من المبكر الإشارة إلى تصعيد يمس بالاستقرار في الضفة

حجم الخط

بقلم: تل ليف رام

بقلم: تل ليف رام
بعد الأحداث التي وقعت في القدس في باب العامود، والتصعيد في غزة قبل أكثر من أسبوع، اعتبر جهاز الأمن إعلان أبو مازن تأجيل الانتخابات الفلسطينية أمراً ذا إمكانية كامنة مهمة للتصعيد في الساحة الفلسطينية، مع التشديد على الضفة. وتقدر أوساط جهاز الأمن أن «حماس» ستشدد جهودها لتشجيع وتوجيه «الإرهاب» من قطاع غزة إلى الضفة وشرق القدس.
لم ترَ أوساط الجيش في محاولة عملية الطعن، صباح أول من أمس، في غوش عصيون، والتي نفذتها امرأة فلسطينية ابنة 60 عاماً ضد الجنود وهي تحمل سكيناً مؤشراً واضحاً إلى ميل نحو التصعيد في الميدان. فقد لاحظ المقاتلون في الميدان المرأة الفلسطينية تقترب ببطء نحوهم، دعوها للتوقف، أطلقوا النار في الهواء، وفقط بعد أن واصلت التقدم نحوهم أطلقوا النار نحو الجزء الأسفل من جسمها.
وقعت في الماضي حالات قدر فيها الجيش الإسرائيلي أن دوافع العمليات من هذا النوع هي شخصية أكثر من كونها عملية حقيقية للمس بجنود الجيش. ومع ذلك، تشير أوساط الجيش إلى أن المقاتلين عملوا كما كان مطلوباً منهم، وطالما لم يشعروا بالخطر على حياتهم بذلوا جهداً لوقف الفلسطينية دون أن تكون حاجة لاستخدام السلاح.
أما العملية في مفترق تفوح، أول من أمس، فتعد حدثاً من نوع آخر. «مخربون» يخرجون مع مركبة وسلاح ناري لتنفيذ عملية إطلاق نار، لا تشير بالضرورة إلى تخطيط دقيق ومستوى عملياتي عال، ومع ذلك فإن هذه تعد عملية تنظيمية أكثر تعقيداً، حيث تقف خلفها بشكل عام إحدى منظمات «الإرهاب»، التي تساعد في تمويل خلية «الإرهاب» المحلية. في حالات أخرى، يدور الحديث عن نشطاء «إرهاب» ينتمون لإحدى منظمات «الإرهاب» في الضفة.
أحياناً، العملية الناجحة تؤدي إلى عملية أخرى، الأمر الذي قد يؤدي إلى تصعيد مهم في الميدان.
في الأيام القريبة القادمة سيكون الجيش والمخابرات الإسرائيلية منشغلين في تحليل لغز العملية، المطاردة، والتمشيط الميداني بحثاً عن المنفذين وإجراء اعتقالات في محاولة للوصول إلى معلومات إضافية عن هوية «المخربين» وعن المكان الذي يختبئون فيه.
إلى جانب ذلك، سيكون التحدي الإضافي لقوات الأمن هو إحباط عمليات أخرى قبل أن تحصل كي لا يحصل تصعيد إضافي على الأرض.
إن إعلان أبو مازن تأجيل الانتخابات، ومواعيد ذكرى أخرى أثناء رمضان والتوتر في القدس في حي الشيخ جراح، اعتبرت حتى قبل العملية القاسية، أول من أمس، بمثابة عوامل قد تؤدي إلى تصعيد على الأرض.
رغم العملية القاسية، أول من أمس، في جهاز الأمن يعتقدون أنه لا يزال مبكراً الإشارة إلى تصعيد مهم وإلى مسّ بالاستقرار الأمني في الضفة، ولكن إلى جانب ذلك يفهمون أن العملية، أول من أمس، من شأنها أن تشكل أيضاً انعطافة يكون منها الطريق إلى التصعيد في الوضع الأمني قصيراً جداً.
إلى جانب مهمة اعتقال «المخربين» الذين نفذوا العملية، أول من أمس، سيكون للجيش والمخابرات مهمة أخرى، ألا وهي عدم السماح لـ «حماس» بالنجاح في إشعال الميدان.

عن «معاريف»