منذ عشرين عامًا وقفت جميلة تُعلن رفضها لاستمرار علاقة الحب بينها وبين رؤوف، وهي ترى أنه خذلها، فينكسر سهم كيوبيد في قلبها، وتأتي اللقطة الأخيرة وهي في حضن والدها مصدر الأمان الثاني لها، والآن وبعد زمن ليس قصير تقف دينا أمام سيف لتُخبره أنهما لا يستطيعا دفع ثمن علاقتهما، وينسحب كل منهما في أسفاره.
إنه الحب المستحيل، قصة الحب التي تعتمد على طرفين متوافقين للغاية لكن الظروف دومًا تجعل منه حب لا يتطور لأكثر من ذلك، إنها علاقة الحب بين جميلة ورؤوف – دينا وسيف والتي يختفي خلف أطرافها الفنانة هند صبري والفنان أحمد عز.
في العام 2000 ترددت الأقاويل عن اعتذار بعض النجمات عن المشاركة في فيلم "مذكرات مراهقة" فاختارت المخرجة إيناس الدغيدي الممثلة التونسية هند صبري في أول ظهور لها في السينما المصرية، وتم عرض الفيلم في مطلع يناير 2001.
كسرت هند المحاذير المعلنة آنذاك تحت مسمى السينما النظيفة وقدمت مشاهد حميمة، كما برعت في تقديم دور الفتاة الرومانسية الحالمة، لكنها صاحبة القوة والقرار، فهي التي قاومت وانتظرت رؤوف حتى يعود من سفره، وهي التي قررت انهاء العلاقة حين شعرت بالانكسار.
ربما عشرون عامًا قادرة علي صنع تغييرات عديدة في الأشخاص، وهو ما انعكس على النجمين في العمل الذي جمعهما في الموسم الرمضاني 2021 ففي هجمة مرتدة يظهر كل من دينا وسيف كأشخاص ناضجين، تخفت الرومانسية وتتغير أشكالها، حتى تلك المشاهد الـ Flash back لم تُشير إلى رومانسية سابقة العهد، مظاهر الحب اختلفت كثيرًا خلال عقدين، وليس فقط بناء الشخصيات التي يقدمها النجمين ولكن أيضًا أن تكون طرف في علاقة حب داخل فيلم غير أن تكون داخل مسلسل حيث الزمن أكبر والمساحات أكبر لإظهار المهارة والتحكم.
في مسلسل "هجمة مرتدة" إخراج أحمد علاء الديب، يؤدي كل من هند صبري وأحمد عز شخصيات عملاء لجهاز المخابرات، وكليهما يتمتع بمهارة واحترافية كبيرة، حتى أن لقاءاتهما التي عادت للظهور في النصف الثاني من المسلسل تتسم بالسرية، واتباع طرق عالية المهارة لإخفاء أثرها.
ويبدو أن الخطابات مازلت سمة لحالات الحب، فقد أوجدا الثنائي سيف ودينا طريقتهما الخاصة عبر خطابات يتم إخفائها بطريقة يصعب كشفها.
ورغم أهمية الحب للأبطال إلا أن القصة والحبكة الدرامية هي ما تصنع ثراء العلاقة، ففي فيلم "مذاكرات مراهقة"، كانت جميلة طالبة كل ما تُفكر فيه هو الحب ليست ذات مسئوليات اجتماعية أو مهنية، ولذا كانت علاقة الحب واضحة تأخذ نصيب الأسد في الحبكة بل إن حب جميلة ورؤوف هو الدافع للتطور الدرامي، بينما في مسلسل "هجمة مرتدة" تأتي علاقة الحب مثل نسمة تُلطف من زخم الأحداث وجديتها، حين نتحدث عن مسلسل يقدم بطولات مستوحاة من ملفات المخابرات تكون العمليات والمراوغة وايقاع العملاء من الطرف الآخر هو ذروة الحدث والدافع الدرامي، ولأن الصراعات أمر شديد الجفاء، فلابد من خيوط درامية فرعية مسكنات إنسانية تجعل الأبطال بشر، ولذا فعلاقة دينا وسيف هي بمثابة الراحة للمشاهد، حالة من التقاط الأنفاس، وليس مطلوبًا أن يغرق المشاهد في قصة الحب وينسحب من متابعة الحكاية الرئيسية.
مجددًا تؤكد دينا أبو زيد أن المرأة هي القادرة على الدفع بعلاقة الحب لمستوى آخر أم إبقائها مجرد مشاعر تتجدد أو تموت، حيث تؤكد لسيف دومًا أن علاقتهما بلا مستقبل أو تطور، فتمسكها بعملها يجعل هذه العلاقة خطرًا على كليهما، يُسافر كل منهما نحو مهمته الجديدة، ويستمر الحب معلقًا ربما تأتي الحلقة الأخيرة من المسلسل بنهاية غير متوقعة لهذا الحب الخابي، وكأنه جوف بركان ربما ينفجر في أي لحظة أو لا ينفجر.