادة الشحن والعودة إلى الحياة الروتينية من جديد.
5. تصالح مع مشاعرك كافة
دع نفسك تشعر بجميع المشاعر التي تمر بها سواء السلبية أو الإيجابية؛ لا تحاول كبح جماح مشاعرك لأنها حتمًا ستخرج في أشكال أخرى مضرة. فإذا شعرت بالذعر لا تحاول منع الشعور واترك نفسك تشعر به حتى تنتهى الموجة. هذا سيساعدك على البوح بمشاعرك وهو ما سينقلنا إلى النقطة التالية.
6. عبر عن مشاعرك
عندما نفهم بعضنا البعض، يكون عندنا قدرة أكبر على التسامح والاستيعاب وعدم الغضب، فمثلاً عندما تتصالح مع مشاعرك ستكون لديك القدرة على البوح بها وبالتالي ستعرف شريكتك المصاعب أو المرحلة التي تمر بها وستحترم هذا وستساعدك على إعطائك مساحتك الشخصية دون تحميلك بالمزيد من أعباء اللوم والعتاب. أما إذا قمعت المشاعر السلبية ولم تصرح بها، فقد تظهر على صورة غضب أو مشاكل غير مبررة مع الشريكة وسينتهي الأمر بشكل مؤسف.
7. احترم القواعد
إذا طلبت منك شريكتك أن تكون بمفردها تمامًا لمدة يوم كامل، احترم رغبتها واحترم قواعد عزلتها فلا تزعجها برسائل أو مكالمات أو طلبات غير طارئة لأنك إذا تجاهلت هذه القواعد، فأنت لا تمنحها ما تحتاج إليه في الواقع وسيكون رد الفعل معقدًا لأن عدم احترام الرغبات قد يولد غضبا لا يمكن إيقافه.
8. كن مشجعًا لها قدر الإمكان
لا تلُم شريكتك عندما تجدها غير قادرة على القيام بمهامها كالمعتاد بل حاول معرفة الأسباب وراء هذا التغير وحاول أن تدفعها للأمام بكلمات محمسة وشجعها على أخذ مساحة لها للقيام بنشاط خاص بها قد يساعدها على الاسترخاء لتعود بكامل نشاطها من جديد.
9. شتت نفسك عن الوحدة غير المرغوبة
أحيانًا يختلط علينا الأمر إذا كنا نريد أن نكون بمفردنا لإعادة حساباتنا واستعادة نشاطنا والتواصل مع أنفسنا بشكل صادق أم أننا نريد الوحدة المرضية التي نرهب بها من مواجهة الأشياء أو ننساق وراء حزننا. القدرة على التفريق بين الحالتين أمر هام لأن في الحالة الأخيرة سيكون من الأفضل أن تستمر في روتينك وتشتيت نفسك عن الانسياق وراء الهروب اتجاه الوحدة.
10 – استمتع بوقتك عندما تكون برفقة شريكتك
بعد أن ينتهي أي منكما من تقضية الوقت مع نفسه، ستعودان كلاكما إلى العلاقة بانتعاش فحاول أن تستمتع بهذا الوقت بعد وشارك شريكتك جميع التفاصيل كأنكما تلتقيان بعد رحلة طويلة فهذا الاشتياق سيقوي من العلاقة ويجعلها أكثر متانة.