إطلاق النار على حاجز زعترة: توقيت حساس

حجم الخط

بقلم: عاموس هرئيل

 

 


قام الجيش الإسرائيلي و»الشاباك»، أول من أمس، بمطاردة «المخرب» الذي أطلق النار وأصاب ثلاثة طلاب من مدرسة دينية، على حاجز زعترة جنوب نابلس. في التحقيق الأول للحادثة تبين أن المصابين أصيبوا كما يبدو برصاصات مسدس. الفلسطيني الذي نزل من السيارة، وأطلق النار من مسافة قصيرة على مسافرين في محطة انتظار، يحميها جنود من لواء جفعاتي، نجح في الهرب كما يبدو دون أن يصاب. التقدير المرجح هو أنه عمل وحده، لكن يتم فحص إمكانية أن يكون معه شخص آخر في السيارة.
في معظم الحالات من هذا النوع في السنوات الأخيرة، ألقي القبض على «المخرب» بعد فترة قصيرة نسبياً. مفترق الطرق المليء بالحركة ليس فقط مكاناً محمياً، بل مغطى بالكاميرات أيضاً التي على الأغلب تسمح بتشخيص سريع للسيارات ومسار الهروب المقدر لها. ولأن الأمر يتعلق بشخص مسلح قام بتنفيذ عملية فإن الافتراض الأساسي لقوات الأمن سيكون أنه قد يحاول تنفيذ عملية أخرى في وقت قريب أثناء مطاردته. يزيد هذا من احتمالية أن تنتهي المطاردة بتبادل لإطلاق النار مع «المخرب» إذا تم تحديد مكانه قريباً.
الحادثة في مفترق زعترة كانت الحادثة الثانية في الضفة الغربية خلال أقل من يوم. صباح أول من أمس، أطلق جنود من لواء «ناحل» النار على فلسطينية (60 سنة) اقتربت منهم وهي تحمل سكيناً في مفترق غوش عصيون. توفيت المرأة متأثرة بإصابتها في المساء. حسب أقوال الفلسطينيين، كانت تعاني من الاكتئاب وغارقة في الديون. هذه ظاهرة معروفة حظيت باسم «انتحار بوساطة الجيش الإسرائيلي». الجنود في الحقيقة أطلقوا النار في الهواء قبل إصابة المرأة كبيرة السن، لكن يطرح بالتأكيد سؤال ألم يكن بالإمكان توقيفها بوسائل أخرى؟
تحدث هذه الأحداث في توقيت حساس في «المناطق»، في ذروة شهر رمضان وحول الأحداث في القدس. بؤرة الاحتكاك في باب العامود هدأت حقاً بعد أن رفعت الشرطة الحواجز الذي أزعجت الفلسطينيين في المكان. ولكن الأجواء في المدينة بقيت متوترة. بؤرة احتكاك جديدة تتعلق بنية إسرائيل هدم بيوت لفلسطينيين في منطقة الشيخ جراح، ما يثير احتجاجاً كبيراً في المدينة. في الوقت الحالي تم تأجيل قرار هدم البيوت من قبل المحكمة العليا على الأقل حتى الخميس القادم.
الأسابيع القادمة ستكون مليئة بأيام مشحونة، سياسياً ودينياً. «ليلة القدر» التي تعتبر ذروة شهر رمضان، يوم النكبة وعيد البواكير. في الجيش يأملون أنه رغم الأحداث الأخيرة والتوتر في القدس ألا تتطور في الضفة عمليات تقليد ترافق الأيام الأخيرة من شهر رمضان.
لا تؤثر الأحداث في الضفة وفي القدس في هذا الوقت على ما يحدث في قطاع غزة. غضب «حماس» على تأجيل رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الانتخابات البرلمانية لم يتم التعبير عنه بعنف ضد إسرائيل. ربما أن «حماس» تريد عدم إشغال المنطقة التي تقع تحت مسؤوليتها في الوقت الذي لا توجد لها فيه أي مشكلة في إشعال التوتر في الضفة التي توجد تحت السيطرة الجزئية لخصومها في السلطة الفلسطينية.
الكارثة في ميرون أيضاً في فجر يوم الجمعة بعد بضع ساعات على بيان عباس، بالتأكيد أثرت على ذلك. «حماس» لم تستفز بشكل متعمد إسرائيل في الوقت الذي تقوم فيه الأخيرة بدفن الموتى بسبب كارثة عامة خوفاً من أن ذلك سيسرع رداً شديداً من الجيش الإسرائيلي. في هذا الأسبوع يفترض أن يأتي إلى القطاع مبعوث قطر، محمد العمادي، وهو يحمل المساعدات المالية الشهرية. أيضاً هذا سبب لعدم هز السفينة في القطاع.
في هذه الأثناء يساعد تأجيل عباس للانتخابات في أجواء عدم الاستقرار العام. حتى أن السلطة الفلسطينية حاولت إلقاء المسؤولية عن القرار على إسرائيل التي رفضت الإجابة قطعياً عن طلب السلطة بالسماح للتصويت في صناديق الاقتراع في شرق القدس. كشف التأجيل بالأساس مخاوف «فتح» من منافسة مباشرة مع «حماس». المنظمة التي توجد في القطاع لها الآن مصلحة واضحة في تصعيد الوضع في الضفة الغربية على أمل أن تشوش بذلك العلاقة بين إسرائيل والسلطة. السلطة، في المقابل، تقوم بإرسال رسائل عبر القناة العسكرية لإسرائيل بأنها تنوي العمل من أجل التهدئة.
النتيجة ستحدد في النهاية استناداً إلى الردود على الأرض. كم هو عدد الفلسطينيين، من نشطاء «حماس» أو «مخربين» أفراد دون خلفية تنظيمية، سيختارون تقليد محاولات العمليات التي حدثت مؤخراً؟ هل الجيش يمكنه الحفاظ على اليقظة العملياتية والردود الفعالة، ربما أنه ما زال بالإمكان وقف هذه الموجة في بدايتها.

عن «هآرتس»