بسبب سلطة نتنياهو العفنة

حجم الخط

بقلم: يوسي فيرتر

 

 


توقيت الكارثة الزائدة في تاريخ الدولة، قبل 100 ساعة على انتهاء التفويض الذي منح لنتنياهو، هو الدليل الدامغ على الحاجة الملحة والحيوية، والتي تصرخ الى عنان السماء الى تغيير الحكم. فقط في نظام حكم متعفن من أساسه، يترأسه زعيم فاسد وينشغل بقضاياه الشخصية، تحدث مأساة كهذه. فقط واقع سياسي فيه نظام الحكم يستخذي أمام قطاعات وشرائح وحاخامات كبار، يمكنه خلق حالة شاذة من الفوضى غير المنظمة التي يوجهها دفع الخاوة. وفقد قيادة فاشلة، متهكمة وجبانة، لا توجد لها شجاعة للوقوف أمام الجمهور. فقد كان لديها 18 ساعة لفعل ذلك قبل دخول السبت، والاعتراف بالمسؤولية وتقديم مبرر، وحتى - ليحفظنا الله - الإجابة على الأسئلة.
جميع رؤساء أحزاب التغيير، يئير لبيد وجدعون ساعر وبني غانتس وبالأساس نفتالي بينيت، أليس من الواضح لهم، الآن، أكثر من أي وقت مضى أن هذه الحكومة يجب أن تذهب؟ وأن الحكم الذي استمر سنوات هو مثل بركة ماء عكرة وقذرة في الساحة الخلفية، توجد فيروسات كبيرة تنمو فيها وتفوح منها رائحة كريهة؟ وزراء جدد سيدخلون المكاتب. هم سيجلبون افكاراً جديدة أصيلة، غير جامدة وغير خائفة. لن تكون حكومة التغيير مرتبطة بالأحزاب الدينية، الامر الذي يضخ القليل من العقلانية في شرايين النظام المغلقة والمتعفنة. وبالأساس الوزراء هم الذين سيتحملون المسؤولية.
في تشرين الأول 1994 فشلت محاولة انقاذ الجندي نحشون فاكسمان. استخدمت دورية هيئة الأركان كمية غير كافية من المادة المتفجرة من أجل اقتحام بوابة العمارة، وفشلت العملية وقُتل فاكسمان وأحد منقذيه، النقيب نير بوراز. حدث هذا في مساء الجمعة. وبعد ساعة من ذلك وقف رئيس الحكومة ووزير الدفاع، اسحق رابين، ورئيس الاركان، ايهود باراك، أمام العدسات. أعلن رابين "أنا المسؤول عن ذلك". هو حقا لم يكن ملزماً بذلك. كان هذا فشلا تنفيذيا على المستوى الميداني، لم يصل بأي شكل من الاشكال إليه. ولكن كان ذلك رابين، وهكذا كانت معايير تلك الفترة.
نتنياهو، الذي حتى مجرد ذكر اسمه في الوقت ذاته مع رابين يثير الغثيان، اختار أن يعرض صورة له بوجه متكدر وهو يشاهد ساحة الكارثة. وقد نُشر بيان عام وأعلن عن يوم حداد وطني وعن الغاء جلسة الحكومة. كل الدولة ستعمل، أما الحكومة فستتوقف. لماذا؟ هل اجتماع مجلس الوزراء هو اجتماع مفرح؟ هذا مثير، لم نلاحظه. في المقابل، آلة الدعاية في بلفور لم تضيع أي لحظة: ازاء الكارثة علمنا أن رئيس الحكومة يمكن أن يطلب تمديدا من الرئيس؛ الرسائل التي تم بثها في كل صوب: هذه مسؤولية المحكمة العليا، ردد سياسي سابق تحول الى محلل في "حداشوت 13". اعداد قتلى كهذه نتذكرها فقط بعد اتفاقات اوسلو، قالت المقدمة المتدينة التي تدير عيونها في "حداشوت 12". هيا لا نبحث عن مذنبين، جميعنا اخوة، دعا البيبي المضحك في ستوديو يوم الجمعة.
اعتبرت هذه شعارا، لكن احيانا المفهوم ضمنا يجب أن يقال: في أي دولة ديمقراطية وغربية، المستويات التي وقعت وصادقت على الحدث كان يجب عليها تقديم الاستقالة على الفور. وزير الداخلية، آريه درعي، الذي دفع مع السياسيين الاصوليين الى السماح بدخول كل من يريد، ووزير الخدمات الدينية، يعقوب افيطال، الذي هو ايضا من حزب شاس (من هو في الأصل؟)، الذي وزارته هي المسؤولة عن ادارة الجبل، ووزير الامن الداخلي، امير اوحانا، والمفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي. بالمناسبة، هذا الوضع لا يوجد فقط في دول غربية وديمقراطية. ومثال ذلك استقالة وزير الصحة في الاردن بعد وفاة سبعة مصابين بـ"كورونا" بسبب خلل في الأكسجين في أحد المستشفيات في عمان. وهذا هو جوهر المسؤولية الوزارية.
في الايام القريبة القادمة، ستغرقنا تقارير مراقب الدولة، ومحاضر اللجان البرلمانية، ومذكرات ضباط كبار في الشرطة. كان هناك تحذير لانهائي، حيث في النهاية تعيش دولة على الانذارات. كان الجميع على حق، الجميع رأى والجميع وحذروا في الوقت المناسب. ولكن أكوام هذه الكلمات يمكن استبدالها بتغريدة واحدة قبل ثلاث سنوات للمراسل المتدين، آريه آرليخ: "طريق الخروج الضيقة التي تؤدي من مراسيم الاشعال لحاخامية تاريخ اهارون، وتؤدي الى المزيد من الاختناق. وهناك تدافع مخيف بمستوى خطر. هذا هو المخرج الوحيد. "محظور القيام بهذا التجمع في ذاك المكان قبل ايجاد مخرج واسع"، كتب آرليخ بعد خروجه باعجوبة من احتفال الهيلولا في 2018. لا نحتاج الى اكثر من هذه الكلمات.

عن "هآرتس"