«وثيقة التنازل» لا وجود لها!

اسرائيل
حجم الخط

 قال دنيس روس، الرجل الذي صاغ وثيقة التنازلات المزعومة، كما نشر في «يديعوت احرونوت»،  لـ «اسرائيل اليوم»: «نتنياهو لم يوافق على حدود 1967 وتقسيم القدس وحق العودة».
حسب اقوال روس، الدبلوماسي الذي أدار الاتصالات مع المحامي مولخو والمفاوض الفلسطيني، «الهدف كان عصف ذهني، هدفه ايجاد وثيقة أميركية – يمكن للطرفين أن يعارضاها»، وأضاف «خلال سنوات مباحثاتنا عرضنا عدد من المسودات قبل وبعد آب 2013، لكن لم تكن هناك أي مسودة في 2013. في كل هذه الحالات، للأسف، لم تنجح الاتصالات».
قبل ذلك هاجم رئيس الحكومة نتنياهو والليكود النشر في «يديعوت». فقد أوضح نتنياهو في نهاية الاسبوع أن النشر كاذب، والامر يتعلق بمحاولة تضليل مقصود، يقف من خلفه محرر «يديعوت»، موني موزيس. في محيط رئيس الحكومة أوضحوا أن الوثيقة المعروضة هي وثيقة تعرض تفاصيل الوقائع التي لم يكن نتنياهو مستعدا للتنازل عنها. لكن في «يديعوت» تم عرض وثيقة تنازلات من نتنياهو.
«هذه كومة من الكلام الفارغ»، قال نتنياهو في لقاء مع رؤساء البلديات ونشطاء الليكود، الذي عقد في يهود. «لم أوافق في أي يوم على تقسيم القدس، لم أوافق على العودة الى حدود 1967، لم أوافق على الاعتراف بحق العودة، لم أوافق على التنازل عن التواجد في غور الاردن». مكتب رئيس الحكومة تطرق للموضوع بصورة رسمية وقال إن «محادثات مولخو أُجريت بمشاركة أميركية ولم ينتج عنها أي شيء. لقد عملوا على بلورة عرض أميركي لتحريك المفاوضات بحيث يستطيع كل طرف التحفظ من البنود غير المقبولة عليه. على مدى السنين تم طرح عدد كبير من المسودات ولم تتم الموافقة على أي واحدة منها، وحتى لو كان هناك مسودة أميركية، فقد أوضح رئيس الحكومة أنه سيعارض البنود المعارضة لمواقفه».
قام الليكود بنشر رد باسم رئيس الحكومة قال فيه إن الحديث يدور عن ثرثرة سياسية لبني موزيس و»يديعوت احرونوت» والهدف منها واضح: ايجاد اتهامات كاذبة ضد رئيس الحكومة نتنياهو قبل ايام من الانتخابات لتقليص مقاعد الليكود وبهذا يسيطر اليسار برئاسة تسيبي وبوجي وبدعم القائمة العربية المنتفخة. النشر هو كومة من الكلام الفارغ. الحديث عن مسودة لعرض أميركي لم يوافق عليه نتنياهو بتاتا. منذ اليوم الاول للمفاوضات أعلن رئيس الحكومة نتنياهو أنه يعارض تقسيم القدس والعودة الى حدود 1967 وحق العودة، ويتمسك ببقاء اسرائيل في غور الاردن. هذه هي مواقف رئيس الحكومة التي كانت وما زالت حتى الآن. الدليل على ذلك: «خلافا لما نشر وخلافا لمواقف لفني التي أدانت البناء اليهودي في القدس – اثناء المفاوضات وخلال السنوات الستة الاخيرة – قامت حكومات نتنياهو بالبناء والتخطيط والمصادقة على آلاف الوحدات السكنية الجديدة في القدس وفي غور الاردن ويهودا والسامرة».

الهدف، المس بالليكود
وقد قيل ايضا إن «نوني موزيس يستطيع التلويح بكل المسودات الأميركية التي لم يتمخض عنها أي شيء، لكن الوقائع على الارض قاطعة: خلال السنوات الست لرئيس الحكومة نتنياهو فقد صمد أمام الضغوط الدولية، لم يتنازل عن سنتيمتر، حافظ على القدس موحدة، قام ببناء آلاف الوحدات السكنية وحافظ على الأمن والاستيطان. اذا كان كنتيجة لمنشورات مشوهة ومقصودة، سوف لا يكون الليكود كبيرا بما يكفي ويحصل حزب العمل على مقاعد أكثر، ويتم تشكيل حكومة تنازلات وانسحابات يسارية برئاسة تسيبي وبوجي وبدعم القائمة العربية المشتركة، فذلك سيكون الخطر الحقيقي».

انتقام أميركي؟
قالت اوساط في الليكود أمس إن تسريب الوثيقة كما يبدو هو «انتقام» أميركي في اعقاب خطاب رئيس الحكومة في الكونغرس. احتمال آخر تم طرحه هو أن الامر يتعلق بمحيط تسيبي لفني التي لها مصلحة في كشف التفاصيل.
  في محيط رئيس الحكومة لفتوا الانتباه الى الامور التي ذكرها في نهاية الاسبوع في «صوت الجيش»، الوزير السابق في السلطة الفلسطينية أشرف العجرمي ووفقا لها فانه «في الجولة الاخيرة من المفاوضات فقد وضع نتنياهو شروطا لاستمرار العملية السياسية – عدم العودة الى حدود 1967، عدم التفاوض على شرقي القدس أو القدس بشكل عام، ليس هناك انسحاب اسرائيل من غور الاردن، ليس هناك اخلاء لاغلبية المستوطنات، وهذا ايضا يرتبط بالكتل الاستيطانية التي تحدثوا عنها طول الوقت. في الحقيقة، في ظل هذه الشروط ايضا لا توجد عودة لأي لاجيء فلسطيني الى اسرائيل. هذه هي الشروط التي لن تُمكن من حدوث أي تقدم في المفاوضات، ولهذا فانني لا أصدق أن ما نشر في «يديعوت» قد حدث.
تطرق وزير الدفاع موشيه يعلون  الى المفاوضات مع الفلسطينيين كما نشرت في «يديعوت» وقال: «لقد علمت عن المفاوضات وأعرف التفاصيل، كانت تلك هي احدى المسودات التي رفضت من الفلسطينيين ومنا. النشر في «يديعوت» كان احتكاريا، مهم معرفة هدف النشر ولماذا تم النشر الآن بالذات. لقد كانت هناك 6 – 7 مسودات أميركية في السنوات الاخيرة. لا نقول عبثا إن أبو مازن ليس شريكا في المفاوضات، لكنه شريك في الاعطاء فقط، فهو ليس مستعد لقبول أي سيادة لنا في دولة اسرائيل، ولست متأكدا أنه سيقبل انهاء الصراع». عند تناوله اقوال نفتالي بينيت في اعقاب نشر الوثيقة في «يديعوت» قال يعلون: «في الايام الاخيرة أرى أن البيت اليهودي يحاول أن يهاجم الليكود، هم يعتقدون أنهم بهذا ربما يحصلون على اصوات من الليكود. لو كان الوزير بينيت يعرف عن هذه الوثيقة فلم يكن ليصمت حتى الآن».
تطرق يعلون ايضا لخطاب نتنياهو في الكونغرس وقال: «الامر الاساس لعدم الاستقرار في الشرق الاوسط هو النظام الايراني. هذه هي المشكلة. الحل ليس كما يطرحه الآخرون. من الواضح أن التهديد الايراني هو رقم 1 بالنسبة للعالم الغربي. أردنا تمرير ذلك بهدوء، لكن للأسف وجدنا أنفسنا في مواجهة، ولولا ذلك لما كانوا سيفرضون العقوبات على ايران. العالم الغربي يُضلل من قبل الايرانيين. في نهاية المفاوضات سيسمحون لهم بالاحتفاظ بقدرات اساسية فيما يتعلق بالسلاح النووي. لهذا كان من واجب رئيس الحكومة أن يصل الى الكونغرس. سيتم اختبار ذلك في الاشهر القريبة – هل سيقوم الكونغرس بالعمل».

عن «اسرائيل اليوم»